أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : التعرق اللزج بين الفخذين وعلاقته بحمى (الأرفاغ)
السلام عليكم.
أعاني من تعرق خفيف بين الفخدين ولكنه لزج، وينتج عنه أشياء تشبه فتاتاً من الطين، يعني أشياء صغيرة لونها أسود وتلتصق بالملابس الداخلية.
علماً بأن لها رائحة كريهة جداً، وأنا من قبل ما كنت أشكو منها، لكن منذ حوالي سنة ظهرت هذه الأعراض، ولا أدري ماذا أفعل؟!
وأنا محرج أن أذهب للطبيب، وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن الوصف يتضح غالباً أن ما تشكو منه هو حمامي الأرفاغ، والتي تسمى بالإنكليزي (Erythrasma)، وتشخص بالفحص السريري عند طبيب الجلدية، ولا داعي للحرج، ويؤكد التشخيص بتوجيه أشعة (وود) في الظلام إلى الموضع المصاب، وتعالج بـ(الإريثرومايسين) 1-2 غرام يومياً، وذلك لمدة أسبوعين، وهناك من ينصح بالمضادات الموضعية للفطريات، مثل (البيفاريل) أو (الكانيستين) كريم مرتين يومياً، وذلك لعدة أسابيع.
ولكن علينا أن نفكر في احتمالات أخرى وهي:
(الفطريات والحزاز المحصور والصدفية وأكزيما التماس والتعرق الطبيعي المترافق ببثور وتوسف الجلد بسبب الاحتكاك).
1- الفطريات أو التينيا:
قد يكون ما تشكو منه تينيا، وعندها ينبغي أن يتوفر ما يلي:
- الحدود الواضحة للمرض: وزيادتها تكون بالرطوبة أوالبدانة أو الاحتكاك أو وجود عوامل مساعدة مثل الداء السكري أو نقص المناعة، وكل ذلك عوامل مساعدة على الزيادة وليست هي السبب.
- التطور مع الزمن والنمو النابذ المنتشر: الفحص المجهري المباشر بالمجهر يظهر الأغصان الفطرية.
- المزرعة الفطرية: وتظهر النمو الفطري، وهذا يعطي التشخيص اليقيني.
- استجابتها للعلاج بالمضادات الفطرية (الكانيستين أو الدكتارين أو البيفاريل أو اللاميزيل )، وليس المضادات الحيوية، أما (اللوتريديرم) فهو يحتوي على الكورتيزون مع مواد أخرى، وإن الاستفادة منه لوحده تقلل من احتمال الفطريات.
وعند العلاج يجب أيضاً مراعاة النظافة والغسل الدوري وتغيير الملابس الدوري، وكذلك علاج الزوجة إن كنت متزوجا، وإن كان عندها فطريات، وكذلك علاج الأمراض المنهكة للمناعة مثل السكري - إن كان موجودا -.
2- الحزاز المحصور والصدفية - فنناقشهما من خلال مقارنتهما ببعض -: إن وجود بقع حمراء مغطاة بوسوف أو قشرة بيضاء يتماشى مع الصدفية، وتكون البقع أو الآفات الصدفية واضحة الحدود تماماً، وتكون بأحجام مختلفة قد تشكل لويحات كبيرة جداً، بينما الحزاز هو تجمع لحطاطات صغيرة متزاحمة والقشور قليلة واللون أقرب إلى البنفسجي منه إلى الأحمر.
والصدفية غالباً غير حاكة، إلا إذا تهيجت من الأدوية، أو كان المريض عصبيا رافضا لها، أو كانت في الطويات.
والصدفية تصيب فروة الرأس ولا تؤدي لتشكيل ندبات، بينما الحزاز المحصور نادراً ما يصيب الفروة.
والصدفية تصيب الأظافر بحفر صغيرة أو تصبغات أو تسمكات تحت الأظافر أو انفصال الظفر جزئيا عما تحته، بينما الحزاز المحصور لا يصيب الأظافر.
ووجود قصة عائلية من الصدفية يرجح الصدفية، بينما في الحزاز لا يوجد قصة عائلية.
والصدفية ذات مسيرة متفاوتة بين التحسن والزيادة وذات هجمات فصلية فهي غالباً تتحسن صيفا وتزداد شتاءً، بينما الحزاز ذو مسيرة أكثر استقرارا، والأغلب فيه الحكة.
والصدفية أكثر تأثرا بالانفعالات النفسية والقلق والخوف، والحزاز المحصور يكثر عند العصبيين.
ويندر أن ينتشر الحزاز المحصور، بينما الصدفية تنتشر وتصيب مساحات متفاوتة، وقد يصاب الصدف بالتحزز نتيجة الحكة الشديدة، وقد يكون هناك حزاز وصدف بآن واحد ولكن هذا نادر.
وصورة للمرض كانت تغني عن كل ما رسمناه بحروفنا، ونؤكد على ضرورة استعمال (الهيدروكسيزين) لأنه مهدئ للحكة والنفس، وقد يمنع بعض المضاعفات، سواء أكان المرض صدفية أم حزازا.
3- أكزيما التماس: وهي رد فعل الجسم الرافض لتماسه مع شيء يتحسس منه، وهو يبدأ حاكا ويرسم مواضع التماس.
إن التأخر في الاستحمام يؤدي إلى الوصف المذكور من قِبَلِكم، كما وأن تناول بعض المأكولات قد يؤدي إلى إفرازات سمراء في الجلد، وأما الشعور بالطين فهو عبارة عن خلايا من البشرة متوسفة أو أنها آثار أو أنها الفطريات التي قد تكون ما يسمى بحمامي الأرفاغ أو الفطريات التي ذكرناها سابقا.
ويجب تأكيد التشخيص وذلك من خلال زيارة الطبيب لإجراء الفحص المباشر العيني أو المجهري لنفي أو لإثبات الإصابة بالفطريات، فإن كانت فطريات فاتباع ما ذكر أعلاه وتجنب الكورتيزونات، وخاصة القوية منها، ولا يجب استعمال الكورتيزونات على هذه المواضع، وإن كان المرض حزازا فالعلاج باستعمال مضادات (الهيستامين) و(اللوكاكورتين فيوفورم)، وإن كان صدفية فيفضل البدء بـ(ترافوكورت) مع مضادات (الهيستامين)، وإن كان حمامي الأرفاغ فباستعمال (الإريثرومايسين) 1-2 غرام يومياً، وذلك لمدة أسبوعين، ولكن الأمر يحتاج متابعة، ولا يمكن الاستمرار على هذه الأنواع من الأدوية لفترات طويلة دون إشراف طبي.
بالإضافة إلى ذلك فغالباً ما يصيب الذين يمشون لفترات طويلة مرض يسمى المذح أو الصماط، وهو احتكاك الجلد وتسلخه بسبب تعطن الطبقة السطحية من الجلد، وإن هذا التغير في الجلد يغير من مقاومته، فيسهل إصابته بالخمائر بالدرجة الأولى أو بالفطريات أو بالجراثيم.
ويمكن الاستفادة من مراجعة الاستشارة رقم: (253960)، وكذلك رقم (258303)، فهي هامة ومتعلقة بالرائحة المنبعثة من المنطقة المذكورة.
والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما علاج الإمساك والتعرق الناتجان عن الأنافرونيل؟ | 5407 | الاثنين 09-12-2019 05:03 صـ |
أعاني من فرط التعرق والكولين والأدوية غير مجدية، ما رأيكم؟ | 2735 | الثلاثاء 08-10-2019 01:58 صـ |