أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف والخجل والقلق الدائم والشعور بتأنيب الضمير

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا منذ صغري أعاني من الخجل والخوف والقلق الدائم، وكانت هذه الحالة في الصغر بسيطة، والآن أدرس الطب في الجامعة وينتابني شعور بالخوف عند الذهاب للجامعة في الصباح!

وأيضاً أشعر بقلق كبير عند الإلقاء أمام الآخرين؛ خاصة لأن لدينا بحوثاً نلقيها بالجامعة، بالإضافة إلى أنني انطوائي دائماً وغير اجتماعي، ودائماً أشعر بتأنيب الضمير وأفكر كثيراً في هذه المشكلة!
أرجو منكم الرد مشكورين، وهل هناك علاج ينصح به؟ وما أهمية العلاج السلوكي المعرفي ؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ابن عمر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت الآن -الحمد لله- طالب في كلية الطب، ولابد أن تكون أهلاً لذلك، وذلك نسبة لتفوقك وجهدك ومثابرتك، إذن نقطة البداية هي أن تعرف موقعك الحقيقي وأن تثق في قدراتك الذاتية؛ لأن الخوف والرهاب والخجل والقلق هي بواعث ناتجة عن فقدان الثقة بالنفس، أو أن الإنسان لا يقيم نفسه بالصورة الصحيحة، أرجو ألا يكون لديك أي شعور بالدونية، وهذا هو الشيء الأساسي جدّاً.

بالنسبة للعلاج السلوكي المعرفي هو من العلاجات الجيدة والمفيدة جدّاً لعلاج الخوف والقلق والوساوس، كما أنه يساعد في تحسين المهارات الاجتماعية ولكنه يتطلب الالتزام والصبر عليه، وخلاصته بصورة مبسطة جدّاً هو أن يضع الإنسان الأطر والأسس التي من خلالها يستطيع أن يغير من أفكاره ومشاعره وأفعاله السلبية ويحولها إلى أفكار وأفعال إيجابية، ويتم ذلك عن طريق التحليل السلوكي للأفكار والأفعال، بمعنى أن تحدد الفكرة السلبية ثم بعد ذلك تحللها وتحاول أن تجد أنها ليست قائمة على منطق صحيح، ثم بعد ذلك تستبدلها بالفكرة أو الفعل المضاد وتحاول أن تغرس هذه الفكرة الجديدة في نفسك وفكرك، وهذا بالطبع يحتاج لتأمل وقناعات داخلية.

أنت محتاج حقيقةً لمثل هذا التوجه، فأرجو أن تحلل كل هذه الأفكار السلبية وتكتبها في ورقة، ثم بعد ذلك تحاول أن تجد المقابل الإيجابي وهو موجود وبكثرة، ثم ركز على هذا المقابل الإيجابي، سوف تجد بالتأكيد أنك قد ظلمت نفسك كثيراً في تقييمها، فالسلبيات والتفكير المعرفي السلبي جعلك تتناسى كل الإيجابيات والأشياء الجميلة في حياتك، أرجو أن تحرص على ذلك.

أنت ذكرت أنك منذ الصغر تعاني من بعض الصعوبات، ربما يكون هذا حقيقة ولكن أرجو ألا تنظر لهذا الأمر بسلبية، دائماً نرى أن الماضي هو خبرة، والخبرة يمكن أن يستفيد منها الإنسان لتطوير الحاضر والمستقبل، يجب أن يكون هذا هو التوجه الصحيح في تفكيرنا.

أرجو أن تقوم بالإكثار من التمارين النفسية والتمارين التي تحسن مهاراتك الاجتماعية، وذلك بأن تكثر من إلقاء المحاضرات أو الدروس أو تقديم بعض المواضيع لزملائك، ويمكنك أن تقوم بذلك أيضاً في الخيال؛ بمعنى أن تقرأ موضوعا بصوت عالٍ، وتتخيل أنك أمام جمع من الناس، كرر ذلك كثيراً.

عليك أيضاً أن تقارن نفسك بالآخرين، وسوف تجد أنك لست بأقل منهم في شيء، أو ربما تكون متميزا على البعض منهم، اقتحم هذه الأفكار السلبية وهذا الخوف، وسوف تجد إن شاء الله أن الأمر قد أصبح متيسراً بالنسبة لك.

توجد الآن الحمد لله الكثير من الأدوية التي تستعمل في علاج الخوف والقلق والتوتر، ومن أفضلها الدواء الذي يعرف باسم زولفت، أرجو أن تتناوله بجرعة صغيرة وهي حبة واحدة في اليوم من فئة 50 مليجراماً، تناوله ليلاً بعد الأكل يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، وسوف تجد إن شاء الله أنه قد ساعدك كثيراً وذلك بجانب تطبيق الإرشاد السلوكي السابق.

عليك أيضاً أن تقوم ببعض النشاطات التي تحسن من المهارات الاجتماعية ومنها الرياضة الاجتماعية، ومنها المشاركة في حلقات التلاوة، فهذه النشاطات تجعل الإنسان يتفاعل مع الآخرين بصورة لاإرادية مما يسهل عليه التفاعل الإرادي وتطوير المهارات الاجتماعية.

أسأل الله لك التوفيق، وجزاك الله خيراً.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1252 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2336 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3564 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ