أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الخوف والارتباك من الناس وحب الانعزال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا عندي مشكلة عويصة، أعاني من خوف وارتباك من الناس إلا من أناس محددين، أحب أن أجلس وحدي، وإذا جلست وسط أصحابي فجسد بلا روح، وإذا جاءني هاتف وأنا في وسطهم أرتبك ويدق قلبي بسرعة وأرتبك وأسمع صوتي يتردد ولا أعرف أتكلم، وكأنني مجنون.
لا أحب المناسبات، أنا أستحي أن أمشي برجلي وسط ناس أو جماعة؛ لأن مشيتي أضلع كأن رجلي فيها شيء، بالرغم أن رجلي صاحيتان، وليس فيهما شيء، لكن من الخجل.
ليس لي شخصية وأتأثر من الانتقادات.
أنا شاب وسيم، وكل الشباب يشهدون لي بذلك، لكن عندما أرى نفسي بالمرآة عند حلاق مثلاً أكتئب، ومنذ خمس سنوات وأكثر أنسى كل أحلامي.
وعندما أقوم من النوم وأجلس عند والدي لوحدنا أو أي شاب منذ فترة لم أره لا أجد كلاماً أقوله، ولا أقدر أكلم أحداً وأنا واقف وهو جالس، كأنني أرى نفسي أني لست بصاحب شخصية، ولا أحب أحداً أن يلاحظ هذه العوارض مثل ( الارتباك أو الاحمرار أو الارتعاش أحياناً إذا كان في يدي كوب وجالس وسط جماعة أو ماسك شيء والجماعة ينظرون إلى يدي ترتعشان).
هذه الحالة جاءتني تقريباً منذ 7 سنوات على مراحل، تزيد وتنقص.
وفي مرة صار لي موقف وأخاف أن يرجع لي وهو أني كنت أخبر جماعة بسالفة، وفي وسط السالفة جاءني شعور كالغثيان ورؤية ضبابية وخفت من عيونهم الحاقدة بوجهي وأسمع صوتي ونسيت كل شيء حتى تغير صوتي، ومباشرة قلت لهم: أعوذ بالله من الشيطان، ( أنا نسيت ).
أتهرب من أن أصلي بالناس لأن صوتي يتغير، وأنا من منطقة ليس فيها عيادات نفسية، ولي أخ حالته أصعب مني بكثير وفي حالة يرثى لها، دائماً أنصحه بالمواجهة، أرجو منك مساعدتي، وجزاكم الله خيراً، وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نقول لك أيها الأخ الفاضل: أنت تعاني بالطبع من أعراض الخوف والرهاب الاجتماعي، والخوف والرهاب الاجتماعي حقيقة ليس خجلاً ولا جبناً، إنما هو نوع من الحالة النفسية المكتسبة، ويعالج الرهاب الاجتماعي والخوف الاجتماعي عن طريق المواجهة، وهذه نصيحة قد أسديتها لأخيك، ونحن أيضاً نسديها لك، ولكن المهم هو التطبيق، والتطبيق ليس صعباً أبداً.
ننصحك بأن تواجه في الخيال أولاً، أي تتخيل أنك تواجه تجمعاً من الناس، من المفترض أن تقوم باستقبالهم أو ضيافتهم أو مخاطبتهم، أرجو أن تسترسل في مثل هذا الخيال لمدة لا تقل عن نصف ساعة في اليوم، خذ الأمور بجدية –أي فيما يتعلق بهذا التفكير الخيالي– سوف تجد أنه -إن شاء الله- ساعدك كثيراً في المواجهة الفعلية.
ثانياً: أرى أن هنالك الكثير من التجسيد الزائد في مشاعرك، مثل أن الناس تراقبك أو أنك ترتعش أمامهم، لقد دلت التجارب أن هذه المشاعر ليست صحيحة، الكثير من أصحاب المواقف يتخيل أنه سوف يفشل أمام الآخرين، أو أنه مرصود منهم، أو أنه سوف يسقط أمامهم، هذا ليس صحيحاً أبداً، أنا أؤكد لك ذلك من الناحية العلمية، فأرجو أن تستوعب هذه الحقيقة بقوة بأنها -بأمانة- تعتبر من الركائز الأساسية لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي.
الجانب الثالث: هو أن تحاول أن تتعلم بعض المهارات الاجتماعية الضرورية، وهي أن تنظر إلى الناس في وجوههم حين مخاطبتهم، ويمكنك أن تبدأ بمن تعرف، ثم بعد ذلك بمن لا تعرف، هذا فن بسيط من فنون المهارات الاجتماعية.
وأيضاً أرجو ألا تكثر من استعمال اليدين حين تخاطب الناس، فهذا أيضاً يؤدي إلى ضعف أو التقليل من المهارات الاجتماعية لدى الإنسان.
الطريقة الرابعة: هي أن تكون فعالاً في حياتك، أن تكون مثابراً، أن تكون مقداماً، أن تضع برامج وأهدافاً واضحة في الحياة، وآليات لتنفيذها حتى تصل إلى ما تصبوا إليه إن شاء الله تعالى.
الشيء الخامس: أود أن أنصح لك بتناول أحد الأدوية المضادة للرهاب والمخاوف الاجتماعية، هنالك عقار يعرف باسم سبرلكس وآخر باسم زيروكسات وثالث باسم مكلومايد، كلها جيدة، ولكن ربما يكون الزيروكسات هو أفضلها، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة 10مليجرامات ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع هذه الرجعة بنفس المعدل، أي نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى حبتين في اليوم، واستمر على هذه الجرعة بالتزام صادق لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيض الجرعة بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عن العلاج.
أرجو أن تتبع الإرشادات البسيطة السابقة، وقيمتها العلمية مثبتة، وأرجو أن تتناول العلاج الذي وصفته لك، وستجد إن شاء الله أن حالتك تغيرت تماماً نحو ما هو إيجابي، وأصبحت أكثر إقداماً وتواصلاً من الناحية الاجتماعية.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1322 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |