أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القبول بشخص خلوق أم بشاب فيه بعض الصفات السيئة

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

أنا عمري 32 سنة، لم أتزوج حتى الآن، من أسرة متوسطة، على قدر جيد من الثقافة والتدين، نظراً لرغبتي في الزواج والاستقرار تعرفت على رجل عن طريق مواقع الزواج، في بداية التعارف أخبرني أنه لم يتزوج، وبعد فترة من العلاقة، وبعدما تأكد من أني تعلقت به جداً، بدأ يخبرني بحالته الاجتماعية بالتدريج، حتى في النهاية علمت أنه متزوج من امرأتين، الأولى علاقته بها تقتصر على الأولاد فقط، وهم ثلاثة أولاد في مراحل الثانوية والإعدادية والابتدائية بالترتيب، وأنه سبق وطلقها مرتين، وأعادها لعصمته بسبب الأولاد فقط.
أما الثانية فهي من بلد أجنبي، وأحضرها معه لبلده، وله منها طفل عمره 4 سنوات، ولكن لاختلاف المنشأ والثقافة فهو غير سعيد معها بالمرة، ويريد الزواج بي، وإنه في أول الأمر كان يريد أن يتسلى بي، ولكن بعد ما اقتربنا من بعضنا رأى أنني التي سوف تسعده، وأكون شريكة حياته.
بالإضافة إلى رغبتي في الزواج والاستقرار فقد ارتبطت به عاطفياً لدرجة جعلتني لا أستطيع أن ألومه على أي شيء، وأصبح كل هدفي إتمام زواجنا على أي وضع كان.
حدثت له مشاكل في عمله فقرر أن يسافر مع زوجته الثانية إلى بلدها، وقال لي إنه سوف يعمل لها مشروعاً هناك، ويجعلها تستقر في بلدها، فهي كل ما تريده منه المادة فقط، وليس أي شيء آخر، وبعد ذلك سيعود ونتزوج، ولكنه خسر كل ماله هناك، وقمت أنا بإرسال نقود له حتى يستطيع أن يعود وحده إلى مصر، بعد أن رفضت زوجته العودة معه؛ لأنه لن يستطيع أن يوفر لها أساسيات الحياة؛ لأنه بلا مال أو عمل.
وقفت بجانبه حتى وفقنا الله في إيجاد عمل مناسب وبدخل محترم، وأخبرني أن كل ما يربطه بزوجاته هو المسئولية بالإنفاق عليهم فقط، وأننا سوف نتزوج، وبالفعل تقدم لأبي طالباً الزواج مني، ولكنه حتى الآن لم يظهر لي النقاط الأساسية في الارتباط؛ لأنه حتى الآن لم يطلق زوجته الأولى، والتي أخبرني أنه سيطلقها قبل إتمام زواجنا؛ لأن أهلي لا يعلمون أن على ذمته امرأتين، ولو علموا فلن يقبلوا به بأي حال من الأحوال زوجاً لي.
أنا رضيت أن أخبرهم أنه طلقها، وأنني سأكون زوجته الوحيدة، ولكنه يطلب مني أن تتم خطوبتنا، وبعد فترة سوف يتمم هو إجراءات الطلاق.
صدقوني هو فعلاً يحبني جداً، فهذا شعور أنا متأكدة منه، ولكنه يريد أن يوفق كل شيء حسب ظروفه هو، وحسب أوضاعه هو، وصدقوني لو كنت أعلم أنه متزوج من أول الأمر كنت أنهيت علاقتي به، ولم أسترسل معه، حتى تعلقت به عاطفياً جداً جداً.
مع أنني أرى فيه عيوباً، لو جاء بها رجل آخر لرفضته، فهو ليس متديناً بالقدر الكافي، ويحب التعرف على الجنس الآخر، حتى إنه اعترف لي أن له العديد والعديد من المغامرات العاطفية، وأنه يحب الجنس اللطيف جداً، ولكنه لن يفعل تلك الأفعال بعد ذلك؛ لأنه يريد الاستقرار معى.

ولعل ذلك كان سبباً في شكه المستمر في سلوكي، واتهامي أبشع التهم، لمجرد وجود أسماء زملائي في العمل على تليفوني أو بريدي الاليكتروني، وتظل ثورته هائجة، ويخبرني أننا لن نستمر، ويجب إنهاء علاقتنا، وأظل وراءه حتى يغير هذا القرار، وفي بعض المرات عندما أسكت أنا، يعود ويتصل بي، ويقول لي: إنه لا يستطيع الحياة بدوني، وأنني يجب أن لا يكون في حياتي أي أحد، إلا هو فقط.

صدقوني، أنا في حيرة، هل أستمر معه، أم أدوس على قلبي وارتباط دام ما يقرب من ثلاثة أعوام أعلن فيها رغبته في الارتباط بي لوالدي في نهايتها، أم أن كل ماسبق سوف يدمر ذلك الحب بعد أن نتزوج؟

يوجد عرض مقدم لي من شخص آخر، تقدم لي من ناحية بعض الأقارب، فهو فيه كل الصفات التي أريدها، من علم وتدين، ولكني لم أعرفه كما عرفت الأول، وأيضاً لا أشعر بالقبول به من الناحية الشكلية، فهو أصلع وبدين، وكل من حولى ينصحونني بأن الشكل ليس مهما، وأهم شيء هو الأخلاق.


أنا فعلاً في حيرة، هل أقبل زواج العقل، حتى وإن كنت غير متقبلة المظهر الخارجي، أم أستمر في علاقتي بالأول، والذي تربطني به المشاعر، ولكن توجد كل هذه المشاكل؟
أرجوكم دلوني على الحل، فأنا تائهة محتارة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ngwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يمن عليك بزوج صالح تسعدين معه في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأقول لك بداية كان الله في عونك وأمدك بمدد من لدنه؛ لأن الوضع الذي أنت فيه لا تحسدين عليه، خاصة بعد هذه الفترة الطويلة من العلاقة والتعلق القلبي.

وإني لأعجب من أختي نجوى والتي ذكرت أنها على قدر جيد من التدين، وفي نفس الوقت تقيم علاقة غير مشروعة بنيها وبين رجل أجنبي عنها وتقدم له مالها، أي تديّن هذا أختي الكريمة؟!

إن ما حدث لك الآن، ما هو إلا ثمرة من ثمار شؤم هذه العلاقة الغير شرعية، والتي سولت لك نفسك إقامتها وزينها لك الشيطان، حتى وصلت إلى حالة من التعلق القلبي صعب عليك معها اتخاذ القرار المناسب، بل وأدت بك إلى التغاضي عن عيوب الرجل وصفاته، التي ذكرت أنت بنفسك أنه لو تقدم لك أي شخص آخر بهذه الصفات لما قبلتيه أبداً.

إذا لابد أولاً من تصحيح المسار، وذلك بالتوقف عن هذه العلاقة فوراً، والتوبة النصوح منها لله عز وجل، وإلزام قلبك شرع الله وعدم الانسياق وراء عواطف لا تكفي وحدها بحال في إقامة حياة زوجية مستقرة؛ لأن الحب وحده لا يكفي لتوفير السعادة والاستقرار، خاصة إذا كان الرجل بهذا المستوى من الأخلاق.

أنا لا أنكر فعلاً أنه بادلك الحب ولعله الآن صادق في مشاعره، ولكن ماذا نفعل مع ماضيه الأسود وزوجته وأولاده، والذي يتخلى عن زوجته وأولاده من يضمن لك أنه لا يتخلى عنك أنت أيضاً، لوجوده فريسة أخرى وصيد أخر سمين، يكرر معه نفس الأسطوانة.

أفيقي أختي نجوى من سكرك وعودي إلى رشدك، وتوبي إلى الله وتوقفي فوراً عن هذه العلاقة، وتضرعي إلى الله أن يعينك على نسيانه والتخلص من حبه، واقبلي هذا الشخص المتقدم الذي يملك مواصفات النجاح وضعي يديك في يده، ولا تظلي تبكي على أطلال ماضي مظلم قد عافاك الله منه.

واعلمي أن الندم توبة وأن من تاب تاب الله عليه، وأن من سأل الله أعطاه، فسليه الستر والمغفرة والتوبة والتوفيق في حياتك الجديدة، وعجلي بالقبول والموافقة وإنهاء مراسم الزواج في أقرب فرصة، حتى تقطعي الطريق على الشيطان الذي سيظل يشن حربه عليك لفترة طويلة ربما لعدة سنوات، فكما قالوا أن أثر الحب كعضة الكلب، أي: لا يبرأ بسرعة، ولكن الله قادر على أن ينسيك ما دمت قد تركت من أجله، واعلمي أن من ترك شيئاًَ لله، عوضه الله خيراً منه.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد!

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل الارتياح بعد النظرة الشرعية بشارة خير؟ 2198 الأربعاء 12-08-2020 02:47 صـ
محتارة هل أقبل الخطبة من ابن خالتي أم لا؟ 1913 الأربعاء 29-07-2020 02:08 صـ
تقدم لي شاب أقصر مني وأنا مترددة.. هل أقبله؟ 1268 الثلاثاء 30-06-2020 02:05 صـ
رفضت الخاطب لأني لم أرض دينه، ولكني ندمت! 2264 الثلاثاء 09-06-2020 09:09 مـ
خطبني شاب ميسور ولكني لم أتقبله وأهلي يجبرونني عليه 1199 الثلاثاء 16-06-2020 05:51 صـ