أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : دواء (التفرانيل) وعلاقته بعلاج أعراض نوبات الهرع

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
سوف أحكي لك قصتي من البداية لتفيدني عن هذا المرض الحقير، وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.‏

في أحد الأيام -أي قبل تسعة أشهر- كنت عند أحد الأصدقاء، فأحسست بالدوار لمدة ثواني، بعدها ‏جاءتني نوبة خوف شديدة وضيق حاد بالتنفس، وضربات قلب سريعة، ذهبت للمنزل، وبدأت الأعراض ‏تذهب بعد يومين، وأنا في العمل عادت الأعراض فذهبت إلى المنزل، بعدها صارت الأعراض تأتيني وأنا ‏في السيارة، وصرت لا أخرج من المنزل إلا لبيت أهلي القريب، جلست على هذه الحال ثلاثة أشهر حتى ‏أصبحت دائم البكاء، لا أريد التحدث، لا أقدر على التركيز، أضف إلى ذلك شعوري بوخز في رأسي ‏وعدم توازن، وعدم القدرة على النوم.‏

ذهبت إلى الطبيب فأعطاني دواء تفرانيل 25 (حبتين في اليوم) تحسنت قليلاً، بعد 25 يوماً قال لي خُذ ‏ثلاث حبات باليوم، وتحسنت كثيراً، بعد شهرين قال أنقص حبة واحدة، وهنا بدأت حالتي النفسية ‏تتدهور، وجلست شهرين على حبتين، ثم قال لي ارفع الجرعة إلى3 حبات، لكن دون تحسن، بعد شهرين ‏قال خذ 4 حبات، لكن دون جدوى .‏
قال خد 6 حبات، الآن صار لي 21 يوماً، وأشعر بتحسنٍ جيد، ولكن ليس مائة في المائة بل سبعين ‏بالمائة.‏

أرجو إفادتي، ماذا أفعل؟ وما الذي جرى لي؟ وكيف الخلاص النهائي من هذه الأعراض التي ‏جعلتني منهاراً كلياً وغيرت حياتي كلها؟ ‏
أرجو النصيحة والإرشاد -يا دكتور- وأسأل الله يوفقك في حياتك، وأن لا يريك ما تكره.‏

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أرجو أن أؤكد لك أن النوبة التي حدثت لك من دوارٍ وخوف ثم تطورت بالصيغة التي ذكرتها في رسالتك، تدل أنك قد أُصبت بما يُعرف نوبات الهرع، والهرع هو واحدٌ من أنواع القلق الحاد، وهو بالفعل مزعج ومخيف للإنسان، ولكنه ليس خطيراً أبداً .

التفرانيل الذي أعطاه لك الطبيب يُعتبر من الأدوية الجيدة لعلاج الهرع والمخاوف، ولكنه قطعاً ليس بأفضل الأدوية، وربما يسبب بعض الآثار الجانبية، مثل الجفاف في الفم، ولكن إذا تحملت هذه الآثار فلا بأس من أن تستمر عليه، وجرعة 150 مليجرام في اليوم هي الجرعة المطلوبة، وأنت الحمد لله بدأت الآن تشعر بالتحسن، وكونك وصلت إلى 70% فهذا يُعتبر بكل صراحة في الطب النفسي إنجاز عظيم جداً، وشيء طيب، فإذن يمكنك أن تستمر على التفرانيل، أما إذا لم تستطع الاستمرار عليه فالدواء البديل يُعرف باسم سبراليكس، وجرعة السبراليكس هي 10 مليجرام في اليوم لمدة أسبوعين، تُرفع إلى 20 مليجرام، حبة واحدة بالليل، وسوف يكون ذلك كافياً، ويمكنك أن تستمر عليه لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام لمدة شهر أو شهرين، ثم بعد ذلك تتوقف عن تناوله.

هنالك أدوية أيضاً تستعمل في حالات الطوارئ، منها العقار الذي يُعرف باسم زاناكس.

من المفترض أيضاً -أيها الأخ المبارك- أن تمارس أي نوعٍ من الرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء، وأهمها تمارين التنفس، وأن ينقل الإنسان نفسه من حالةٍ التعصب والشدة الداخلية إلى نوعٍ من الاسترخاء والتأمل الهادئ المفيد، ويمكنك أن تستلقي وتغمض عينيك وتفتح فمك قليلاً، ثم تأخذ هواء (شهيق) عن طريق الأنف بشرط أن يكون ذلك ببطء وبشدة، ثم بعد ذلك تخرج الهواء (زفير) بنفس القوة والبطء والشدة التي أديت بها الشهيق.
عليك أن تكرر هذا التمرين ثلاث إلى أربع مرات بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم، وستجد فيه -إن شاء الله- فائدة كبيرة، ويمكنك أن تصحبه بتمارين أخرى مفضلة، وفي هذا السياق يمكنك أن تستعين بأحد الأشرطة أو الكتيبات الموجودة في المكتبات.

أؤكد لك أن حالتك -إن شاء الله- يمكن التغلب عليها، فقط عليك الالتزام بالدواء، وأن تعيش حياتك بصورةٍ طبيعية، وأن تكون فعالاً، وهذا في حد ذاته إن شاء الله يؤدي إلى نوعٍ من التحفيز النفسي التلقائي الداخلي، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى الشفاء التام بإذن الله.

وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8850 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1200 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1770 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3910 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي 2731 الخميس 23-07-2020 05:22 صـ