أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : دعا الأم على ولدها وموقف الشرع منه
بسم الله الرحمن الرحيم.
أولاً: أحب أن أهنئكم بمناسبة شهر رمضان الكريم، وأحب أن أشكركم على هذا الموقع الذي يفيد الكثير من الناس، وأريد أن أرسل لكم مشكلتي على أمل أن أجد الرد.
أنا اسمي بسام من صنعاء، عمري (20) سنة، أنهيت الدراسة في الثانوية والآن أدرس كمبيوتر، ومشكلتي هي أن أمي تدعو علي باستمرار، فمثلاً: في امتحانات الثانوية العامة كانت تقول لي: الله يجعلك ترسب. وتقول لي دائماً وهي قد تعودت على الدعاء: الله يجعل لك سيارة تصدمك.. الله يجعل لك...إلخ.
مع العلم أني لا أعصيها، لكنها تقول لي هذا عندما أصيح على أخوتي، مع العلم أني لا أصيح عليهم إلا في مسألة الخطأ، وأيضاً أنا أطيعها وألبي لها كل ما تريد، لكن المشكلة أنني أتحسس من الدعاء وأعتقد أنه سيتحقق، وفي المرة الأخير قالت لي: الله يجعل لك العمى. وقد حدث عندنا كسوف شمس ورأيت الشمس لفترة بسيطة جداً لا تتجاوز الثانيتين، ولكن عيني بدأت تؤلمني، فربطت بين الدعاء وألم عيوني، وبدأت أخشي من أن يتحقق دعاء أمي، فذهبت إلى أفضل المستشفيات عندنا في صنعاء ودفعت مبلغاً باهظاً وذلك للمعاينة والفحوصات، ولكن الدكتور طمأنني بأن الأمر بسيط وأن الكسوف لم يؤثر على عيوني، وأن الأمر جفاف بالعين وحساسية بالعين، ووصف لي الدواء ثم ارتحت لكلامه، لكن أمي دعت علي مرة أخرى بالعمى، وأنا أخشى كثيراً من أن يتحقق دعاؤها، وهل دعاؤها يتحقق؟ علماً أن أبي طمأنني أن الدعاء لن يتحقق وأن هذه عادة أمي هي تدعو باستمرار؟
فأرجو أن تطمئنوني، هل ما حصل لي جراء دعاء أمي أم أنه أمر طبيعي؟ وهل الدعاء سيتحقق أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ بسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فنسأل الله أن يقدّر لك الخير، ويسدد خطاك، ويُلهمنا جميعاً رشدنا، ويُعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإن الله تبارك وتعالى يستجيب الدعاء ما لم يكن فيه إثمٌ أو قطيعة رحم، ودعاء الوالدة بالخير مما يرجوه العقلاء ويحرصون عليه، فاحرص على رضاها، وتجنب ما يُسخطها؛ فإن غضب الوالدين مجلبٌ للشقاء والهلاك، ولكن العبرة في ذلك أن يكون هناك سبب مقنع ووجيه للدعاء على الابن، فتجنب ظلم إخوانك والإساءة لوالدتك، واجعل توجيهك لإخوانك لطيفاً .
ولا شك أن هذه الوالدة تخالف توصية النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (
واعلم أن كل ما يحدث للإنسان بقضاء وقدر، قال تعالى: ((قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ))[التوبة:51]، ولكن المسلم يتحاشى المعاصي التي هي أسباب للمصائب؛ لأن الله يقول: ((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ))[الشورى:30]، وكما قال العباس رضي الله عنه: (إنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة)، ومن هنا فنصحنا لك هو تجنب المعاصي، والتي منها -بلا شك- غضب هذه الوالدة، أما إذا دعت عليك بغير سبب فإن الله عدلٌ رحيم لا يستجيب دعاء الظالمين المعتدين، وهو الذي يقول في كتابه في حق من أدى حق والديه واجتهد في طلب رضاهما ولكنهما لم يقبلا به ولم يرضيا عنه: ((رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا))[الإسراء:25].
والذي يظهر من كلام والدك أن أمك اعتادت على الدعاء على أبنائها منذ زمنٍ بعيد، وهذا شيء مؤسف، وأرجو أن تجتهدوا في تعويدها على كلمات مثل قولها عند الغضب: (الله يصلحكم.. الله يهديكم) ونحو ذلك من العبارات الجيدة، وأرجو أن تدعو بالخير لكل من دعت عليه.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أشعر أنني السبب في وفاة والدتي، أشيروا علي بنصحكم. | 1486 | الأربعاء 29-07-2020 03:54 صـ |
أمي تدعو علي بعدم التوفيق، فماذا أفعل؟ | 2086 | الخميس 02-07-2020 04:01 صـ |
هل الدعوات تستجاب في حينها، أم يدخرها الله تعالى لوقت آخر؟ | 1157 | الخميس 02-07-2020 09:31 صـ |
كيف أبر أمي وأقوم بحقوقها؟ | 1075 | الاثنين 22-06-2020 03:10 صـ |
هل مشاعري طبيعية أم هي حالة اكتئاب؟ | 1064 | الأربعاء 17-06-2020 05:53 صـ |