أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : زوجي جاف معي ولا يبادلني الحب، فماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.

زوجي لا ينتبه إلى حاجتي العاطفية تماما، ولا يبادلني الحب، أنا أحبه كثيرا، وأحاول أن أبرز له ذلك، ولكن هو في كل مرة يصدني، وحين أتحدث معه يقولي لي: اتركي التفاهة، وآخر مرة في حديثه معه صدمني بأنه لا يحبني، ولا يعرف معنى الحب، وأنه لا يقصر معي، فهو يعاملني من وجهة نظرة معاملة إسلامية ترضي الله، ولا يعترف إطلاقا بقصوره من ناحيتي، فهل هو يأثم ويذنب ويحاسب على تقصيره في هذا الموضوع المرهق بالنسبة لي؟

هو متدين، ولا يقطع الصلاة في المساجد، وملتحٍ، ولكني اكتشفت أنه يمارس العادة ويشاهد الأفلام، فهل هذا تقصير مني؟ وهل أصارحه بما وجدت؟ وماذا أفعل؟ يدعو الله بالتوبة والثبات على طاعته، فأنا أعلم أنه يجاهد نفسه، وأحب أن أبلغكم أنه دائم الحديث عن الزواج من الثانية عندما يستطيع ماديا، لأن الشرع محلل له ذلك، وردي أنه لا يستطيع العدل وإعطائي ما أحتاجه منه، فحتى لو استطاع الزواج بأخرى ولا اعتراض على شرع الله، ولكن أخذت قراري حين يريد بالفعل الزواج فسوف أطلب الطلاق منه؛ حتى ترتاح نفسي، وأرتاح في معاملتي مع أهلي وأولادي.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل التحيا لك -أختي الكريمة- حفظك الله من كل شر وسوء ورضي عليك وأرضاك.

قرأت رسالتك، وأحزنني وآلمني هذا الوضع الذي تعيشينه مع زوجك، ووسط هذا الغموض في العلاقة الزوجية، وأقدر تمامًا حجم المعاناة والأزمة النفسية التي تمرين بها، فالله جعل المودة والرحمة بين الزوجين لتسير دفة الحياة الزوجية بينهما والعيش بهناء وسكينة في ظل الاحترام والتفاهم المتبادل.

وجوابي على استشاراتك بناء على ما أخبرتنا به، وعليه أقول لك ما يلي:
أولاُ: أبعدي عنك فكرة الطلاق، ولا تدعي الشيطان يسيطر على فكرك ونفسك وينغص حياتك، بل ركزي على الأمور الإيجابية في حياتك، وارضي بما قسم الله لك، واشكريه على ما أنعم عليك من نعم من زوج وأبناء وصحة؛ حتى تدوم النعمة في بيتك.

ثانياً: مشكلتك كما طرحتها: زوجك لا يحب الحوار والنقاش معك؛ مما أدى إلى وجود جفاف عاطفي بينكما، لم تخبرينا عن مدة الحياة الزوجية، والمستوى التعليمي، ومهنة الزوج؛ فهذه الأمور لو توفرت تساعدنا أكثر على حل المشكلة، ولكنا سوف نجتهد للوصول إلى حل يرضيك -إن شاء الله تعالى-.

ومن أجل نجاح الحياة الزوجية؛ لا بد من توفير المناخ الملائم، من حب واحترام، ولغة حوار مشتركة؛ وهذا يتطلب منهما الصبر، وفهم طبيعة الحقوق والواجبات الزوجية لكل منهما.

والزوجان بحاجة إلى فهم معنى المودة والرحمة التي وضعها الرحمن في قلوبهما؛ حتى تجتمع على طاعته لسد الطريق أمام الشيطان الذي يسعى لإفساد العلاقة الزوجية، وينبغي لكل زوجة أن تعلم أنه لا يوجد رجل بدون عيوب، وهنا أذكرك بحديث رسولنا الأكرم حيث قال: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضيَ منها آخر"، وكذلك المرأة لا بد أن تنظر وتُقدر إيجابيات زوجها، ولولا أنك لم تجدي فيه مميزات وحسنات لما ارتبطت به ورضيت به زوجًا وشريكًا.

لم تخبرينا إذا كان ينفق عليك وعلى بيته! وهل هو أب حنون على أولاده في وقت الصفاء؟ وهل يلبي احتياجات الأبناء؟

كما أنني أشعر بك وأتفهم كم أنت بحاجة إلى زوج يستمع إليك ويتفهمك، ويناقش المواضيع التي ترغبين الحديث عنها، أريدك أن تسألي وتُجيبي نفسك هذه الأسئلة؛ لكي تتمكني من تقييم طبع زوجك: هل زوجك قليل الكلام مع الناس، أم معك أنت وحدك؟ هل لديه أصدقاء وحياة اجتماعية، أم هو إنسان انطوائي؟

لا تطلبي من زوجك أن يعترف لك أنّه يحبك، بل أعطيه فرصة وبعض الوقت وهو بدوره سوف يعبر لك عن مشاعره وبالطريقة والوقت الذي هو يراه مناسبًا، فلا تفرضي عليه الاعتراف بمشاعره وعواطفه، من الطبيعي أنَّ المرأة تمتلك العواطف الجياشة أكثر من الرجل؛ فالاختلاف من الناحية البيولوجية بينهما واضح، ولكل واحد منهما وظيفة في الحياة، فالمرأة تحمل وتلد وتُرضع وتربي وهي مصدر الحنان، بينما الرجل فُطر على الخشونة والقوة العضلية، وهذا كله من أجل توفير الأمان لزوجته وبيته وتأمين النفقة وكل ما يلزم زوجته.

أما فيما يخص ابتلاء زوجك بمشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية، وقد ذكرت في رسالتك حيث قلت:" هو متدين ولا يقطع الصلاة في المساجد وملتح"، فالذي ننصحك به أن تستشيري أهل الشرع في هذا الأمر وتجدي من ينصحه من شيوخه الكرام؛ لأن الاعتياد على الحرام يحرم صاحبه التلذذ بالحلال.

وثّقي علاقتك بالله عزّ وجل، وحافظي على أداء الصلوات الخمسة، ولا تنسي تلاوة القرآن الكريم؛ فهو يهدئ النفوس، ويبعد عنك وساوس الشيطان اللعين، وأكثري من الدعاء لك ولزوجك؛ ليطمئن قلبك، ويُفرج الرحمن كربك: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

أسأل الله العزيز الرحمن أن يؤلف بين قلبك وقلب زوجك على الإيمان والرضى والحبّ.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...