أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حالات الخوف التوقعي ذي المنحى الوسواسي وكيفية العلاج

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أرجو عدم نشر مشكلتي وإلا فلا داعي للإجابة.
أنا فتاة متزوجة، في العشرينيات، مشكلتي بدأت منذ فترة بسيطة فقد عرض لي موقف جعلني أخاف طول اليوم (كل ثانية) وأدركت حينها أن الخوف يمكن أن يلحق الأذى بي كأن يسبب لي مرضاً، فصرت أخاف من الخوف نفسه، ولم أعد أفكر في الأمر الذي خفت من أجله في البداية.

في الأيام اللاحقة صرت أفكر في هذا الخوف في كل لحظة من الصباح إلى المساء حتى صرت لا أستطيع النوم، المشكلة أنني أشعر بالخوف بمجرد التفكير به، أشعر بأن جهازي العصبي قد تدمر وأصبح مهيجاً، بدأت أخاف من أمراض القلب، ارتفع ضغطي وزادت دقات قلبي عن الحد الطبيعي.

اعتدت الخوف فأصبح جزءاً من ذاتي، حتى إنه عندما تمر علي لحظة بدون خوف أشعر أن ذلك أمر غير طبيعي وأبدأ بالخوف مرة أخرى، أصبحت تنتابني نوبات من الهلع أحس عندها بزيادة في دقات القلب وارتفاع شديد في ضغط الدم وبأنني سوف أموت، والآن أصبحت تنتابني بمجرد التفكير فيها.

زرت طبيباً نفسياً فلم أستفد منه غير الحبوب التي ساهمت في خفض دقات قلبي وضغط دمي المرتفع ولكن الخوف والقلق لا زالا موجودين.

أدرك تماماً أنه لا سبب لخوفي، حاولت مراراً السيطرة على أفكاري ومخاوفي ولكني لم أفلح.

للمرة الأولى في حياتي أحسست أني قريبة جداً من الموت الذي أخافه، أشعر أنني لم أستعد له كما أنني لا أريد أن أموت بهذه الطريقة، عندما رأيت بعيني الموت عشرات المرات في اليوم عزمت على تغيير حياتي إلى الأفضل عندما أشفى وأن أكون أقرب إلى الله وأؤدي حقوق الله والناس، دعوت الله كثيراً وواثقة أن الله لن يخيب رجائي.

أنا الآن أحس بحرقة وضيق في الصدر وثقل في القلب على الدوام، مكتئبة لا أطيق القيام بأي شيء ولا أكاد أعمل شيئاً غير الصلاة، مهملة لنفسي وزوجي، باختصار أتعذب وأعيش حياة الأموات وأخاف الموت في أي لحظة.

جربت حلولاً كثيرة كالاسترخاء، قراءة القرآن، زيارة الأهل وشغل نفسي بأعمال كثيرة ولكن الخوف والأفكار تعاودني بعد أو أثناء القيام بهذه الأعمال دائماً.

أعتقد أن مشاكلي العضوية والنفسية يمكن أن تحل عندما أتمكن من السيطرة تماماً على أفكاري، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ أتمنى تزويدي بحلول عملية تجعلني أكون قادرة على السيطرة على أفكاري وعدم التفكير إلا بما أنا مقتنعة بجدواه وطرد الأفكار التي أنا مقتنعة بعدم جدواها، الأمر صعب جداً بالنسبة لي لأنه يتعلق بالإمساك عن فعل معين اعتدته، فلو كان يتعلق بعمل شيء ما لكان أسهل كما أظن.

كما أنني أرغب بأن أكون محصنة نفسياً ضد هذه الأفكار حتى لا تعاودني فأستسلم لها بعد الشفاء بإذن الله، أتمنى أن أعود كما كنت إنسانة سليمة نفسياً وعضوياً، أريد أن أكف عن إيذاء نفسي وإرهاق قلبي وجهازي العصبي بلا مبرر، أريد أن أوقف هذا الكذب على عقلي الباطن بأن هناك خطراً قادماً محدقاً بي على الدوام.


مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ----- حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حالتك واضحة جداً، وهي أنك تعانين مما يعرف بالخوف التوقعي، والذي أخذ بعض المنحى الوسواسي.

الحمد لله فأنت متفهمة جداً لطرق العلاج، والتي تقوم أصلاً على الإصرار لمواجهة الخوف، وإجراء حوار مع الذات ينتهي بأن فكرة الخوف ليست فكرة منطقية، ولكن بما أنك لم تأخذي الأدوية التي سوف تسهل لك كثيراً في مواصلة العلاج السلوكي، حيث أن الأدوية الحديثة فعّالة جداً، والحمد لله هنالك دواء يعرف باسم سبراليكس، دلّت الدراسات أنه من أفضل الأدوية لعلاج الخوف والرهاب ذو السمات الوسواسية، أرجو أن تبدئي في تناول هذا العلاج، وجرعة البداية هي 10 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً، ومدة العلاج هي ستة أشهر، بعده تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام لمدة شهرين .

كما ذكرت لك سابقاً هذا الدواء أثبت نجاح في مثل حالتك، فأرجو أن تبدئي في تناوله بصورةٍ فورية، خاصةً أنه سليم وقليل الآثار الجانبية .

وأخيراً: ومن قبيل الوصية والتناصح، لا شك أن الخوف من مضاداته المعروفة الطمأنينة، والطمأنينة تأتي من ذكر الله، وأنت فيما أحسب تُعطي هذا الأمر الكثير من الاعتبار، خاصةً ونحن الآن في موسم الخير والبركات.

وبالله التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2863 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2789 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1083 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2125 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1569 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ