أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من ضعف الشخصية بسبب أن أهلي يتجاهلونني

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أود مساعدة وبعض إرشادات، أنا أعاني من ضعف الشخصية، بحيث أنني دائماً أشعر بالفشل والإحباطات، ولا يوجد من يحفزني في أسرتي على ذلك كوني البنت الصغرى لهم، إنهم يتجاهلونني كثيراً ولا يصغون إلي.

عندما أتكلم معهم يستهزئون على كلامي وعلى مظهري، حتى أصبحت ضعيفة الشخصية وانطوائية كثيراً، مشكلتي بالدرجة الأولى أسرتي، لا أعلم كيف أتعامل معهم، دائماً يوجهون لي الأفكار السلبية، وأمي دائماً تتخاصم معي على أبسط الأشياء، وتفضل أختي الكبيرة علي.

تكلمت معها في البداية بأسلوب راق، وقلت لها: إن مثل هذه الأشياء قد ثؤتر علي مستقبلاً، لا تحطميني كوني أنت محفزةً لي، لكن للأسف لا تأخد كلامي على محمل الجد.

على الرغم من أني بنت ناجحة في دراستي، وأتحصل على الدرجة الأولى، إلا أنها لا تبالي، ولا تحفزني حتى صرت أشعر كأني مثل الصفر عديمة الفائدة.

ضعفت شخصيتي وأصبحت أخاف أن أتكلم مع الناس، وأشعر أن الناس جميعاً يكرهونني، وأن حبهم مزيف، لا أعلم ماذا أفعل مع أمي لكي تتقبلني وتتقبل آرائي ووجهة نظري؟

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأتفهم معاناتك والظروف التي تعيشين فيها- يا ابنتي- وفعلاً معك حق، فشخصية الإنسان تتكون في الطفولة المبكرة ثم تتبلور في نهاية فترة المراهقة، وهي تتأثر بعوامل عدة أهمها البيئة المحيطة به والظروف التي يمر بها، وطريقة تعامل الأسرة معه.

كل هذا له دور كبير في تشكيل شخصية الإنسان، وبالطبع هنالك عامل إضافي وهو العامل الوراثي، فهو يلعب أيضاً دوراً في تشكيل هذه الشخصية.

بالنسبة لك فمن الواضح بأن الظروف الصعبة التي مررت بها كان لها تأثير سلبي كبير جداً على شخصيتك, هذا لا شك فيه, لذلك- يا ابنتي- يمكن القول بأن ما تعانين منه الآن هو محصلة للظروف الصعبة التي عانيت منها.

الحقيقة - يا ابنتي- أنه ليس بمقدورك تغيير تصرفات والدتك أو أي شخص آخر ولا حتى التحكم فيها, لكن يمكنك تغيير ردة فعلك نحوها، وبالتالي تقليل تأثيرها عليك, ومن أجل ذلك أنصحك بما يلي:

1-ذكري نفسك دائماً بأنه ليس بإمكان أي شخص أن يهينك أو يشعرك بأنك إنسانة فاشلة إلا إذا سمحت أنت له بذلك، وبالتالي يتوجب عليك أن تقللي من حساسيتك لأي كلام سلبي ولا تعير ذلك أهمية ولا تفكري به.

2- انظري لنفسك على أنك إنسانة طبيعية لا تقل عن الآخرين, وعند التعامل مع الناس ضعي حدوداً صارمة لما يمكن أن تقبلي به من تصرفات أو كلام, ولا تسمحي لأحد بتجاوزهذه الحدود, فمثلاً: إذا حدث أن وصفتك والدتك بالكسولة, لا تفكري بكلامها ولا تأخذيه على أنه حقيقة بل ارفضيه وقولي لها: أنا أحبك وأحترمك يا أمي، وأحب التحدث معك دائماً وأسعى إلى أرضائك, لكني أتألم عندما تتكلمين معي بهذه الطريقة.

إذا كان لديك أي ملاحظة على تصرفاتي فأرجو منك أن تنبهيني إليها بطريقة أفضل، وسأسعى جاهدة إلى تصحيح ذلك, فإذا أصرت والدتك على إهانتك ثانية فاعتذري لها بطريقة مؤدبة عن عدم قدرتك على الجلوس معها، وأنك مضطرة لمغادرة الغرفة بحجة أنك مشغولة بالدراسة.

3- طوري نفسك عن طريق وضع أهداف والعمل على تحقيقها, وابدئي بهدف سهل وقابل للتحقيق, وعندما تنجحين في تحقيقه سجلي هذا النجاح على ورقة ليذكرك بأنك قادرة على الإنجاز, ثم انتقلي إلى هدف ثان بحيث يكون أصعب قليلاً, وهكذا وبالتدريج ستجدين بأنك قد حققت أهدافاً كثيرة، وهذا سيزيد ثقتك بنفسك.

4- شاركي في الأعمال التطوعية والخيرية، والتي فيها مساعدة للآخرين, فمثل هذه الأعمال ستشعرك بقدراتك وبحاجة الآخرين لك, وهذا أيضاً سينمي شخصيتك ويطورها ويزيد ثقتك بنفسك.

5- اهتمي بصحتك الجسدية فهي أساس لصحتك النفسية.

6- احرصي على التعرض للشمس يومياً مدة لا تقل عن 15 دقيقة في الصباح، إما عن طريق الخروج لحديقة المنزل أو الجلوس أمام شباك غرفتك, وهنالك أجهزة تصدر أشعة كأشعة الشمس أصبحت متوفرة في الأسواق يمكنك شراء واحد ووضعه على مكتبك والجلوس أمام هذا الضوء عند الاستيقاظ مدة نصف ساعة, فقد تبين بأن أشعة الشمس تحرض خلايا الدماغ على إفراز هرمونات تعاكس هرمونات الشدة، وتسبب السعادة والرضا.

7- مارسي الرياضة بشكل مستمر, فيمكنك المشي مدة ساعة يومياً، لأن الرياضة لها نفس مفعول أشعة الشمس بالإضافة إلى تحسين اللياقة البدنية وزيادة الثقة بالنفس.

8- اتبعي نمطاً صحياً في الطعام بحيث يحتوي على الكثير من الخضار والفاكهة التي تحتوي على فيتامينات هامة لعمل خلايا الدماغ, كما أنصحك بتناول السمك (سلمون, سردين,ماكريل) مرتين أو ثلاثة في الأسبوع لأنها تزود الجسم باوميغا 3 و6 والتي هي ضرورية لعمل الخلايا العصبية، وتحسين المزاج.

9- مارسي أي عمل أو هواية تحبينها، سواء داخل أو خارج المنزل مثل: الاهتمام بتنسيق حديقة المنزل, الخياطة, الرسم, المشاركة في الأعمال الخيرية, حضور حلقات الذكر...أو أي شيء آخر تحبينه ويناسب ظروفك, فالانشغال بعمل محبب سيشتت الأفكار السلبية التي تراودك وتجعل نظرتك لنفسك نظرة سلبية.

10- اجعلي لنفسك هدفاً محدداً يكون حافزاً لك لتغيير أفكارك السلبية عن نفسك, اكتبي هذا الهدف على ورقة واصطحبيها معك أينما ذهبت, وعندما تشعرين بالحزن أو تراودك الأفكار السلبية افتحي الورقة واقرئيها, فهذا سيشحن همتك من جديد ويطرد الأفكار السلبية.

11- مارسي تمارين الاسترخاء، وهنالك طرق عدة لهذه التمارين ( تمارين التنفس, تمارين التأمل, تمارين التخيل ) ولعل أهمها في حياتنا (نحن المسلمون) هي الصلاة, ركزي خلال صلاتك في معاني ما تقرئينه من آيات وأدعية, وكلما شعرت بأن الأفكار السلبية راودتك لا تؤنبي نفسك بل عودي ثانية للتركيز في معاني ما تقرئين.

أسأل الله عز وجل أن يوفقك الى ما يحب ويرضى دائما.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتوقف عن استحضار المواقف السلبية الماضية؟ 1651 الأحد 12-07-2020 03:14 صـ
عندما أغضب لا أستطيع كتمان غضبي نهائيا.. كيف أعالج نفسي؟ 958 الثلاثاء 07-07-2020 05:58 صـ
أصبحت أكره أخي لما يسببه من مشاكل، فماذا أفعل؟ 1164 الثلاثاء 07-07-2020 05:15 صـ
أمر بحالة ضياع وعدم تركيز فما سبب حالتي؟ وهل لها علاج؟ 1378 الاثنين 06-07-2020 04:22 صـ
أعاني من الانطواء وقلة الثقة بالنفس، فما أسباب ذلك؟ 2830 الاثنين 29-06-2020 09:32 مـ