أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من انتقاض الوضوء نتيجة الحركة وكيفية التخلص منه

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.
مشكلتي أني عندما أبدأ بالوضوء أكون في حالة شد نفسي، وأنتقل إلى كونه لا إرادي ولا أملك السيطرة عليه، وهو الخوف أثناء حركات الوضوء أن يخرج ناقض للوضوء من القبل أو الدبر، وبالتالي بعد الوضوء أبقى في نفس الحالة النفسية، وهي خوفي من أي حركة قد تؤدي إلى نقض الوضوء، مع علمي أن الوضوء لا ينتقض إلا بيقين، ولكن كما قلت فإن الموضوع صار لا إرادياً.

والذي يحصل أني أحس أني أضغط على بطني بشكل لا إرادي ويتحول ذلك إلى غازات حتى إني أحياناً عندما أحتاج للوضوء قبل الخروج لأي مكان، وذلك قبل الصلاة بفترة، فإني أجد ضيقا شديداً وتوتراً حتى أنتهي من الصلاة، ونفس المشكلة تكون في الصلاة؛ مما يفقدني الخشوع.

وأحياناً نادرة جداً أصلي الصلاة وأنشغل بشيء فتأتي الصلاة التالية وأكون قد نسيت تلك الحالة النفسية، ولكن بمجرد تذكري أني متوضئ قبل الصلاة بنصف ساعة مثلاً تبدأ الحالة النفسية بالرجوع إلي، وأكون في نفس المشقة إلى أن أصلي، وأحياناً أضطر لنقض الوضوء والوضوء مرة ثانية! وكل ذلك سبب لي حرجاً شديداً خاصة إذا كنت خارج المنزل، أفيدوني جزاكم الله خيراً، وإن كان الأفضل أن أعرض نفسي على طبيب فأرجو أن تدلوني على واحد هنا في أبو ظبي.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أنك تُعاني من وساوس قهرية، مع وجود ما يُعرف بالقلق التوقعي، أي التخوف من الشيء قبل حدوثه.

الوساوس يا أخي هي إرادية تماماً، ولكنها ربما تفرض نفسها بالقوة والشدة التي تجعل الإنسان يعتقد أنها ليست بإرادية.

الوساوس ذات المنشأ الديني كثيرةٌ ومنتشرة، وهي إن شاء الله دليل خير؛ لأن فيما بحثناه اتضح أنها رغم ما تسببه من متاعب لأصحابها إلا أنها تعكس في ذات الوقت تمسك الناس بعقيدتهم.

أهم خطوة في علاج الوساوس هو أن تعتقد وبكل يقين وقناعة أنه يمكن علاجها والتخلص منها، وهذا يكون بيد الشخص إلى درجة كبيرة.

أولاً: عليك أن تبدأ بتحقير هذه الوساوس، وذلك بإجراء حوار مع نفسك أن ما يحدث لك أو ما تقوم به هو فعل وسواسي، ولا يستحق إلا أن يحقر، ويمكن أن تردد مع نفسك (سأتحرك في أثناء الوضوء ولن يخرج مني ريحاً، لن أترك للوسواس سبيلاً للسيطرة على ذاتي وكياني) ثم يمكن أن تستجلب الفكرة الوسواسية وتتأمل فيها بعمق، وتقوم في ذات الوقت بالضرب على يديك بشدة وقسوة؛ حتى تحس بالألم، وتقوم بتكرار ذلك عدة مرات، حيث أن الهدف هو أن تربط الفكرة الوسواسية أو الفعل الوسواسي بفعلٍ آخر مخالف، وهذا يؤدي إلى ما يُعرف بفك الارتباط الشرطي.

بالنسبة لماء الوضوء، أرجو أن تضع ماءً محدود الكمية في إناء، وأن لا تتوضأ من الماسورة، وأن تُجبر نفسك أن لا تُعيد الوضوء، خاصة وأنه وبحمد الله تعالى قد أفتى الكثير من المشايخ أن لا يُعيد الإنسان وضوئه مطلقاً ما دام شكه وسواسي في الأصل.

الحمد لله توجد الآن أدوية ممتازة تُساعد في مثل حالتك كثيراً، ومن هذه الأدوية: بروزاك، زولوفت، سبرالكس، فافرين، زيروكسات، وتُشير الأبحاث إلى أن البروزاك والفافرين هما الأفضل لعلاج مثل هذه الوساوس، وعليه أرجو أن تبدأ بتناول (بروزاك) بمعدل كبسولة واحدة بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة لمعدل كبسولة واحدة أيضاً كل أسبوعين، حتى تصل إلى ثلاث كبسولات في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تبدأ في تخفيض الدواء بمعدل كبسولة كل شهرين، هذا الدواء سليمٌ جداً وفعال، وسوف تجد فيه إن شاء الله خيراً كثيراً.

لا بأس أن تُقابل طبيباً نفسياً إذا أردت ذلك، والحمد لله يوجد الكثير منهم بأبو ظبي، ومن الذين أذكرهم الدكتور مجذوب محمد علي، بمستشفى الطب النفسي الجديد بأبو ظبي (حكومي) والدكتور الزين عباس عمارة بمستشفى النور (خاص).

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وساوس الطهارة والصلاة، كيف أتخلص منها وأعود لحياتي الطبيعية؟ 1707 الخميس 16-07-2020 03:13 صـ
ماذا أفعل لأخفف الاكتئاب وأكبح ما ينتابني من رغبة؟ 789 الثلاثاء 07-07-2020 08:52 مـ
هل الوسواس والخوف سبب في معاناتي؟ 1420 الخميس 18-06-2020 12:40 صـ
أشك كثيرا بوسواس سلس البول، فما الحل؟ 1030 الأحد 14-06-2020 08:52 مـ
أعاني من الوسواس القهري في الصلاة، فما علاجه؟ 2242 الاثنين 18-05-2020 05:03 صـ