أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أريد أن أتصدق بمصروفي، لكن من الأَولى بذلك؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أنا طالبة من اليمن، متزوجة طالبا مغتربا مع أهله من عائلة ميسورة، وبعد الحرب غادرت اليمن للحاق بزوجي، وقد رأيت أسرًا كبيرة، وعوائل غنية أصبح دخلها شبه معدوم، كما أن أبي رجل مقتدر، وأكاديمي مرموق، لكن نتيجة الحصار، وانعدام الأشياء أصبح بصعوبة يسيّر أموره.

هنا بالسعودية الحياة مرفهة عن هناك، خاصة هذه الأيام، وفي مناسبة بسيطة تكلفت نظرا للعادات بالفستان والمشغل ما يسد رمق أسرة لشهر هناك.

سؤالي: أنا لم أعد أحتمل أن أصرف شيئا على نفسي، وآخذ مصروفي، وأجمعه لأتصدق به، فمن الأولى به؟

لست بحاجة أن أصرف للكماليات، فاحترت لمن أتصدق بمصروفي الذي آخذه من زوجي -وقلبي يحترق عليه- على زوجي الطالب المسكين الذي يعيش على أهله -المديون كما يقول- والذي أجده مرفها مقارنة بأهل اليمن، أم والدي اللذين يعيشان بالحرب وهم أعزة قوم، لكنهم يسترون النقص بالعزة، وصحتهم تدهورت من شدة الضيق، أم إخواني الشباب الذين بالكاد يدرسون ويذهبون على أقدامهم إلى الكلية، ويتصبرون، أم جيران أهلي الذين أصبحوا يعيشون بدون رواتب بسبب الحرب، أم الناس الذين أصلا كانوا فقراء، وما زالوا فقراء، أم الناس المتضررين بالمحافظات الأشد تضررا؟ احترت بين الأقربين وشدة الحاجة!

لا يوجد لدي الكثير، لكن قليلي هذا من الأولى به؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريحانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نسأل الله أن يكتب لك الأجر لاهتمامك بشأن أمتك، وكون قلبك يحترق على ما يلاقيه أهل بلدك من ويلات الحرب الظالمة، وما فكرت فيه من عدم النفقة على الكماليات هو عين الحكمة والعقل خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها كثير من البلدان، ونسأل الله أن يفرج عن هذه الأمة ما حل بها؛ إنه سميع مجيب. وإجابة على استشارتك أقول:

إذا كان للبنت مال فائض عن حاجتها الضرورية فإن والديها هم أولى الناس بذلك المال خاصة إذا كان حالهم كما ذكرت في استشارتك، يقول عليه الصلاة والسلام للرجل الذي قال له: يا رسول الله، من أحق بحسن صحابتي؟ قال: (أمك. قال: ثم من؟ قال : أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك). وفي رواية قال: (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك) ومعنى (ثم أدناك أدناك) أي ثم الأقرب فالأقرب، فإذا تساوى اثنان في المنزلة، وكان أحدهما أشد حاجة من الآخر؛ فهو الأحق في النفقة، وإذا كان المحتاج من الأبعدين وليس من الأقارب، فالأشد حاجة هو المستحق لتلك النفقة، ونفقة الزوجة تجب على زوجها، ولا يجب على المرأة أن تنفق على زوجها، فما فُضل الرجل على المرأة إلا لأسباب، منها أنه ينفق عليها، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.

فنسأل الله أن يكتب لك الأجر والمثوبة، وأن يفرج عن المسلمين ما هم فيه، إنه سميع مجيب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تكفلت بإيجار بيت عائلة والآن أشك في استحقاقهم له. 1152 الثلاثاء 28-07-2020 03:04 صـ
هل شراء الملابس أو الأحذية من الماركات العالمية يعتبر من الإسراف؟ 1381 الخميس 03-10-2019 04:26 صـ
أنا في حيرة في أن أتصدق بمالي مع حاجتي له! 1890 الخميس 03-01-2019 08:19 صـ
جدتي غنية وتأخذ الزكاة، ماذا أفعل معها؟ وهل هي مذنبة؟ 1788 الاثنين 17-08-2015 01:58 صـ
ما اقتراحاتكم بشأن المال الذي جمعته من أجل الصدقة؟ 1084 الأحد 09-08-2015 01:57 صـ