أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لا أستطيع تكوين صداقات ولا أجد قبولا من الآخرين، ما العلاج؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً -أيها الإخوة-.

حقيقةً لا أعلم كيف أبدأ؟ ولا حتى كيف أرتب أفكاري؟ ولكنني سأسرد لكم ما أشعر به ارتجالاً، والله الموفق.

بدايةً، إخواني: أنا أعاني من انعدام الثقة بالنفس إلى أبعد حد يمكن تصوره في قدراتي و شخصيتي، وكل شيء، فأنا أبلغ من العمر 25 عاماً، ولا أزال بلا صديق مقرب، أو شيء، فأنا أشعر بملل الناس مني، ومن أحاديثي، فأنا حين أجلس مع شخص سواء كنت أعرفه أو لا أعرفه؛ لا أعلم كيف أبدأ أو أختلق الأحاديث معه؟ وإن اختلقت حديثا معه أو هو خلق حديثا معي؛ لا أستطيع وضع عيني في عينه، ولا أعلم لماذا أو كيف يحصل هذا؟ وأنا دائماً أرى هروب الناس من مخالطتي بسبب الملل (هذه حقيقة ولا أتخيل ذلك).

كان لي مجموعة من الأصدقاء في سن المراهقة وحدث بيني وبينهم خصام في فترة من الفترات وبعد عدة سنوات اضطررت للرجوع إليهم بسبب عدم مقدرتي لبناء علاقة صداقة مع غيرهم، ولكن مكانتي لم تعد السابقة، فلم أعد مهماً لهم في اتخاذ القرارات معهم، وحتى لا أتلقى منهم اتصالاً للتجمعات سوى أنني أنا الذي أتصل للسؤال.

هذه المشكلة ولّدت عندي الشعور بالغضب من نفسي، وممن حولي، والإحباط في حياتي، فما الحل؟

أشعر بأنني ثقيل دم، ولا يتم قبولي ممن هم في عمري، وقد تكون المشاكل التي واجهتها في طفولتي لها دور كبير، ولكن أنا أريد أن أتغير 100٪ عن ما أنا عليه اليوم، أريد القبول من الآخرين والناس، لا يمكنني أن أعيش وأنا أرى عدم قبول الناس لي.

أرجو منكم أن تتواصلوا معي دائماً، وأن يكون حلكم معي خطوة بخطوة، وأن يكون مجال المراسلة مفتوحا؛ حتى أستطيع مراسلتكم متى ما واجهتني مشكلة، فأنا أموت بالبطيء متى ما فشلت في كل علاقة في العمل، أو في الحياة الاجتماعية.

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على أنك كتبت لنا بما في نفسك، وكل ما ذكرت أمور هامة يفيد أن نعرفها، أعانك الله ويسّر لك الخير والنجاح.

إن ما تعاني منه ليس ضعفا في الشخصية أو خللا فيها، وإنما هو الارتباك والرهاب الاجتماعي، وما أكثره بين الناس، إلا أن الكثير منهم يستطيع أن يخفيه أمام الناس فيبدو أنه واثق من نفسه، وهو ربما غير ذلك في داخله، فيحاول أن يسيطر عليه.

والحل ليس بتجنب اللقاء بالناس، وإنما عن طريق مواجهتهم، وكما يقال: داوني بالتي كانت هي الداء.

تقول أنك تريد تغيير نفسك 100%، فهذا شيء طيب وممكن، وخاصة أنك في هذه المرحلة من سن الشباب، ولاشك أنك ستتعرض لمواقف كثيرة تضطرك لمواجهة الناس، طالما أنت في سن الشباب هذا.

إن تغيير النفس وتجديدها لأمر مطلوب منا جميعا، ويقوم هذا على تغيير السلوك؛ غيّر ما تفعله وتقوم به من سلوك، فيغيّر ما بك من أفكار، وما تشعر به من مشاعر وعواطف، ومنها الثقة بالنفس.

حاول أن تقتحم ما تخافه وتخشاه، وهو اللقاء بالناس والحديث معهم، نعم، لن يكون الأمر سهلا في البداية، إلا أنني متأكد من أنه سيصبح أيسر وأيسر مع مرور الوقت، وهكذا هي الحال مع كل الناس.

ويمكنك أن تبدأ مثلا بالجلسات المصغرة، مثلا مع أسرتك، أو صديق مقرب، أو صديقين، تحدث معه، وانظر في عينيه، ورويدا رويدا ستشعر بالثقة الكبيرة في النفس، وعندها يمكنك الانتقال للتجمعات الأكبر من الناس. ويمكنك أيضا أن تبدأ بالحديث المباشر مع صديق واحد قريب منك، ثم الثاني فالثالث...

إن التجنّب لا يحل المشكلة، وإنما يضاعفها ويجعلها مشكلة مزمنة وربما طوال الحياة، فكلما تجنبت موقفا؛ دعاك هذا لتجنب المواقف الأخرى، حتى يصل بك الأمر إلى العزلة الكاملة ولحالة -ربما- تصبح فيها أسير بيتك أو غرفتك.

وإذا صعب عليك القيام بكل هذا، فربما من الحلول الممكنة هو اللجوء لأخصائي نفسي، ولعله يقوم معك ببعض الجلسات العلاجية النفسية متبعا معك العلاج المعرفي السلوكي، مما يساعدك على الجرأة واقتحام ما تخافه من التجمعات.

وإلا فالحل الأخير هو زيارة الطبيب النفسي؛ ليؤكد التشخيص بأنه رهاب اجتماعي، ومن ثم يمكنه أن يصف لك أحد الأدوية المساعدة على تجاوز الرهاب الاجتماعي، إلا أن العلاج المعرفي السلوكي الذي ذكرته لك في الأعلى هو الأساس والعلاج الأفضل.

وفقك الله، وفتح لك باب التغيير الذي تريد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين 1368 الأربعاء 01-07-2020 05:35 صـ
لا أشعر بالحزن أو الفرح، أشعر بأني غير طبيعي، وأريد حلا! 1421 الأربعاء 01-07-2020 06:12 صـ
أقلق من الأدوية وأعاني من رهاب الخلاء 598 الأحد 28-06-2020 05:28 صـ
خوف ورهاب اجتماعي، فما سبب هذه الحالة؟ 2279 الأربعاء 03-06-2020 03:53 صـ
أعاني من الإحباط وأكثر من التأجيل، ما العلاج برأيكم؟ 1023 الثلاثاء 16-06-2020 02:21 صـ