أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الرغبة في الانفصال عن الزوجة لجمودها مع الميل الشديد لأختها
أشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأن محمداً رسول الله، أما بعد:
لا أعرف -يا سيدي- من أين أبدأ الكلام، فأنا شاب تعرفت إلى فتاة منذ سن الـ18، وأحببنا بعضنا، ثم تدرجنا في التعليم حتى حصلنا على مؤهل عالي، ووعدتها أن أتزوجها، وحاولت مر المحاولة، فالتحقت بأعمال لا تليق بي، ولا تقبلها نفسي من أجلها، ظللت أعمل ليل نهار؛ حتى إنني تجرعت كثيراً من الذل والهوان الذي لا يتحمله مثلي، حتى وفقني الله ورزقني رزقاً وفيراً من جوده وكرمه والحمد لله؛ فتقدمت إلى خطبتها وتزوجنا.
وأهلها نعم الناس: فلها أب قد أعطيته الحب الذي لم ألحق أن أعطيه لأبي - رحمه الله - وأنا أحب الدين جداً، وأحاول أن أكسب مرضاة الله -سبحانه وتعالى- عشنا مع بعضنا ستة أشهر سعداء، وبعدها بدأت كل الطباع والصفات الحقيقية في الظهور، فهي اطمأنت أنها تزوجت، وأهملتني إهمالاً شديداً، حتى إنني قلت لها مراراً أنت تزوجت المطبخ فقط، وجلست معها مرات ومرات أعاتبها وأشرح لها متطلبات الزوج والحياة الزوجية، وكانت في كل مرة تقول لي: نفتح صفحة جديدة، وكنت أوافق، وأنتظر منها الاهتمام، فلم أجده!
اشتكيت منها إلى أختها، وهي تصغرها بأربع سنوات، فهي الآن في ال26 من عمرها، وكانت تتكلم معها، وتهون علي، وتحثني على الصبر ومحاوله الإصلاح، ولا أخفي عليك أني من أول ليلة عرفت أن زوجتي لديها مشكلة جنسية لم تتحدد معالمها إلا بعد أن عرضنا أنفسنا على المتخصصين ممن يتقون الله -والله أعلم-؛ فأفادوا أن عندها بروداً جنسياً، فحمدت الله، ولذت بالصبر، وتابعنا العلاج، ولم أجد في نفسي عليها ولو مرة؛ لأن هذا ليس من عندها، فهو مرض، ورضيت بالأمر، ولكنها كانت تمنع نفسها مني مرات ومرات بحجة أنها متعبة من أعمال المنزل، أو غلبها النوم؛ فكنت أجلس معها أحياناً، وأطلبها، فتقول: سأنوم البنت وآتي، ثم تذهب وبعد ساعة أو أكثر تأتي البنت وحدها، فأذهب إليها وأراها غارقة في النوم؛ فأعاتبها بعد ذلك، فتعتذر وهكذا، إلى أن قلت لها: حرام عليك أنت تدفعينني إلى الحرام دفعاً، ولكنها لم تفهم، أو لا تريد أن تفهم وهكذا!
وأما عن عمل المنزل الذي تتحجج به، فتأتي بأختيها ليعيناها على نظافة المنزل، وإذا بهن يعملن في المنزل أكثر من 12 ساعة متواصلة، وتبقى أعمال إلى اليوم التالي، فأسألها وأستغرب قائلاً: إن كنت كل يوم منشغلة بأعمال المنزل، فلم هو على هذا الحال؟!
وأما عن اهتمامها بنفسها فهي مهملة ذلك تماماً، إلا عندما يأتي أحد من أهلي، فتتغير وتتبدل، وأراها امرأة أخرى، جميلة، مرتدية أفضل الثياب، ذات رائحة عطرة، فأكلمها عندما ينصرفون، وأقول لها: أنا محتاج هذه الأشياء، فاهتمي بنفسك! فتطيع وتذهب في الحال تتزين، وبعد يوم واحد أو يومين على الأكثر أجدها عادت كما كانت، فأشكو إلى أختها.
إلى أن أخذتها ذات مرة، واشترت معها ملابس للنوم، وأشياء من هذا القبيل، فوجدتني غير متقبل لها على هذا الحال، فهو غير نابع من داخلها، وكأني أرى أختها هي التي تفعل ذلك، وليست زوجتي، ويا ليتها بقيت على هذا الحال عدة أيام، ولكنه في وقتها فقط، وتعود كما كانت.
وأما عن أهلي فقالت لي مرات: إنهم طامعون فيك، وإخوتك يسرقون من جيبك ويأخذون ما يجدون، فقلت لها أن هذا غير صحيح، فما معي لا يقل، وحاولت معالجة هذا الأمر معها بكل الطرق، ولكنها كانت مصرة، وتتطرق إلى هذا الموضوع مرات ومرات.
وأما عن معاملتها معي، فإذا أظهرت غضبي مرة وخرجت لساعة، أرجع فأجدها متجهمة الوجه طوال النهار، وإذا حكيت لأحد من أهلها، فيشهد بأنني لست المخطئ، وكنت أصالحها مع ذلك.
ومما حدث ذات مرة أنها أغضبتني، واتصلت بأختها، فقلت لها ما حدث، فهونت علي، فدخلت لأنام، وهي تتكلم معها على التليفون، فجاءت تصالحني، فقلت لها: أنت تصالحيني لأنك عرفت خطأك أم لسبب آخر؟ فقالت: أصالحك حتى لا يغضب الله علي، فقلت لها: ابتعدي عني، فأنا لست غضبان عليك، حتى المرة الوحيدة التي تصالحينني فيها ليس لأجلي، أو لاعترافك بخطئك.
واشتريت شقة في أحد الشواطئ المشهورة لجعلها مصيفاً لنا؛ فما كان منها إلا أن تشاجرت معي؛ كيلا أقول لأحد من أهلي أو أهلها، وحاولت معها، وظلت سنة على ذلك، إلى أن استطعت إقناعها أنا وأختها على أن نعلم الجميع، وحدث.
وبعد سنة أو أكثر تزوج أخي، وذهب أسبوعاً هو وزوجته إلى الشقة، ورجعوا، وذهبنا ومعنا أختاها وأخوها أربعة أيام نقضي وقت إجازة هناك، وإذا بها تتهم أخي أمامي وأمام إخوتها بأنه سرق مفرمة، وفرشة لجمع القمامة، ويد لمقشة من الخشب، وآلمني ذلك كثيراً؛ فأسرتي أسرة محترمة مرموقة ذات مستوى مادي جيد، وليسوا في حاجة إلى أن يأخذوا أي شيء كما سبق وقالت هي، وظلت على حالها إلى أن ذهبت إلى أمي، وقالت لها عن المفرمة، وقامت مشكلة كبيرة؛ فاشتكيت لأهلها؛ فذهبوا واعتذروا لأمي، وهي عند رأيها، وخلال تلك السنوات كانت تتهمني بأن بيني وبين أختها شيئا؛ فقلت لها أنا أكلمها لأشتكي منك لها، وهي تعلم ذلك، فهي حالت دون خراب هذا البيت مرات ومرات.
أما عن مستوى ثقافتها، فمنذ زواجنا لم تمسك بورقة تقرؤها، مع أني كنت أحثها على ذلك، وقلت لها: علمي نفسك أشياء جديدة كالكمبيوتر، وأنا على استعداد أن أعلمك؛ فهو عندنا منذ زواجنا، وضربت لها مثلاً بزوجة صديق لي، وبيننا علاقة أسرية طيبة؛ فما كان منها إلا أن قاطعتهم، وانقطعت عنهم تماماً! وهكذا كلما قلت لها شيئاً عن غيرها، تكرهه أو تقطع علاقتها معه!
وأما عن مصروف المنزل، فحاولت معها أن تجعل حدودا لمصروفاتنا، ولكنها لم تفعل ذلك، وظلت في حالة لا مبالاة بأي شيء إلى الآن.
أما عن ابنتنا الجميلة ذات السنتين والنصف، فهي كالملائكة، تملك لب قلبي، فهي تهملها تماماً ولا تعلمها أي شيء، ولا تجعل لها وقتاً تلعب معها أو تعلمها أو توجهها أو أي شيء من هذا القبيل، حتى إن البنت إلى هذا الوقت ترتدي الحفاظات.
وحاولت معها مر المحاولة طوال الثلاث سنوات وسبعة أشهر فترة زواجنا إلى الآن، ولكن لا شيء يتغير على الإطلاق، فانهرت ولم أستطع التحمل؛ فقد فقدت حبها إلى درجة أنني لا أريد أن أراها أمامي، وعلم الجميع وحاولوني إلى أن ضغطت على نفسي وصمت، وذهبنا إلى بيت والدتي يومين حتى ترتاح نفسي، وفي اليوم التالي ذهبت إلى أهلها، وجلست مع زوج أختها الكبيرة، فهو أخ لي، وهو نعم الأخ؛ فقد فوضه أبوها في ذلك، فقصصت له ولأختها كل شيء؛ فلم يجدوا إلا أن يقولوا أنني لو انفصلت عنها فلن يلومني أحد، ولكن أعطها فرصة أخيرة، فقلت: نعم أعطيها ورجعت إلى بيت أمي، فوجدتها تبكي وتصيح؛ لأني ذهبت إلى أهلها من غير أن أقول لها؛ فتعجب الجميع من أفعالها، ومع ذلك جلست - وهي جالسة - ووجهت الكلام لأمي، وقلت: اتفقنا على أن أعطي حياتنا فرصة أخيرة، ولكن إذا حدث أي شيء مما أشكو منه فلن أرجع إلى أحد من أهلها أو أهلي، فإذا بها تصيح: لم أنت تعاملني هكذا؟ أنت ستذلني، وقامت بعصبية شديدة، ودخلت إلى الغرفة، وظلت فيها إلى مغرب اليوم التالي، وحاولها أخواتي البنات وأمي، ولكنها أبت أن تخرج أو تكلمني أو تأكل شيئاً إلى أن ملوا تماماً، وعلمت من أخواتي أنها قالت لهم أنني أريد أن أجهدها بأن أقود بها السيارة بسرعة، وأترصد المطبات، والله شاهد على أن ذلك لم يحدث.
وعندما خرجت من الحجرة، قالت لي: أريد أن أذهب إلى الطبيب، فهو بجوار بيت والدتها، عندها قررت ألا أعطيها أي فرصة، فهي لا تريدها على الإطلاق، ونزلنا إلى السيارة، وإذا بها تقول لي: ألم تقل أنك ستعطيني فرصة؛ فجن جنوني من أفعالها وقلت لها: لا، وذهبت إلى منزل أبيها وقلت لها: اذهبي، ولم أصعد معها منذ ثلاثة أيام، ولكن الشوق إلى ابنتي يقتلني، وتكاد أحشائي أن تتقد ناراً من فرط حبي وشوقي لابنتي، أما هي فلم تعد تساوي عندي أي شيء مما فعلته بي!
ولا أكذب عليك حين أقول أن قلبي مال إلى أختها، بل ملكته كله وتمنيت أن تكون هي مكانها، فلم أجد هذا الشعور الذي بداخلي مع أي امرأة أخرى غيرها؛ فأنا أحس أنها تحاكي روحي وخيالي وعاطفتي، أجدنا متطابقين في كل شيء، وحدث بيننا مواقف كثيرة، ولم نستطع التحمل؛ فصارحنا بعضنا بمشاعرنا، ولكننا لا نجد أملاً بالمقاييس العقلية في أن يجمعنا الله في الحلال إلا بقدرته ورحمته سبحانه.
والآن - يا سيدي - لا أعرف كيف أتصرف! فأنا مشتت كل الشتات، فقلبي منشطر نصفين: نصف مع ابنتي، ونصف مع حبيبتي، ويا ليتها لم تكن أختها، فلا أعرف ماذا أفعل؟! أطلقها وأريح نفسي منها، فسأحرم نفسي من حضن ابنتي، ولا تتخيل كم يؤلمني ذلك، فمن فرط شوقي إليها لم تجف دموعي، فلم أتعود أن تفارق أحضاني، وإن طلقتها فهل سأستطيع الارتباط بأختها؟ أم أعدل عن الطلاق لكي تكون ابنتي في أحضاني، وعندها سأظلمها معي؛ لأني لن أستطيع أن أعاملها معاملة يرضاها الله ورسوله بعد الآن، حتى حقوق الفراش فلن أستطيع أن أعطيها إياها، وإن فعلت فسيكون بمثابة اغتصاب لي، وكذلك لا أعرف كيف السبيل إذا رجعت إلى الارتباط بأختها؟
فالحب قتلني: قتلني حبها لي، فهو حب الكلمات فقط، وليس بالأفعال! قتلني حبي لأختها؛ لأني لا أعرف كيف أجعله حلالاً! قتلني حبي لابنتي، ومزق أحشائي!
أفيدوني على وجه السرعة، سدد الله خطاكم!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نبيل حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع!
ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظراً لظروف السفر والمرض!
ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير! وأن يوفقك لاتخاذ القرار المناسب! وأن يعينك على تخطي هذه المحنة بخير وسلام! وألا يحرمك من أهلك وأحبابك، خاصة ابنتك!
وبخصوص ما ورد برسالتك، فما دمت قد أخذت بالأسباب، وحاولت قدر استطاعتك إصلاح زوجتك، وصبرت عليها بالقدر الكافي، وشاركت أهلها معك في خطواتك، وأعطيتها بدل الفرصة فرصا متكررة، فأرى أن تستخير الله في فراقها، على أن تعلمها بذلك، فذلك خير لك من الوقوع في الحرام في ظل هذه الحياة غير المستقرة.
وأنصح إذا كانت هناك فرصة أخرى فلا تحرمها منها! إلا إذا كنت واثقاً من عدم جدوى ذلك! وأما عن ابنتك فيمكن الاتفاق على طريقة بخصوصها، ومعيشتها بينكما؛ حتى لا يحرم منها أحد الطرفين، ولا تضيع بينكما.
واحرص على الانفصال بأقل قدر ممكن من الخسائر والخلاف! ولا تنسوا الفضل بينكم! وكن مثال المسلم الكريم الذي لا يقف عند الأشياء الصغيرة.
وأما عن أخت زوجتك، فهو أمر صعب فعلاً يحتاج إلى عناية السماء، وتوفيق الله ورحمته وإحسانه؛ لأنه من الصعب على أسرة أن تطلق منها بنت ثم تزوج أختها لطليقها، خاصة في مصر! فكان الله في عونك!
وأرى أن تتريث وتصبر، ولا تفتح موضوع الزواج من أختها مع أي أحد، حتى تنتهي فترة العدة، وتهدأ الأنفس، ويكون لديها الاستعداد والقبول لهذا العرض، فلا تتعجل؛ لأن الرفض سيكون الجواب الوحيد عند الأسرة، وإنما اصبر عدة أشهر، وحاول أن توسط بعض الصالحين في هذا الأمر!
وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن ييسر لك هذا الأمر! وأن يشرح صدورهم لذلك! وأكثر من الصلاة على النبي بنية قضاء حاجتك، وموافقتهم على قبولك زوجاً لأخت زوجتك!
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد وصلاح الحال وهدوء البال وتحقيق الآمال!
وبالله التوفيق!
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني نفسيا من سوء ما مررت به، فما الحل؟ | 3279 | الاثنين 20-07-2020 03:13 صـ |
زوجتي تنفر مني وتطلب الطلاق، فما الحل؟ | 4068 | الخميس 16-07-2020 03:06 صـ |
أشعر بخوف وأبكي، وحياتي الزوجية غير مستقرة. | 3375 | الثلاثاء 28-04-2020 04:02 صـ |
أحب زوجي وهو عنيد وهجرني إثر مشكلة بيننا، ما الحل؟ | 3510 | الثلاثاء 28-04-2020 04:29 صـ |
كيف يمكن إقناع الزوج بإشباع الجانب العاطفي للزوجة؟ | 7914 | الاثنين 02-12-2019 12:08 صـ |