أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل من الممكن أن يلهم الله عبداً من عباده أنه من الكافرين؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي -يا شيخ أحمد- مشكلة أراها عظيمة، تسبّبتْ في تدميري ويأسي من رحمة الله لسنوات عديدة!

مشكلتي هي أنني أثناء تصفُّحي في موقع إسلام ويب في تفسير القرآن، كنت أبحث عن تفسير آية: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم...}، كنت أريد أن أعرف هل الكفار هم الذين ستشهد عليهم أعضاؤهم أم الكفار والمسلمون؟ وأثناء تصفحي بحثت في تفسير القرطبي والطبري والبغوي وابن كثير، ولم أعرف حينها هل الكفار فقط أم الكفار والمسلمون هم من ستشهد عليهم أعضاؤهم؟

بعد ذلك بحثت في تفسير التحرير والتنوير، وفيه وجدت الصفحة تتحرك وحدها لأسفل ولأعلى! فارتبكت، ووجدت نفسي لا أستطيع قراءة الكلمات! أي أني وجدت الحروف متداخلة، ثم نظرت إلى أسفل الصفحة، ووجدت مكتوبًا فيها شهادة الأعضاء من أحوال حساب الكافرين.

أنا لا أدري من الذي قام بتحريك الصفحة لأعلى ولأسفل؟ ومن الذي أخفى الكلمات عن عيني؟ هل الله هو الذى قام بتحريك الصفحة وإخفاء الكلمات كإلهامٍ منه لي أنني من الكافرين الذين ستشهد عليهم أعضاؤهم يوم القيامة أم أن صاحب (السايبر) -محل النت- هو الذى حرك الصفحة من جهازه المركزي مصادفة أم أن الشيطان هو الذى حرك الصفحة لييئسني من رحمة الله؟!

كل ما أريده من حضرتك، هو أن تفسّر لي ما حدث معي، وتخبرني هل من الممكن أن يُلْهِمَ الله عبدًا من عباده بهذه الطريقة أنه من الكافرين الذين ستشهد عليهم أعضاؤهم يوم القيامة أم لا؟!

شكرًا لكم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ karam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله –تعالى- أن يثبّتنا وإياك على الإيمان، وأن يتوفانا وهو راضٍ عنا، وأن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يُجيرنا وأحبتنا جميعًا من النار.

أنت –أيهَا الحبيبُ– إن شاءَ الله على الإسلام، وما ذكرته من تخوّفٍ من الوقوع في الكفر، وخشيتك أن تكون من الكافرين –والعياذ بالله–؛ كل هذا يدلُّ على وجود الإيمان في قلبك، فإنه لولا وجود الإيمان ما حصل لك الانزعاج والخوف من الكفر.

نصيحتنا لك أن تُعرض عن هذه الأفكار التي تراودك، واعلم أنها من الشيطان، يريد أن يُيَئسك من رحمة الله، وأن يقطعك عن ذكر الله، ويثقّل عليك العبادة، ويُوجِد في قلبك الحزن واليأس، وهذا من أمانيه العظيمة التي يتمناها، كما قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله...}.

اعتصم بالله، وتوكل عليه، وأكثرْ من ذكره، يعصمك الله –تعالى- بإذنه وكرمه من وساوس الشيطان ومكره.

أما ما ذكرت من تقلّبُ الصفحة، فهذا أمر طبيعي يحدث في كثيرٍ من الأحيان، وقد حدث لي أنا بنفسي مرات عديدة، فالصفحة ربما تتقلب بسبب ضغطات سابقة أو بغير ذلك، فلا ينبغي أن تجعل من هذا أمرًا يستحق منك التأمُّل والتفكُّر، ولا أن الله –تعالى- أراد أن يُلهمك بأنك –والعياذ بالله– من أهل الكفر، فكل هذه وساوس شيطانية، يريد الشيطان –كما قلت لك من قبل– من خلالها أن يُيَئسك من رحمة الله، وأن يُحزن قلبك، وأن يثقِّل عليك الطاعات، فلا تأبه به، ولا تلتفت إليه، واستعذ بالله –تعالى- من هذه الأفكار التي داهمتك، وأكثِرْ من ذكر الله، تَنْجُ -بإذنِ الله تعالى-.

نسأل الله -بأسمائه وصفاته- أن يمُنَّ علينا وعليك بالعافية.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
بسبب الوسواس أصبحت خائفة على ديني من الضياع. 1588 الأربعاء 24-06-2020 09:51 مـ
عدت لله والدين، وأخشى أن يضيع إيماني مرة أخرى. 4177 الأحد 15-03-2020 03:41 صـ
كيف أتخلص من الوسوسة التي تحول بيني وبين تقربي من الله؟ 3294 الثلاثاء 17-12-2019 04:30 صـ
وساوس في العقيدة تخيفني على ديني، فما الحل؟ 8233 الخميس 12-12-2019 01:01 صـ
هل كفرت بما خطر على بالي من وساوس؟ 8215 الأحد 22-09-2019 03:53 صـ