أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ kabuto حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العادة السرية كثيرًا ما تسبب اضطراب ثقة الإنسان في نفسه، وقد تجعل الإنسان انطوائيًا، بمعنى أنه يميل للخجل أكثر، فأرجو أن تتجنبها.

ما ذكرته من رهابٍ اجتماعي ربما يكون خوفًا اجتماعيًا بسيطًا، ويعالج من خلال الحرص على صلاة الجماعة، فاذهب إلى المسجد، كن دائماً في الصف الأول، هذه معالجة عظيمة جدًّا لهذا النوع من الخوف.

عليك أيضًا بممارسة تمارين رياضية بمعدَّل مرتين في الأسبوع على الأقل مع زملائك، هذا أيضًا نوعٌ من العلاج الجماعي الجيد الذي يعالج الرهاب الاجتماعي وذو فائدة.

النقطة الثالثة هي: أن تتفاعل مع أسرتك بصورة يومية، ولا بد أن تتناول وجبة من الطعام مع أسرتك على الأقل مرة في اليوم، هذا كله نوع من التفاعل الاجتماعي الذي أراه مهماً وضرورياً.

أنا سعيد أن أعرف أنك تذهب لتسميع القرآن الكريم، هذا أيضًا يعطيك -إن شاء الله تعالى- القوة والدافعية لأن تتخطى مرحلة الخوف هذه، والمدرسة مهمة -أيها الفاضل الكريم- لا تجعل التعليم يفوتك، لأن ذلك سوف يجعلك تعيش في حسرة طول حياتك، حين ترى زملائك قد تعلموا وتخرجوا وتوظفوا وتزوجوا وأنت أصبحت بدرجة دُنيا فيما يخص وضعك الاجتماعي والنفسي، فهذا سوف يؤلمك كثيرًا.

أرجو أن تجتهد في دراستك، أن تجتهد في أمور دينك، وأن تتواصل اجتماعيًا، وهذا سوف يفيدك كثيرًا -إن شاء الله تعالى-.

لا مانع -أيها الفاضل الكريم- وأنت في عمر الثامنة عشرة أن تذهب إلى الطبيب ليصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف، هنالك عقار ممتاز يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) من الأدوية الممتازة جدًّا لعلاج الخوف الاجتماعي، والجرعة في حالتك صغيرة، هي نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بالنسبة لموضوع العين، فالعين حق، وعليك أن تحصّن نفسك، وتمارس الرقية الشرعية، وإن كنت أرى أن موضوعك موضوعٌ طبي وموضوع تكاسل وليس أكثر من ذلك، فإذًا لا تحمّل العين فوق ما ينبغي، ولكن حصِّن منها، وتوكل على الله، وكن مثابرًا، وكن قويًّا، واسع دائمًا لبر والديك، هذا يعطيك دفعًا نفسيًا واجتماعيًا ممتازًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.