أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من رهاب الساحة ونوبات الخوف والهلع؟
رسالة من القلب إلى الدكتور: محمد عبد العليم.
أخي الدكتور محمد، أنا أعاني من رهاب الساحة، نوبات هلع وخوف من بعض الأشياء أعاقتني كثيرًا.
تابعت الكثير من الأطباء، وتناولت الكثير من الأدوية، ولم أشعر بشيء من الراحة إلا بـ (السيروكسات) تناولته بجرعة حبة 20 مل، ولكن كانت الفائدة حوالي 30 %، وكنت أتناوله فترة، ثم أتركه، حتى المرة الأخيرة قال لي الطبيب: تناوله بجرعة حبتين، وكنت أتناول حبة وأنا مرتاح بشكل مقبول، فلما رفعت الجرعة بالتدرج ووصلت إلى جرعة الحبتين أحسست باكتئاب وقلق شديد جدًا، وبقيت حوالي 3 أسابيع في هذه الحالة، ثم تركته ولم أستطع المواصلة.
دكتورنا الحبيب: ما هو تشخيصك لهذه الحالة؟ لأني سمعت أن الذي تنفعه جرعة حبة، أكيد ستنفعه جرعة حبتين؛ لأن الدواء تواءم معه، فهل أعود إليه؟ وكم عليَّ أن أصبر حتى أجد الفائدة على حبتين؟
مع العلم أنه عندما أتناول حبة أشعر بتأثيرها الأولي بعد 20 يومًا، ثم بعد حوالي 25 إلى 27 يومًا أشعر بالتأثير الجيد.
الرجاء شرح هذه الحادثة لي وإرشادي إلى الطريقة الصحيحة؛ لكي أرفع الجرعة بشكل سليم - بإذن الله -.
أحد الأطباء قال لي: لو بدأت بحبتين مباشرة، فخلال 3 أسابيع على أقصى تقدير ستزول الآثار الجانبية، فهل كلامه صحيح؟ وإذا كان كذلك فماذا حدث معي؟
والله يرعاكم ويحفظكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وأنا أبادلك المحبة من القلب أيضًا، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.
بالنسبة لجرعات الأدوية: هنالك ما يسمى: بالطيف أو الحيز أو النطاق العلاجي للدواء، ويُقصد بذلك: مستوى الدواء المطلوب لتظل حيويته البيولوجية مؤثرة ومفيدة بالنسبة للإنسان، ولا شك أن هذا الحيز أو الطيف البيولوجي يتفاوت من إنسان إلى آخر، لكن هناك إجماع عام حوله، مثلاً جرعة (الزيروكسات) أكثر من ستين مليجرامًا – أي ثلاث حبات في اليوم – غير مُجدية أو أن هذه الجرعة يجب ألا يتعداها الطبيب بأي حال من الأحوال، أي لا يصفها لأي إنسان؛ لأن الجرعات الأقل إذا لم تحدّ، فهذا يعني أن هذا الدواء غير مناسب لذاك الشخص، وقد رأينا من استفاد من جرعة عشرة مليجرام من (الزيروكسات)، وقد رأينا من استفاد من حبة وحبتين وثلاثة (وهكذا).
فيا أخِي الكريم: التأرجحات موجودة، وهنالك عوامل بيولوجية تفيد في تنشيط العملية العلاجية لدى الإنسان، يعني (مثلاً) القناعة بأن هذا الدواء مفيد، والقناعة بأن الطبيب الذي وصفه طبيب ثقة وأمين وجيد، وأن تكون هنالك قناعة بالإصرار على التحسن، وهذه نسميها بإرادة التحسن.
هذه كلها أمور مهمة، وهي ليست وهمية، إنما هي ضرورية لنجاح العملية العلاجية.
مثلاً إذا تحدثنا عن الآثار الجانبية (للزيروكسات) – خاصة الآثار الانسحابية – نعرف أن (الزيروكسات) له آثار انسحابية، ولا شك في ذلك، لكن تجد هنالك تفاوت عجيب، فهنالك من تناول ثلاث حبات ثم توقف عنها، عانى بعض الشيء لمدة أسبوع (مثلاً)، ثم بعد ذلك اختفت الأعراض، وهنالك من كان يتناول حبة واحدة أو نصف حبة تجده وجد صعوبة شديدة جدًّا في التخلص من الدواء، (وهكذا).
نحن نؤمن بالفوارق والتباينات البيولوجية، لكن أعتقد أيضًا أن الآثار النفسية أو العوامل النفسية تلعب دورًا كبيرًا في تأثير الدواء إيجابًا أو سلبًا.
من الواضح أن (الزيروكسات) دواء مناسب معك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونصيحتي لك هي: أن تكون لديك إرادة التحسن، وأن تصر على الصبر عليه، وألا تراقب نفسك رقابة شديدة، وأن تدعم الدواء بالآليات العلاجية السلوكية الأخرى، وبصفة عامة: الدواء يجب ألا نحكم عليه سلبًا قبل مُضي ثلاثة أشهر من تناوله بصورة دقيقة ومنتظمة، نعم فعالية الأدوية قد تبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة، لكن البناء الكيميائي أحيانًا يكون متأخرًا بعض الشيء، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين جميعًا.
أعتقد أن تبدأ بنصف حبة (عشرة مليجرام) يوميًا، هذا منهج أفضله كثيرًا، وبعد عشرة أيام ترفع الجرعة إلى حبة، ثم بعد شهر ترفع إلى حبة ونصف – أعتقد أن هذا منهج جيد جدًّا – وتراقب نفسك على هذه الجرعة، بشيء من التفاؤل، وإذا شعرت أن هنالك تحسنًا حقيقيًا فيمكن أن تثبت عليها، ولا داعي للزيادة، لكن إذا لم تحس بتحسن حقيقي بعد شهر من تناولك له بجرعة حبة ونصف، أرى أن ترفع الجرعة إلى حبتين، وهذه سوف تكون الجرعة المعقولة والكافية، وتناولها واصبر عليها، وإن شاء الله تعالى حين تحس بالفائدة منها استمر عليها مرة أخرى لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك خفض الدواء إلى حبة ونصف يوميًا لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، ثم اجعلها حبة يوميًا لمدة ستة أشهر كجرعة وقائية، ثم اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الظواهر التي حدثت لك هي: ظواهر طبيعية - كما ذكرت لك – التأرجحات تحدث، والأعراض القلقية قد تظهر في بعض الأحيان، لذا: أقول للناس: من الأفضل أن يكون معكم دواء آخر بسيط مثل عقار (موتيفال) أو عقار (فلوناكسول)، هذه أدوية طيبة وجيدة جدًّا؛ لاحتواء أي نوع من التوتر أو القلق أو الضيق الذي قد يطرأ على الإنسان أثناء تناوله للعلاج.
بارك الله فيك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ | 8850 | الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ |
هل الإندرال يفيد في علاج القلق الاجتماعي أم الخفقان؟ | 2422 | الاثنين 27-07-2020 05:31 صـ |
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ | 3591 | الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |
هل يمكنني استبدال دواء زولفت بالباروكسات أم ماذا أفعل؟ | 1497 | الاثنين 20-07-2020 03:16 صـ |