أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : نشر الأسرار من أسباب دمار البيوت

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي استفدت منه كثيراً، وأنقل لكم استشارة على لسان أختي، وهي كالتالي: ( أنا فتاة مررت بمشاكل كثيرة مع زوجي، والمشكلة أني لا أستطيع نسيان ذلك، فهي مؤثرة على نفسيتي كثيراً، وهي تؤثر في علاقتي مع أهله وأي أحد من معارفهم، رغم أنهم طيبون معي، فهو دائماً ينقل صورة سيئة عني لوالدته وأخواته، وخاصة والدته، فرغم معرفته بطبع والدته التي تنقل كلام سيئاً عني للناس، وإن كان في بعض الأحيان صحيحاً، حباً لولدها وقهراً عليه، وبسبب المشاكل التي تحصل بيننا، والتي أكثرها هو الذي يبدأها، ورغم طيبتها معي إلا أنه دائماً ينقل لها مشاكلنا وعيوبي، وهي بدورها تنقل للناس، وأنا كذلك أنقل لأمي مشاكلنا، لكن أمي لا تنشر فضائحه أمام الآخرين، فأنا أنقل لها فقط من باب الفضفضة، ورغم أني متفهمة أنه ينقل لوالدته من باب الفضفضة، لكن أعتقد أنه لا يجوز أن ينقل لها المشاكل، وهو يعرف طبعها، ولذلك أنا أكرههم ولا أريد التواصل معهم ) هذه هي مشكلة أختي، أرجو الرد عليها، وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة الجوري الحسناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نشكر لك الثناء على الموقع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبناء هذه الأمة والبنات، ونسأل الله أن يلهمنا السداد والرشاد، وأن يستخدمنا في طاعته، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم، إنه على كل شيء قدير.

ابنتي الفاضلة: قد أسعدنا هذا الاهتمام بمشاكل أختك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرها، وأن يغفر ذنبنا وذنبها، هو ولي ذلك والقادر عليه. وبداية نرجو أن يعلم الجميع أنه لا يوجد بيت يخلو من مشاكل، ولا يوجد بيت يخلو من أزمات، وليس هذا هو مكان المشكلة، ولكن المشكلة هو كيف نُدير هذه الأزمات؟ كيف نُعطي هذه المشكلات حظها وحقها وحجمها الحقيقي حتى لا تتمدد في حياتنا فتحيل الحياة إلى جحيم، وإلى هموم، وإلى أحزان.

كذلك أيضًا ينبغي أن ندرك أن كثيرًا من الناس يمكن أن يستفيدوا من المشاكل عندما ينظرون إليها من الوجه الآخر، فالمشاكل لها فوائد، كما أفاد الأستاذ (جاسم المطوع) فوائد المشاكل الزوجية، لأن من خلال هذه التوترات والمشاكل يعرف كل طرف الخطوط الحمراء التي لا ينبغي أن يتجاوزها في حق الشريك، هذا إذا استفدنا من هذه الأشياء استفادة إيجابية، ونظرنا إليها من هذا الإطار ومن هذه الناحية.

وهذه المشاكل غالبًا تزداد وتكثر في السنوات الأولى من الزواج، لكون الفتاة قد تربت في بيت بطريقة معينة، والرجل كذلك كان يعين أسرته بطريقة معينة، فيحدث اختلاف حتى في الأمور العادية، والخطأ أيضًا أن كل طرف يحاول تغيير الطرف الآخر، ونحن لا نريد هذا، ولكن نريد لكل طرف أن يقدم تنازلات ليكون الملتقى في منتصف الطريق، فلا تُفكر في تغييره بشكل كامل، ولا يفكر في تغييرها بشكل كامل، لكن المهم هو أن يتفكر كل طرف كيف يتعامل مع الشريك، ولا مانع بعد ذلك – مع الأيام – من أن نضخم الإيجابيات، ونجتهد في محو السلبيات ومعالجتها، لكن بالحكمة والحنكة ليس على طريقة رغبة كل طرف في تغيير الآخر ونقله إلى برنامجه والحياة التي عاش عليها والنمط الذي يهواه، بل ينبغي أن نعترف بهذه الأمزجة.

ونحن حقيقة أيضًا نتمنى أن تكون هناك قواسم مشتركة، أن يسعى كل طرف لاكتساب وهوايات الطرف الآخر، فكلما زادت القواعد المشتركة قلّت المشاكل، كلما زادت القواسم المشتركة قلّت المشاكل، وحصل مزيدًا من التوافق.

ففي البداية يتعارف الزوجان، ثم بعد ذلك يُقدم كل طرف تنازلات، ثم بعد ذلك أيضًا يتفاهمون، ثم بعد ذلك يصلون إلى الوفاق، إلى التوافق فيما بينهما. وعلى كل حال فإننا نريد أن نقول: لا شك أن الجميع مُخطئ في نقل المشاكل خارج البيت، حتى لو كانت الأطراف الأخرى إيجابية فإنه ليس من المصلحة، خاصة عندما ننقل المشاكل إلى الأهل، والحمد لله الآن هناك مراكز استشارية مثل هذا الموقع، هناك مستشارون ومستشارات، والأفضل أن يتواصل الإنسان معهم، لأن الإنسان إذا أخبر الوالد أو الوالدة أو الأهل فإنهم بشكل طبيعي يتعاطفون مع ابنهم، ونقول: قد يتعاطفون معه اليوم لكن سينقلبون عليه غدًا، وعند أول أزمة وخلاف بينهم يقولون (قد أحسن زوجها فيها كذا وفعل فيها كذا، وهي فيها كذا وكذا، وهي كذا، وزوجها قال كذا، وهي قالت في زوجها كذا) ولذلك المصلحة الكبرى في ألا تخرج المشاكل أصلاً، وإذا أرادت أن تُفضفض فعليها أن تتكلم مع مستشارة، تتواصل مع مثل هذا الموقع الذي يرد على الاستشارات كتابة ويحفظ لها الخصوصية، وهو كذلك يتواصل مع مواقع استشارية، أما إذا ذهب إلى أهله فإن هذا أولاً مصدر ضيق لأهله، إذا ذهبتْ إلى أهلها فإن هذا مصدر ضيق لأهلها، الأم تتألم عندما تشعر أن بنتها غير مرتاحة، وغالبًا قد تتعاطف معها من جانب الأمومة والعاطفة دون أن تنظر إلى حقائق الأمور، كذلك أهل الزوج.

ولذلك هذا خطأ مشترك، ويزداد خطورة الخطأ عندما يكون هناك طرف ينقل المشاكل إلى الآخرين، والإنسان أصلاً يملك سره، فإذا أذاعه ونشره أصبح ملِكًا لغيره، ولذلك نحن دائمًا المشاكل والخلافات الزوجية لا نريد لها أن تخرج، وهذا هو منهج الإسلام، حتى عندما تخرج، الإسلام لم يقل تخرج لأي حد، قال: {فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها} والحكم هذا له مؤهلات، قاضي من العدالة، والأمانة، والعلم، والمعرفة، والخبرة، والإخلاص، والحرص على كتمان الأسرار، وهذا في الحالات الاضطرارية، لكن الأصل ألا تخرج المشاكل أصلاً، ولذلك أرجو أن تحافظوا على هذا، وأرجو أن تكتبوا بينكم اتفاقية بحيث تكون المشاكل محصورة في داخل البيت، ونحن سعداء حقيقة لأنك حريصة على التواصل مع أهله، وننصحك بمزيد من التواصل، فإن إحسانك لأهله، وتواصلك معهم، والتسامح معهم، وحسن التعامل معهم، هو الذي يضفي ويُبين الحقيقة التي عندك، فإن الناس إذا شعروا منك التعامل الطيب لن يضرك بعد ذلك ما يُقال، وإن كنا لا نتمنى أن يُقال، خاصة من الزوج في زوجته.

أمَا وقد حصل هذا فلا تعطي الأمر أكبر من حجمه، وحاولوا الاتفاق من الآن، وابدؤوا نقل الأشياء الطيبة، لأن المسلم أصلاً ينقل الأشياء الطيبة، كأن يقول (زوجتي تحييكم، وتثني عليكم، وتذكركم بالخير) وأنت إذا ذهبت إلى أهلك تقولين (زوجي يذكركم بالخير، ودائمًا يُثني عليكم) فتنتشر المحبة، و هذا هو دور المسلم، إذا سمع سيئة دفنها، وإذا سمع حسنة نشرها، أما الذي ينشر السيئات والعيوب فهذا منهج لا يرضاه هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

فإذن أرجو أن تتفقوا على هذا، وأنت من جانبك شجعي أختك على أن تكتم أسرار زوجها، وإذا كتمت أسرار زوجها ونقلت عنه الخير، فإنه ينبغي أن يبادلها المشاعر، وإن لم يفعل فلن تكون خاسرة، وعليها أن تُبين وتُثبت فعلاً أنها خلاف ما ذكر، وهذا سهل، لأن الناس في النهاية يحكمون على الإنسان بتعامله وبعلاقاته مع الآخرين، فعليها أن تُحسن التعامل مع أهل الزوج، بل مع كل النساء، وعندها سينتشر عنها الخير، ويعرف لها الناس الفضل والمكانة، ولن يضرها بعد ذلك ما يُقال فيها؛ لأن الناس سيصدقون ما شاهدوه بأعينهم وما سمعوه بآذانهم، ونسأل الله التوفيق للجميع.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني نفسيا من سوء ما مررت به، فما الحل؟ 3283 الاثنين 20-07-2020 03:13 صـ
ضرب زوجي لي أمام أخته أحدث لي آثارًا سيئة، فكيف أتجاوز ذلك؟ 2766 السبت 11-07-2020 08:59 مـ
أعاني من الوحدة والاحتياج العاطفي لانشغال زوجي الدائم، أفيدوني. 8233 الاثنين 06-07-2020 02:24 صـ
أحببت زوجي كثيراً ولكنه صار يسبني ويزعجني 1915 الخميس 02-07-2020 04:30 صـ
زوجي يخاصمني لفترات طويلة بلا سبب، فماذا أفعل؟ 2640 الأربعاء 01-07-2020 05:40 صـ