أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أعاني من الرهاب الاجتماعي لدرجة الارتعاش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دكتور أنا أعاني من مشكلة مزمنة، وهي رهاب اجتماعي شديد، وخجل شديد أثناء الكلام، أو الجلوس أمام أحد، لدرجة أنه يصيبني ارتعاش شديد، وفي بعض المرات أثناء مقابلتي لبعض الأشخاص، خصوصاً اللذين لي عنهم فترة لم أقابلهم، أشعر بحالة بكاء وضعف في الشخصية، لا أدري ما أسبابه، والحقيقة أنا أعاني منه من قبل أن أتزوج، وكان بسيطاً نوعاً ما، ولكن فجأة زاد عندي منذ سبع سنوات تقريباً، وأنا متزوج وعندي أطفال، وهذا الأمر سبب لي إحراج كبيراً،
وأرى حالة الخجل والبكاء عند مقابلة الناس في أحد أبنائي، لا أدري هل سيكون هذا الأمر وراثياً أم لا.
سبق وأن راجعت أطباء نفسيين غير أخصائيين، وأعطوني حبوباً ولكنها لم تنفعني، والآن منذ 4 شهور تقريباً صار عندي انتفاخ في بطني، مع أن جسمي جداً نحيف، وأشعر بغازات وآلام في البطن، وأرى بطني مقسوماً قسمين،
أسفل البطن فوق حده منتفخ انتفاخاً شديداً، لا أدري هل هذا الأمر له علاقة بحالتي النفسية؟
أرجو مساعدتي في حل مشكلتي، وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنك لم تذكر عمرك، فمن وجهة نظري هذا ضروري بعض الشيء؛ لأن موضوع البطن وانتفاخه قد يكون مرتبطًا بمرحلة عمرية معينة، عمومًا من هذه الناحية أرجو أن تذهب وتقابل طبيب الجهاز الهضمي حتى تتأكد من أن كل شيء سليم، لا أستطيع أن أقول لك أن هذا الانتفاخ سببه نفسي، نعم نعرف أن القولون العصبي والذي منشؤه القلق قد يؤدي إلى شيء من الانتفاخ، ولكن ليس بهذه الطريقة، فأرجو أن تذهب للطبيب الباطني أو طبيب الجهاز الهضمي ليقوم بفحصك ويقوم بإجراء الفحوصات اللازمة، وهذا - إن شاء الله تعالى – يطمئنك تمامًا.
بخصوص حالتك التي تعاني منها: هي رهاب اجتماعي واضح جدا، والرهاب الاجتماعي دائمًا يجعل الإنسان يقلل من تقدير ذاته، وهذه مشكلة أساسية، ونحن مهمتنا أن نصحح للناس مفاهيمهم، فالذي أريد أن تدركه هو أولاً: أنت لست أقل من الآخرين.
ثانيًا: لا أحد يقوم بمراقبتك أو تقييمك.
ثالثًا: ما تشعر به من أعراض عند مقابلة الآخرين هي تجربة شخصية ليست مكشوفة للآخرين، لا يقومون بالاطلاع عليها أبدًا، هذا أنا أؤكده لك تأكيدًا قاطعًا.
رابعًا: التواصل الاجتماعي دائمًا يفيد الإنسان، وأهم تواصل اجتماعي هو حضور الصلوات جماعة في المسجد، ومشاركة الناس في مناسباتهم، زيارة الأرحام، ممارسة الرياضة الجماعية، فهذه احرص عليها حرصًا شديدًا، وإن شاء الله تعالى سوف تجد أن نتائجها رائعة جدًّا.
خامسًا: تناول أحد الأدوية المضادة للرهاب الاجتماعي، وهي كثيرة جدًّا. أنت ذكرت أنك قمت بمقابلة بعض الأطباء النفسانيين، وأعطوك حبوبًا، ولكنها لم تنفع، والأدوية النفسية بصفة عامة تتطلب الصبر، والالتزام بالجرعة، والمدة العلاجية. هذه هي المحكات والعوامل الرئيسية الفارقة والتي تُحدد نجاح أو فشل الدواء.
أنت محتاج لدواء واحد، ليس لأدوية عديدة، هنالك دواء يعرف باسم (سيرترالين) واسمه التجاري (زولفت) أو (لسترال) وربما يكون له مسميات تجارية أخرى، لكن في السعودية معروف باسم (لسترال) أو (زولفت). ابدأ في تناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة خمسين مليجرامًا، تناولها ليلاً لمدة شهر، يفضل تناول الدواء بعد الأكل، وبعد انقضاء هذه المدة انتقل إلى الجرعة العلاجية وهي أن تتناول حبتين يوميًا من الدواء، يمكنك أن تتناول كجرعة واحدة في المساء، أو بمعدل حبة صباحًا ومساءً، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، وهذه المدة ليست مدة طويلة أبدًا، أنت تحتاج لها تمامًا، بعد ذلك خفض الدواء واجعله نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء سليم، وطيب، وغير إدماني، ومفيد جدًّا، وهذا هو الذي أنصحك به.
أما بالنسبة لموضوع ابنك: فيا أخِي الكريم اجعل الطفل ينطلق، اجعله يتفاعل مع أقرانه، لا تراقبه كثيرًا، ولا تنقل له الصورة الإيحائية – أي التأثير الذاتي لما أنت تعاني منه – وهذا مهم جدًّا.
أما بالنسبة للجانب الوراثي: فالوراثة قد تلعب دورًا ضعيفًا وبسيطًا في توريث المخاوف، لكن التنشئة قد تكون لها دور أكبر، لذا أنا نصحتك ألا تنقل ما تعاني منه إلى ابنك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1324 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2389 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |