أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

من أفضل الأدوية التي تناسب علاج القلق المرتبط بالمواجهات الاجتماعية هو عقار أندرال، لكن هذا الدواء لا يناسبك أبداً لأنك تعانين من مرض الربو، فأرجو أن لا تتناوليه إلا تحت إشراف طبي مباشر، وغالباً الأطباء لا يسمحون بتناوله إلا بجرعات صغيرة، وبإشراف مباشر، فأرجو أن لا تتناولي عقار اندرال.

في هذه الحالة أنصحك بالتدرب على تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) طبقي هذه التمارين، وسوف تجدين أنها مفيدة جداً.

العلاج الآخر هو أن تتناولي تفرانيل Tofranil والاسم العلمي هو امبرمينImipramine هو دواء نسبياً يفيد في مثل هذه الحالات، لا أقول إن فعاليته سريعة أو مطلقة لكن قطعاً سوف يفيدك كثيراً، والجرعة المطلوبة هي (25) مليجراماً تناوليها يومياً (حتى يوم الإلقاء) بعد ذلك اجعلي الجرعة (25) مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة شهر ثم اجعليها (25) مليجراماً مساءً لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

توجد أيضا أدوية أخرى مثل عقار زولفت، قد لا يكون سريع الفاعلية لكنه من أفضل الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي فإن أردت أن تستمري على الزولفت كبديل على التفرانيل فلا مانع في ذلك تناوليه بجرعة (25) مليجرام ليلاً لمدة يومين ثم بعد ذلك اجعليها (50) مليجرام أي حبة كاملة وهذه الجرعة استمري عليها لمدة أربعة أشهر ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين ثم اجعليها نصف يوم بعد يوم لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة، إذن بجانب تمارين الاسترخاء وما وصفناه لك من أدوية أريدك أيضاً أن تبني نوعاً من الخيال الجديد، أنت الحمد لله مقتدرة ولابد أن تحقري فكرة الرهاب الاجتماعي من أصلها، وأنت لست أقل من الأخريات، الناس تخاطب ملايين البشر في بعض الأحيان دون أي نوع من الوجل أو الخوف، فما الذي جعلك تخافين؟!

يجب أن تعرضي على نفسك هذا النوع من الأسئلة، وبعد ذلك أريدك أن تقومي ببعض التمارين والممارسات التجريبية.

أما نسميه التعرض في الخيال، الإلقاء الذي سوف تقومين به الأسبوع القادم قومي بإلقائه في البيت، وتصوري أنك أمام مجموعة كبيرة جداً من الناس، قومي بتسجيل ما سوف تلقينه واستمعي لنفسك بعد ذلك، كرري هذا الأمر مرتين أو ثلاثاً، وفي كل مرة يمكن أن تقدمي مادة مختلفة، أي أن تلقي مادة مختلفة وتقومي بتسجيلها ويكون تصورك أيضاً وخيالك أنك تخاطبين مجموعة أكبر من هذه المرة، وهنالك شخصيات مهمة وكبيرة في هذا التجمع.

مثل هذا التعرض في الخيال أو ما نسميه التحسين التدريجي في الخيال، مفيد جداً إذا طبق بصورة صحيحة.

نصيحتي الأخرى هي أن تبدئي دائماً ببسم الله الرحمن الرحيم، ضعيها دائماً في بالك وفي خاطرك، اقرئي صورة الفاتحة، اسألي الله تعالى أن يفتح عليك، وأن ييسرك أمرك وأن يحل العقدة من لسانك.

هذه كلها -إن شاء الله تعالى- تكون فواتح خير عليك، وأنا على ثقة كاملة أنك سوف تؤدين أداءً ممتازاً، وكل ما تتصورينه من تلعثم ورعشة هذه أعراض مضخمة ومجسمة لديك، ليس كلها حقيقاً أبداً.

في بداية الأمر إذا أحس الإنسان بنوع من القلق هذا مطلوب، والإنسان لا يستطيع أن يؤدي أداءً ممتازاً ويكون يقظاً ومنتبهاً إلا إذا حس بشيء من القلق والقلق يزيد من مسئولية الإنسان، وبعد ذلك يبدأ هذا القلق في التلاشي والانحسار وتحسي -إن شاء الله- بتواؤم كامل مع الموقف.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.