أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل كل ما نحياه قضاء وقدر؟ ما حقيقة القضاء والقدر؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أرغب في شرح بسيط وواضح عن القضاء والقدر، لأني قرأتُ الكثير، ولكن لم أحصل على فهم واضح، وهل كل ما نعيشه هو قضاء وقدر؟ أم أننا نستطيع التحكم في مستقبلنا؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك - أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به .

وبخصوص ما سألتِ عنه - أيتها الفاضلة - فإن أهل العلم قد تحدثوا في الفروق بين القضاء والقدر على وجوه كثيرة ذكرها ابن القيم - رحمه الله - وفصل فيها كثيرًا، والخلاصة أنْ بَيَّنه: القضاء والقدر عموم وخصوص، وبينهما تمايز كذلك.

فالقضاء فهو: إتقان الأمر وإحكامه وإنفاذه، وكل ما أحكم فقد قضي، والعرب تقول: (قضيتُ هذه الدار) أي: أحكمتُ عملها. والقدر يعود في معناه إلى التقدير، وهو يتضمّن علم الله تعالى بما يكون من مخلوقاته قبل وجودها علماً مفصّلاً.

وهو مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، كما قال صلى الله عليه وسلم: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة )[رواه مسلم]. يقول الإمام ابن القيّم: " والقدر عند أهل السنة والجماعة: قدرة الله تعالى وعلمه ومشيئته وخلقه، فلا يتحرك ذرة فما فوقها إلا بمشيئته وعلمه وقدرته ".

وعليه فالقدر بمنزلة إعداد المكيال والميزان، والقضاء بمنزلة القيام بالوزن، وهذا كما قال أبو عبيدة لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما أراد الفرار من الطاعون بالشام: أتفرّ من القضاء؟ قال: (أفرّ من قضاء الله إلى قدر الله) تنبيهاً على أن القدر ما لم يكن قضاءً فمرجوٌ أن يدفعه الله، فإذا قُضي فلا مُدفع له.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنا وعنك الشر، والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد تفسيرا لكل ما يحدث لنا! 1478 الأحد 14-06-2020 05:54 صـ
هل كل شيء يحدث له غاية؟ 6250 الاثنين 30-03-2020 06:05 صـ
ما الذي يجعلني أتبع الدين بدون قيود؟ 2497 الثلاثاء 24-03-2020 05:50 صـ
كيف أتقبل فشلي في اختبار القرآن؟ 5286 الأحد 22-12-2019 12:29 صـ
كيف أجمع بين الرضا والدعاء؟ 4719 الثلاثاء 09-04-2019 07:03 صـ