أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من الحزن الدائم والحساسية المفرطة لأقل الأسباب، فما توجيهكم؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

لست أدري من أين أبدأ، المشكلة أني دائماً حزينة، أو بالأحرى سريعة الحزن وليس من السهل أبدأ إسعادي، وإذا حدث شيء ليسعدني فسرعان ما تختفي حلاوته، سريعة الغضب، ولكن أكتم بداخلي وأشعر وكأني أحترق، عصبية المزاج، سريعة التوتر، حساسة بشكل لا يصدقه عقل، أحب من أحبه كثيراً وأتفانى في حبهم بصدق وإخلاص، وإذا حدث أي شيء ولو بسيط بدون قصد منهم تجاهي فأنا أتألم كثيراً وأبكي بحرقة!

مشكلتي الكبيرة مع زوجي! فزوجي إنسان هادئ الطباع، ولكن هدؤه يقتلني، هو هادئ مع كل الناس ولكن معي عصبي، ويفعل أشياء كثيراً ما تحزني وتؤلمني، فهو يملك سلبية وعدم إيجابية وأنا عكسه تماماً، وكثيراً ما أندم علي أني تزوجته يوماً ما – طبعاً الحمد لله هذا قدري -.

إذا آلمني فهو حتى لا يشعر بما أنا فيه ولا يدرك أين خطأوه، هو دائماً لا يريد حل المشاكل ويريد إذا تصالحنا أن ينتهي الموضوع ولا نتناقش في الخطأ حتى لا يتكرر وتكون النتيجة أن الخطأ يتكرر، وأنا أتعب نفسياً جداً وكثيرة هي الأشياء التي لا أطيقها وأضيق منها ذرعاً، ولكن أكتم بداخلي حتى لا أغضب من حولي والنتيجة أن مرض نفسيتي أحدث لي مشاكل جسمانية، وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟

أما الشيء الذي يؤلمني في المرتبة الثانية هم أهلي، أحبهم كثيراِ وأتفانى في إسعادهم فأنا لي مالي الخاص ولدي ولد واحد عمره 3 سنوات، مستعدة أن أنفق كل ما لدي وأعطيه لأمي وأبي وأبخل به علي نفسي كي يكونوا راضيين، ودائماً أسأل عنهم وعن أولادهم ولو غبت عنهم لا يسألون علي، لكن على النقيض فأختي لا تبرهم ولا تسأل عنهم وهم يسألون عنها باستمرار، أحزن كثيراً لأني أشعر أني أستعطفهم وأني إذا غبت لن يسألوا عني، فلذلك لا أدع لنفسي مجالاً وأتصل أنا بهم، وأشياء ثانية كثيرة منهم تؤلمني، أيضاً وهم لا يشعرون وخاصة أبي يأخذ مني كثيراً وإذا احتجت أي شيء من الممكن أن يقول لي لا أملك ويبخل به علي ولا يريد أن يبذل أقل الجهود في سبيل إسعادي إلا قليلاً.

أريد أن أحيا حياة هادئة لأن دمائي دائماً تغلي ودائما حزينة وقلقة ومتوترة، وجزاكم الله خير، وسامحوني على الإطالة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مشاعرك السلبية يطغى عليها الحزن، وشعورك بعدم التوافق مع من تُحبين من زوجٍ وأبٍ وأفراد أسرة، هذا كله ناتج من اكتئاب، فما تعانين منه حقيقة هو إفراز طبيعي جدًّا للاكتئاب النفسي، ويظهر أن شخصيتك أيضًا تحمل سمات وصفات القلق والتوتر، وهذا يجعلك ضعيفة التحمل لأي أمر لا يروق لك خاصة من الناحية الاجتماعية والأسرية والزوجية.

فأنا أنصحك بأن تُقدمي على علاج هذا الاكتئاب. إذا قابلت طبيب نفسي هذا هو المطلوب وهذا هو الأفضل وهذا هو الأصح، والعلاجات النفسية الآن فعالة وسليمة جدًّا، والاكتئاب النفسي من هذا النوع يمكن اقتلاعه بسهولة جدًّا. الأدوية كثيرة وهي الحمد لله تعالى متوفرة في اليمن، فإن تمكنت من الذهاب إلى الطبيب فهذا هو الأفضل والأحسن، وإن لم تتمكني هنالك دواء جيد وبسيط وسليم يسمى تجاريًا باسم (بروزاك) ويسمى عليمًا باسم (فلوكستين) يمكنك أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم - وقوة الكبسولة عشرين مليجرام – تناوليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها كبسولتين يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول هذا الدواء.

إذن الحلول موجودة فيما يخص العلاج الدوائي، إما أن تقابلي الطبيب النفسي – وهذا هو الأفضل – أو إذا كان ذلك ليس ممكنًا لعدم تواجد طبيب أو لبعد مسافة أو شيء من هذا القبيل، فيمكنك أن تتحصلي على هذا الدواء، وهو لا يتطلب وصفة طبية.

الأمر الآخر: لا تدعي الأفكار السلبية تسطير عليك، حاولي أن ترفضيها، وأن تقاوميها، أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، لديك الزوج، لديك الذرية، لديك الأسرة الكريمة، فلماذا تتركي لهذه الآثار والأفكار السلبية تسطير عليك، لا بد أن ترفضيها، لا بد أن تستبدليها بفكر مخالف، وأنت الحمد لله تعالى ربة منزل وطالبة، وهذا دليل قاطع على مقدراتك الجيدة واستشعارك بأهمية العلم، وإدارة حياتك الزوجية.

أنصحك أيضًا في موضوع التعامل مع الزوج أن تكوني طيبة ورقيقة ولطيفة، وأن تتجنبي التصادم معه بقدر المستطاع، وأن تتحيني اللحظات الجميلة التي يكون فيها مزاجه مستريحًا لتناقشي معه الأمور الأسرية والمنزلية والأمور الجادة، هذا فيه خير كبير، ويؤدي إلى التوافق الأسري.

هذه هي وسائل إزالة الاكتئاب، وإن شاء الله تعالى تفرحي، وينشرح صدرك، ويزيل الحزن عنك، ولا شك أن تقوى الله مهمة، والإنسان لا بد أن يلتزم بعباداته، وعليك بتلاوة القرآن والدعاء، فهي بالفعل مطمئنة للقلوب، وهي طريق للإسعاد والسعادة - إن شاء الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ 1032 الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! 807 الأحد 09-08-2020 05:09 صـ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1332 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ 1539 الأحد 19-07-2020 03:02 صـ
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. 5015 الخميس 16-07-2020 05:51 صـ