أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشعر بتوتر شديد، وضعف عام لعدم نومي ليلا.. فما العلاج؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا سيدة متزوجة، عمري 26 سنة، أعاني من أرق شديد حتى قبل الزواج، ولا أستطيع النوم طوال الليل، وأحياناً حتى الساعة 10 صباحاً، أحاول كثيراً شرب الأعشاب المهدئة والحليب، ولكن دون جدوى، وأتناول أحياناً أقراص (بانادول نايت) المنومة، ولكن لا تأتي بتأثير معي في بعض الأحيان، وإن ساعدتني على النوم يكون بعد تناولها بساعتين، مع أن المفروض مفعولها خلال ربع ساعة.

أشعر بتوتر شديد وضعف عام، لعدم نومي ليلاً، مع أنني عندما أنام لساعات جيدة لا باس بها، ولكن دائماً في النهار، وأنا لا أعمل، ومغتربة بالسعودية مع زوجي، وأيضاً إذا نمت عرضاً عدد ساعات أقل لا يساعدني في النوم مبكرًا في اليوم التالي، وإذا نمت ساعتين أو ثلاث ليلا نتيجة المنوم واستيقظت لأي سبب أو لصلاة الفجر، لا أستطيع النوم ثانية، وأظل مستيقظة لمدة 3 أو 4 ساعات، فماذا أفعل؟ وهل تناول (البانادول نايت) بكثرة فيه ضرر علي؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فحسب ما ورد في وصفك أرى أن اضطراب النوم هو ناتج من عدم انتظام الساعة البيولوجية لديك، وأنت في المحيط الطبي وتعرفين أن النوم له مراحل، وله درجات، والنوم يعتمد في تنظيمه على إفرازات كيميائية وتغيرات فسيولوجية وومضات كهربائية داخل الدماغ، والساعة البيولوجية إذا لم تكن منضبطة ومتناسقة ومتزنة هذا يؤدي إلى اضطراب النوم، وكثيرًا ما نخل بنومنا من خلال عادات نكتسبها، وهذه العادات بالطبع ليست صحيحة، ويأتي على رأسها النوم أثناء النهار لصغار السن، هذا نوم غير صحي وغير مطلوب، وهو نوم يفقد الإنسان النوم الطبيعي وهو النوم الليلي.

فالذي أرجوه منك هو أن تعتبري اضطراب نومك ناتج من خلال عادات مكتسبة، والعادة المكتسبة يمكن أن تُفقد من خلال التعلم المضاد، وأقصد بذلك أن تجبري نفسك – وأركز على كلمة تُجبري – بأن لا تنامي نهارًا مطلقًا،.

أنا أقدر تمامًا بعد أن يذهب زوجك إلى العمل، قد يكون ليس هنالك الكثير الذي يمكن أن يقوم به الإنسان في البيت، فيكون النوم هو البديل، أو هو الحل الأسهل لقضاء الوقت، لا، هذا منهج خاطئ جدًّا، فابتعدي تمامًا عن النوم النهاري، والقيلولة الشرعية ليست أكثر من نصف ساعة أو خمس وأربعين دقيقة.

ثانيًا: يجب أن تثبتي وقت النوم ليلاً، يجب أن تذهبي إلى الفراش في ساعة معلومة، ودعي النوم يبحث عنك ولا تبحثي عنه، وذلك من خلال الاسترخاء، التفكير في أشياء طيبة وجميلة، الحرص على أذكار النوم، أن يكون المحيط حولك خالياً من الضوضاء، التلفزيون في غرف النوم عادة ليست طيبة، الوضوء، صلاة ركعتين قبل النوم، هذه كلها محفزات إيجابية جدًّا لترتيب الساعة البيولوجية، وأمر آخر مهم جدّاً وهو: تجنب تناول الكافيين، هذا له علاقة مهمة جدًّا في اضطراب النوم لدى الكثير جدًّا من الناس.

أنت أيضًا مطالبة بالتدرب على تمارين الاسترخاء، ممارسة التمارين الرياضية في مثل عمرك من أفضل محسنات النوم، فاجعلي لنفسك نصيبًا من هذا.

بقي بعد ذلك أن أقول لك: إذا كنت بالفعل تشعرين بقلق شديد وتوتر، فأعتقد أن أحد الأدوية البسيطة مثل التربتزول، والذي يعرف علميًا باسم (إمبرامين) كما تعلمين، سيكون علاجًا طيبًا وجيدًا، وهو دواء سليم جدًّا، قد يسبب لك آثارًا بسيطة مثل الشعور بالجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، تناوليه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً ساعتين قبل النوم، ويجب أن لا تتناوليه في وقت متأخر، وذلك حتى لا يُشعرك بالإجهاد في الصباح، ويمكن أن تستمري على هذا الدواء لمدة شهرين مثلاً، بعد ذلك لا مانع من تناوله عند اللزوم بمعدل حبتين إلى ثلاث في الأسبوع.

عقار أو مستحضر (مليتونين) أيضًا سيكون مفيدًا في حالتك، لأنه يساعد تمامًا في تنظيم الساعة البيولوجية للإنسان.

أرجو أن لا تكثري من (بنادول نايت) فهنالك الآن محاذير كثيرة حول تناول البرسيتمول والمكونات الأخرى لبنادول نايت، وبعد فترة من الزمن سوف يفقد فعاليته، وفي ذات الوقت ربما يحدث نوعا من التعود.

أرجو أن ترجعي إلى كتاب الإمام النووي، وتقرئي باب علاج الأرق، وأن تكثري من الأذكار والأدعية التي تساعد على زوال الأرق.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أخاف من الإصابة بالأمراض وهذا الأمر أتعبني فهل من نصيحة؟ 2187 الاثنين 20-07-2020 03:27 صـ
مشكلتي الضحك ثم البكاء مباشرة، فهل هو مرض نفسي؟ 741 الأحد 28-06-2020 03:21 مـ
أعاني من ارتجاف وتوتر، فهل هذا مرض نفسي خطير؟ 1039 الأحد 28-06-2020 03:17 مـ
أعاني من قوة ضربات القلب لدرجة سماعها، فما علاج ذلك؟ 1057 الأحد 28-06-2020 09:34 مـ
كيف أتخلص من ضغوط الحياة ومنغصاتها النفسية؟ 1586 الأحد 07-06-2020 01:35 صـ