وقفات مع فصل الصيف (5-5) - محمد بن إبراهيم النعيم
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
أما العازل الثالث: فهو الجهاد في سبيل الله بالمال. فقد روى سهل بن حنيف عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " «من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غارما في عسرته أو مكاتبا في رقبته، أظله الله يوم لا ظل إلا ظله» " [رواه أحمد والحاكم] .
العازل الرابع: التحاب في الله -عز وجل- وليس لأجل مصلحة دنيوية.
فقد روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " «يقول الله تعالى يوم القيامة : أين المتحابون لجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» " [رواه الإمام مسلم وأحمد.]
وروى معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " «المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله» .
[ رواه أحمد والطبراني] .
العازل الخامس: الصدقة على الفقراء والمحتاجين.
فقد روى عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ا «لرجل في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس» " [رواه الإمام أحمد وابن خزيمة] .
وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم " «كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس» ".
فحري بكل مسلم أن يكثر من الصدقات؛ ليستظل بها في يوم شديد كُرَبه، ويغرق فيه الناسُ في عرقهم، عياذا بالله من ذلك المآل.
أما العازل السادس: حكم الرعية بالعدل.
والعازل السابع: تنشئة الشاب على طاعة الله.
والعازل الثامن: تعلق القلب ببيوت الله.
والعازل التاسع: تجنب دواعي الزنا الذي تبثه معظم وسائل الإعلام ليل نهار.
والعازل العاشر: البكاء عند ذكر الله -عز وجل-.
والعازل الحادي عشر: إخلاص العمل لله وخشيته.
ويجمع هذه الأعمال الجليلة حديث واحد رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » " [رواه البخاري ومسلم] .
إنها لأعمال جليلة يستحق كل عمل منها وقفة بل وقفات.
فحري بك -أخي الكريم- يا من تتأذى من حر شمس الدنيا وتحرص على عدم التعرض للهبها المحرق وتوصي أبناءك وذويك بذلك؛ أن تحرص كل الحرص على أن تقي نفسك وأهلك حر هذه الشمس يوم القيامة .
قال أبو موسى الأشعري : الشمس فوق رؤوس الناس يوم القيامة، وأعمالهم تظللهم وتصحبهم.
هذه بعض الأعمال التي تظلل صاحبها وتعزله من حر شمس يوم القيامة، فالأمر جِدُ خطير، ولا وقت للمسلم ليضيعه فيما لا ينفع { {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * ألَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ } }.
أسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويبصرنا بعيوبنا، وأن يوفقنا لصالح القول والعمل ويجنبنا الزلل....
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.