أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : وسواس النوم وكثرة التفكير في النوم بشكل مستمر؟ فما نصيحتكم؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير على هذا الموقع

سأحكي مشكلتي باختصار، بداية المشكلة عندما كنت في السابعة من العمر، بدأت أفكر كيف أنام؟ وكيف يأتي النوم للإنسان؟ أسئلة كثيرة عن النوم كانت تدور بعقلي، وكنت لا أستطيع النوم إلا بتعب كثير، كانت أمي حين ذلك الأمر لا تبال بي.

ذهبت الأسئلة عن مخيلتي، وعشت حياة طبيعيه، وقبل سنتين تقريبا رجعت تلك الأسئلة بشكل مغاير كيف ينام الإنسان، وكيف أنام، وإذا لم أنام ماذا يحدث الموت، أو الجنون أو أشياء أخرى بدأت أخاف من النوم أخاف من الليل، وإذا جئت أنام، أنام بعد ساعات طويلة، وإذا استيقظت من النوم مجرد ما أفتح عيني تأتيني أسئلة يا ترى، هل ستنام الليلة القادمة؟ وكيف ستنام؟

وبعد المعاناة ذهبت إلى المستشفيات والعيادات للفحوصات ـ والحمد لله ـ قالو إني بصحة وعافية، حتى وصلت إلى عيادة الطب النفسي حينها ذكر لي الدكتور أن مشكلتي هي القلق العام، ونصحني بعلاج (السبراليكس) لمدة ثلاث أشهر، وسوف تذهب الحالة أكلت أول حبة أحسست بأني مكبل بحبال!

لم يعجبني العلاج تركت العلاج، وبعد فترة جاءتني حالة ما يسمى بالهرع والخوف، لأني وقتها لم أنم منذ 48 ساعة حتى ذهبت إلى عيادة أخرى، ووصف لي الدكتور علاج (السبراليكس) لمدة أربعة أشهر، وعلاج آخر ما يسمى (بالبريمون) ليلا بمقدار ربع حبة لمدة أسبوع، ومن ثم أقطع العلاج وأبقى على (السبراليكس).

واستخدمت العلاج وارتحت كثيرا مع (البريمون) وبعد ثلاثة أيام قطعت العلاج نهائيا، ووعدت نفسي، وعزمت بأني لن أتناول أي علاج وأي شيء وسأستعد لأي شيء، وبعد بضعة أشهر، لم أستطع النوم أصبت بأرق أتعبني كثيرا، ذهبت لعيادة نفسية أخرى، وقال لي الطبيب إن تشخيص حالتك الصحيح هو وسواس مصحوب بقلق، وعندك خيارين للعلاج إما علاج دوائي، تستخدمه لمدة ثمانية أشهر أو علاج سلوكي، وافقت على العلاج السلوكي، وخضعت لأكثر من ثلاث جلسات أحسست أنها أزاحت 50 بالمائة من الخوف والوسواس في النوم.

بعدها بأشهر جاءتني تلك الحالة ذهبت لعيادة أخرى، ووصف لي الدكتور علاج (الفلوزاك) لمدة أربعة أشهر، ووعدني بأن هذا العلاج قاتل للوسواس والخوف والقلق، وأنه بعد أربعة أشهر سوف يذهب كل شيء استخدمت (الفلوزاك) وأحسست براحة وطمأنينة، ومن ثاني يوم تركت العلاج الآن لي تقريبا سنة لم أتناول أي دواء.

الحالة هذه تأتي بشكل متقطع، وأحيانا بشكل يومي، وأحيانا مرة كل شهر، وصراحة أتعب لكني أتحمل، والمشكلة الأكبر بدأت أنعزل تدريجيا عن الناس.

وهذه ليست عادتي، ما هي نصيحتكم جزاكم الله كل خير، وأتمنى أني لم أطل في الشرح.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ متعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد تفهمتُ محتوى رسالتك تمامًا، وأتفق معك أنه لديك وساوس المخاوف من النوم، وهذا النوع من الوسوسة موجود لدى بعض الناس، وهو بالطبع حالة قلقية وليس أكثر من ذلك.

العلاج السلوكي يعتبر مفيدًا جدًّا في مثل هذه الحالات، وأهم خاصية في العلاج السلوكي هو أنه يزيد من قناعات الإنسان على أن أفكاره الوسواسية المستحوذة ليست صحيحة.

العلاج السلوكي يقوم أولاً على مبدأ: أن تتفهم خطوات النوم ومراحل النوم وفسيولوجيا النوم، وهذا يتطلب أن يقوم بشرحه لك أحد الأطباء، خاصة المختصين في علوم النوم واضطراباته، ويمكنك في ذات الوقت إن لم يتيسر لك الذهاب إلى مختص أن تطلع من خلال الكتب المتوفرة في المكتبات والتي تتحدث عن النوم، وهنالك مواضيع كثيرة جدًّا يمكن الوصول إليها عن طريق البحث في (جوجل).

فامتلاكك للحقائق العلمية حول النوم سوف يبني لك قاعدة جوهرية ومهمة جدًّا، لا أقول أن ذلك سوف يزيل وساوسك من أول وهلة، لكنه سيوف يكون أساسًا لأن تكون هذه الوساوس أكثر هشاشة، وبعد ذلك تحقرها وترفضها رفضًا قاطعًا وتستبدلها بفكر مخالف، وهو أن النوم نعمة من نعم الله تعالى علينا، وأن كل مخلوقات الله تنام، وهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمركبات فسيولوجية وكيميائية وومضات كهربائية، كما أن حالة الإنسان النفسية تلعب دورًا في دورة النوم.

هذا التصور الإيجابي يهز من هذه الوساوس، وبصفة عامة الوساوس دائمًا تعالج من خلال التحقير، ومن خلال التجاهل وصرف الانتباه عنها واستبدالها بأمر آخر وفعل آخر. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: موضوع أن هذه النوبات الوسواسية تنتابك من وقت لآخر، فهذا من طبيعة الوساوس، الوساوس قد تأتي في موجات ترتفع وتنخفض، قد تنقطع ثم تأتي مرة أخرى، وتعتبر الحالة المزاجية، ومستوى القلق، والضغوط النفسية من المؤثرات السببية الرئيسية التي قد تؤدي إلى نوبات الوسواس. فحاول أن تكون دائمًا في حالة انبساطية، مارس الرياضة، طبق تمارين الاسترخاء باستمرارية، فهي فيها خير كثير جدًّا، ولتتحصل على كيفية ممارسة هذه التمارين أرجو أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي تساعدك على هذا.

أريدك أيضًا أن تكون حريصًا جدًّا على أذكار النوم، تأمل في هذه الأذكار، وعليك أيضًا أن تقرأ تفسير آية الزمر { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} تأمل في هذا السياق القرآني العظيم، وتفهمه، وذلك بعد أن ترجع إلى الشروحات المعتبرة والتي كتبها فقهاء الإسلام.

إذن الحالة مفهومة وهي قلقية وسواسية وليس أكثر من ذلك، ويعرف أنها لن تستمر كثيرًا إن شاء الله تعالى. أما التذبذب فهو من طبيعتها، وهذا لا يعني أنها لن تنقطع، سوف تنقطع إن شاء الله تعالى يومًا ما.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أفضل عقار أنفرانيل في مثل هذه الحالات، لأن الأنفرانيل له ميزة أنه يحسن النوم ومضاد للوساوس والقلق في ذات الوقت، فأرجو أن تبدأ في تناول الأنفرانيل بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، تناولها لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من قلق وعدم نوم. 3220 الثلاثاء 21-07-2020 06:14 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2134 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أعاني من أرق شديد وصعوبة في النوم. 2681 الاثنين 06-07-2020 09:21 مـ
اضطراب النوم يجعلني عصبية ولا أحتمل تربية بناتي 1208 الاثنين 29-06-2020 04:19 صـ
أعاني من اضطراب النوم وكثرة الأحلام المتعبة 1102 الاثنين 13-07-2020 01:56 صـ