أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : عملي في المطبخ منعني من الرد على زوجي فأصبح يظن بي سوء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي مع زوجي كالتالي أفيدوني -جزاكم الله خيرا- إلى طريق الصواب.
أنا متزوجة منذ سنتين وثمان شهور ورزقني الله ولدا، مشكلتي تكمن مع زوجي في بداية الأمر هو رجل صامت كثيرا لا يتكلم معي كثيرا في نفس الوقت يتكلم مع غيري من الناس, سواء كانوا أقارب أو أصدقاء والجميع يعلق عليه بأنه اجتماعي وكلامه كثير, أما معي في داخل المنزل فأنا محرومة معه من هذا الشيء.
منذ أسبوع مضى أصبح يشك فيّ وأن لي علاقة خارجية والله والله أني بريئة من هذا الاتهام والقذف, وأصبح يهددني بالطلاق إن لم أعترف, وأنا لم أفعل شيئا ولا يريد أن يعطيني فرصة لكي أناقشه في السبب الذي ذكره, وهو أنه أتصل بي ولم أرد عليه وكنت مشغولة في المطبخ, وعندما انتهيت لم ألقي اهتماما إلى المكالمة وقلت إن أراد شيئا مهما سوف يتصل مرة أخرى, وذهبت أكمل تجهيز أشيائي الخاصة بحيث إذا أتى من العمل يجدني في أحسن هندام.
المهم حين أتى مغضبا قال من كان معك؟ ولمَ أنت متزينة؟ من كان معك في البيت؟
انصدمت من حديثه! ومنذ ذاك الوقت وأنا نفسيتي مدمرة, ولم أخبر أهلي بحكم أنها أسرار زوجية, وهذا اتفاقنا قبل الزواج مهما حصل يكون بيننا, والله زوجي أصبح مختلفا بالكلية وحتى الكلام السابق لم يعد يطيقه, وعندما أذكِّره يقول أنا كذا ولن أتغير وأنت ما ترغبينه سوف أفعله وسوف تكون حياتي هكذا صمت, وإذا رغبت في الانفصال سوف أطلقك، وعندما سألته ألا تريد حياتنا أن تستمر يقول نعم، إحساسي أنه صادق في كلامه لا يرغب إكمال حياته معي أنا وطفلتي، يجرحني ويوبخني كثيرا, أبكي كثيرا وأتحمل أي شيء لأجل أن تستمر الحياة ولكن لا فائدة.
أرشدوني إلى طريق الصواب وجزاكم الله خيرا.
أختكم / أم عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عثمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته والعلا أن يصلح لك زوجك وأن يصلح ما بينكما وأن يصرف عنه هذه الحدة وتلك التصرفات الغير مقبولة, كما نسأله تبارك وتعالى أن يربط على قلبك وأن يرزقك الصبر والثبات وأن يستر عرضك وأن يغفر ذنبك وأن يتجاوز عن سيئاتك وأن يعنيك على إعانة زوجك على التخلص من تلك السلبيات المدمرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة الذي أنصح به أولاً:
ألا تعترفي بشيء لم تفعلينه؛ لأنك بذلك تكوني قد ألحقت العار بنفسك وبأهله وظلمت نفسك وأهلك ظلماً كبيراً، وقطعاً هو لن يسكت عنك بحال من الأحوال، ما دمت لم تفعلي شيئاً يغضب الله تعالى فإياك ثم إياك أن تقولي بأني فعلت ترضية له حتى إن كان في طلاقك، وكونك تطلقين وأنت حرة عفيفة لم تعترفي بشيء مما لا يرضي الله تعالى ومما لم يحدث أفضل لك ألف مرة من أن تظلي مع رجل يذلك ليلاً ونهارا - خاصة أن هذه الشخصية التي أشرت إليها في رسالتك من الشخصيات التي لا تراعي مثل هذه الأمور - وأنه يريد فقط حجة لأن يتخلص منك.
ومن هنا فإني أرى بارك الله فيك ما دمت تعلمين بأنك بريئة ولم تفعلي شيئاً يغضب الله سبحانه فلا ينبغي لك بحال من الأحوال أن تعترفي لترضيه أو لإصلاح الأمور أو المحافظة على الأسرة فهذا وهم ولا أساس له من الصحة.
أما فيما يتعلق بهذه الطريقة التي يتعامل معك بها خاصة أنكما قد اتفقتما على أن لا تخبرا أحدا بأسرار الحياة الزوجية مهما حدث بينكما فأرى بارك الله فيك أن تقولي له بأننا قد اتفقنا على ذلك ولكني مضطرة الآن أن أدخل أحدا؛ لأني أرى أن الحياة بيننا أصبحت صعبة وأن التفاهم بيننا أصبح معدوماً، ومن هنا فليس أمامك خيار, إما أن تفتح صدرك لي وأن تستمع إلي وأن تتواصل معي كما تتواصل مع الناس خارج البيت, وإما أن أدخل أحدا في حياتنا ليس لإفشاء الأسرار أو لكي يشمت فينا وإنما ليساعدنا في حل مشكلتنا.
أنا وأنت الآن نعاني من مشكلة عدم التواصل، ليس بيننا التواصل الكافي بل ولا التواصل الذي ينبغي أن يكون ما بين الرجل وأهله، وأرى أن الحياة بيننا كئيبة وحزينة وأرى أنك ليست سعيداً وأرى أني لست سعيدة، فنحن نحتاج إلى من يساعدنا على أن نتخلص من تلك السلبيات وأن نواصل رحلتنا مع بعضنا البعض حتى نصل إلى بر الأمن.
هذه يا أختي الكريمة هو الحل الذي ينبغي أن يكون كونك بارك الله فيك قد اتفقتي معه على هذا الشيء, ولكن أنتما الآن تعانيان من مشكلة عظيمة وليست لديكم القدرة على علاجها، وسوف يتفاقم الأمر لأنه الآن يصر على ملازمة الصمت بهذه الكيفية القاتلة ويصر على أن تعترفي له مثلاً بأنك قد فعلت شيئا لا يرضي الله تعالى, ويتعامل معك بهذه السلبية التي سوف تدفعك يقينا -ولا بد- إلى التفكير في ترك هذه الحياة الزوجية، نعم أنا أثمن لك وأثني عليك في حرصك على عدم الطلاق وعلى عدم قطع عرى الحياة الزوجية أو التفكير في الانفصال، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن فيك خيراً وأن عقلك عقل راجح -بارك الله فيك وثبتك على الحق-
ولكن أختي الكريمة مع شدة الضغط قد يطلب الإنسان الموت، وذلك قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فالضغط الشديد يؤدي إلى الانفجار، وزوجك لعله يضغط بهذه الكيفية وهو لا يدري ماذا يصنع, وهو رجل قد يكون فيه خير ولكنه يجهل مثل هذه الضغوطات التي قد تسبب الانفجار, وإذا كان هو يهدد بالطلاق فقد تطلبينه أنت نتيجة هذه المعاملة السيئة في يوم من الأيام.
إذن بارك الله فيك أصري على أن يتدخل بينكما أحد وحتى وإن هددك بالطلاق وحتى وإن قدر الله تعالى ألقى عليك يمين الطلاق, أختي الكريمة إن الطلاق لم يشرعه الله تعالى عبثا ولا سنّه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه المشكلة وإنما جعل الله فيه رحمة؛ لأن الحياة قد تستحيل فعلا في داخل بعض الأسر وهذا خير من القتل وأخف من القتل وأخف أيضا من هتك العرض المحرم, وأخف أيضا من المحاكم التي لا تنتهي مساءتها ولا تتوقف مشاكل الناس فيها, وأخف من الكفر والعياذ بالله تعالى وأخف من الخيانة والمعصية, فلماذا نخاف من كلمة الطلاق إذا كانت هي الحل.
الله تبارك وتعالى لم يشرعه إلا لعلمه سبحانه وتعالى أنه قد يكون أنجع وأمثل الحلول في وقت ما من الأوقات، أرى بارك الله فيك أن لا تخافي من قضية الطلاق بهذا الحد الكبير وإنما عليك أن تتكلمي مع زوجك كلاما منطقيا هادئا, بمعنى أن تصلي ركعتين وأن تستعيني بالله تعالى وأن تكثري من الدعاء أن يشرح الله صدر زوجك لقبول كلامك ثم تحددي موعداً معينا, يا أبا فلان أنا أريد أن نتكلم معا من فضلك، وإذا قال ليس عندي وقت للكلام أو رفض قولي له أسمح لي أن أترك البيت وأن أذهب إلى أهلي، وهذا من باب التهديد، أختي -أم عثمان- بعض الناس يرى بما أن الزوجة مقبلة عليه وحريصة على الحياة الزوجية ولا تريد أن يطلقها يظن أنها ضعيفة, ويظن أنه ليس لها وزن وأنها ليس لها قيمة فيستذلها أكثر وأكثر.
بعض الناس يفهم هذه الأخلاق على أنها قيمة وعلى أنها مبادئ وعلى أنها حرص على الحياة الزوجية, وعلى أنها احترام لكن بعضهم يظن أن هذا ضعفا وهوانا واستصغارا، ولذلك -بارك الله فيك- قولي له نحن نريد جلسة أنا وأنت نتكلم فيها, واسمح لي أن أتكلم فيها بكل حرية وما دمت صادقة وجادة وبريئة أختي خذي معك القرآن الكريم وقولي هذا كتاب الله وأنا أضع يدي عليه وأقسم بالله تعالى أن ما تفكر فيه لا أساس له من الصحة, وأني لم أفعل شيئا يغضب الله تعالى, هذا هو الذي لك عندي ولكن ليس لك عندي إلا اليمين وإن كان هذا أمرا زائدا عن حقك ولكن أفعله ترضياً لك حتى يطمئن قلبك.
الأمر الثاني عدم تواصلك هذا أنا لا أطيقه ولا أتحمله وهذه الكيفية أنا أرى أننا نقتل أنفسنا وأننا نقضي على حياتنا فإما أن نكون كخلق الله تعالى وأن تكون معي كما تكون مع الناس خارج البيت, وإما اسمح لي بأني سوف أترك لك البيت وأفعل ما يحلوا لك.
بارك الله فيك هذا كلام أرى أنه سوف يكون مناسباً، وأسأل الله أن يشرح صدرك للخير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أراقب نظرات زوجتي عندما نكون في الطريق، فهل أنا على صواب؟ | 6568 | الثلاثاء 07-01-2020 03:29 صـ |
ماضي وعصبية زوجتي تعكر صفو حياتي، فما العمل؟ | 2627 | الثلاثاء 24-09-2019 03:39 صـ |