أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف الشديد من الموت أرهقني وأثر على حياتي، فما الحل؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم.

أنا فتاة مخطوبة، عمري 21سنة، منذ حوالي عدة أشهر مررت بمشاكل عائلية ومشاكل مع خطيبي، وكنت دائمة البكاء، ولكن شعرت فجأة بألم في بطني، وبدأت أشعر باختناق في الحنجرة، فذهبت إلى الطبيب فقال لي أني أعاني بزيادة عصارة المعدة، وارتجاع في المريء ولم أتحسن على العلاج، وبعدها بعدة أيام بدأ لدي إحساس بأنني سوف أموت، وبدأت تراودني أحلام مزعجة، وبعدها بدأت حالتي النفسية في تدهور، حتى أنني لم أستطع أن أنام، وحتى انعدمت شهيتي للأكل، ثم ذهبت لدكتور نفساني، وقال لي أن عندي اكتئاب، ووصف لي دواءً مضاداً للاكتئاب ومهدئاً، ولكني لم أستمر على العلاج لأني لم أتحمل الأعراض الجانبية.

وبعدها ذهبت لشيخ وقال لي أنني مسحورة، ولم أهتم بكلامه، ومع أن الأعراض التي كنت أشعر بها اختفت، ولكن ما زال خوفي من الموت يراودني في كل مكان وزمان، وبدأت أربط كل شيء في حياتي بالموت، من فرح وحزن حتى الأحلام أصبحت أحلم بأحلام مزعجة ومخيفة، ولم أعد أستطع أن أعيش حياتي، فبمجرد أن تأتيني هذه الحالة أشعر بدوار وعرق ورفرفة في القلب، حتى أنني في إحدى المرات ذهبت إلى المستشفى بسبب تلك الحالة.

مع العلم أنني أصلى وأقرأ القرآن، وحتى الصلاة وقراءة القرآن أجد أنني عندما أقرأ القرآن أشعر بخوف شديد، وفي بعض الأحيان أترك القراءة من شدة الخوف، وبدأت أتشاءم من أي حاجه، ودائما أستيقظ من النوم مكتئبة ومخنوقة خوفاً من الأحلام، وحتى لو لم أحلم حلماً مزعجاً يأتيني شيء يوسوس لي بأني قد أكون حلمت بحلم معناه أنني سأموت لكني نسيت الحلم، وأرهق نفسي في التفكير حتى أتذكر الحلم، مع أني أكون غير متذكرة للحلم أصلا، وذلك لكثرة ما قرأت عن تفسير الأحلام، وبدأت أفكر فيها، وأخاف من الموت بطريقة رهيبة وغير طبيعية.

أرجو مساعدتي، فأنا لا أعلم كيف أعيش حياتي مع ما أشعر به، أرشدوني وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ basant حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد عرضت نفسك على ثلاثة من المختصين، الطبيب الباطني والطبيب النفسي وأحد المشايخ، وكلٍ أدلى بدلوه وأدلى برأيه، وأعتقد أن اجتهاداتهم كلها قد تكون صائبة، وأنا مهمتي أن أضع لك الأمور مع بعضها البعض، وأتمنى أن يوفقني الله لأن أسدي لك النصح المطلوب.

الحالة التي تعانين منها حقيقة تحمل كل صفات وسمات ما يعرف بقلق المخاوف، وقلق المخاوف هو نوع من القلق النفسي الحاد يحس الإنسان فيه بالتوتر وقد تأتيه مخاوف مختلفة، والخوف من الموت هو من الأعراض الشائعة جدًّا خاصة إذا تخللت الأعراض النفسية ما نسميه بنوبات الهلع أو الهرع، وهذا أيضًا جزء من القلق النفسي.

إذا أنت تعانين من قلق المخاوف، هذا هو الجانب النفسي، وهنالك جانب عضوي تنتج منه أعراض لكن السبب ليس عضويًا في حقيقته، إنما السبب هو السبب النفسي، فالطبيب الذي قال لك إن لديك زيادة في عصارة المعدة وارتجاعاً في المريء أيضًا مُحق؛ لأن أصحاب القلق بصفة عامة أكثر عرضة لزيادة عصارة المعدة، وهذا يحدث نتيجة للانقباضات العضلية المتكررة في المعدة؛ لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر والبطن والمعدة والأمعاء وأسفل الظهر وكذلك عضلات فروة الرأس، لذا نجد الكثير من الناس يشتكون من الصداع العصبي، و البعض يشتكي من نوع من الشعور بالغصة في الصدر والكتمة وضيق النفس.

فإذا الصورة واضحة جدًّا، وبالنسبة للتشخيص الذي ذكره لك الشيخ وموضوع قراءتك للقرآن ينتج عنه مخاوف شديدة، فأعتقد أن هذا ينتج مما نسميه بالتأثير الإيحائي، فأنت تبحثين عن تفسير، والمشايخ لديهم أيضًا نظرتهم التي نقدرها ونحترمها جدًّا، وهم يلجئون دائمًا لوضع هذه الأعراض مع بعضها البعض، ومع ذلك يقومون بالتشخيص في حدود ما هو متاح لهم من معرفة، وقضية العين والسحر والحسد منتشرة في مجتمعنا كمفهوم، وهي حقائق، وأنا أعترف بوجود العين والسحر والحسد، لكني قد أختلف قليلاً في أن السحر لا يمكن للإنسان أن يحدده بدقة، وذلك حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين سُحر – وهو أفضل خلق الله – لم تتضح له الصورة كاملة إلا بعد أن أتاه الوحي.

عمومًا حتى الذي يعتقد أنه أصيب بالسحر علاجه سهل، ويجب أن يؤمن الإنسان أن الله سيبطله، والإنسان عليه أن يحافظ على صلواته، وعلى تلاوة قرآنه، وعلى أذكاره، وأعتقد أن هذا يكفي تمامًا، وهذا يحفظه تمامًا.

فإذاً بهذه الوسيلة نكون قد استبعدنا موضوع السحر، فبقي معنا أن الحالة هي حالة نفسية، قلق مخاوف ظهر في شكل أعراض جسدية وأعراض نفسية، وهذا هو التاريخ والمآل الطبيعي لهذه الحالات.

العلاج: العلاج أولاً أن تفهمي أن حالتك بسيطة حتى وإن كانت مزعجة، وأنت لست في حاجة إلى الإكثار من التردد على الأطباء.

ثانيًا: من الضروري جدًّا أن تتخلصي من السلبيات التي تسيطر على تفكيرك، فأنت لديك أشياء طيبة وجميلة وإيجابية كثيرة في الحياة، فيجب أن تتذكري ذلك وتحاولي أن تنمي نفسك وتؤكدي ذاتك وتكوني أكثر ثقة بنفسك.

ثالثًا: عليك بإدارة الوقت بصورة صحيحة، والاستفادة من الوقت بترتيب ونظام جيد يقلل جدًّا من القلق والتوترات النفسية والمخاوف.

رابعًا: الخوف من الموت يجب أن يواجه بحقيقة أن يعمل الإنسان لما بعد الموت، وأن يعرف أن الأعمار بيد الله تعالى، وهذا نوع من الخوف المرضي، وليس أكثر من ذلك.

خامسًا: ممارسة التمارين الرياضية وكذلك تمارين الاسترخاء ذات فائدة كبيرة، فاحرصي على ذلك، وتمارين الاسترخاء يمكنك التدرب عليها من خلال الحصول على كتيب أو شريط أو تصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

أخيرًا وهذا مهم جدًّا: أنت في حاجة لعلاج دوائي بسيط وفعال، يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام) وهو متوفر في مصر، وهو من أفضل الأدوية التي تعالج حالات المخاوف.

ابدئي بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناوليها ليلاً بعد الأكل قبل النوم، وبعد عشرة أيام ارفعيها لحبة كاملة، استمري عليها يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه تعتبر جرعة بسيطة، لأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى عشرين أو ثلاثين مليجرامًا في اليوم، لكن لست في حاجة لهذا.

خفضي جرعة الدواء بعد انقضاء ستة أشهر إلى نصف حبة، واستمري عليها لمدة شهر، ثم توقفي تمامًا عن تناول الدواء.

أسأل الله أن ينفعك بما أرشدناك إليه، ونسأله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وعليك بالدعاء في هذه الأيام الطيبة، وكل عام وأنت بخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2863 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2789 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1083 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2125 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1569 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ