أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أخاف من التحدث للغرباء، مع أنني لست انطوائياً

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع والمتميز، أثابكم الله على جهودكم، وأتمنى أن أجد لديكم الاستشارة المناسبة.

مشكلتي هي أني أعاني من خوف عند التحدث لأي شخص غريب، سواء بالواقع أو على الإنترنت، لست من النوع الانطوائي كثيراً، فلدي صداقات لا بأس بها، كما أني شخص مرح جداً ومحبوب من أصدقائي ومجتمعي، أيضاً لدي مهارة الحوار والإقناع، فلا أحد يستطيع مجاراتي بالنقاش، ولكن مشكلتي إذا تحدثت مع شخص لا أعرفه فإني أشعر برجفة بجسمي، وحرارة وصداع قوي جداً، وأصبح متوتراً، ويحمر وجهي، ليس من باب الخجل، لأني لست من النوع الخجول أبداً، كما أن من يراني يظن أني من النوع الصارم والشديد، لأن شكلي يبدو عليه القسوة والشدة.

هذه المشكلة أصبحت عائقاً لي، وتسبب لي إحراجاً كبيراً، إذ أني أخشى أن يلاحظ الشخص توتري، فهذه الحالة تصيبني عندما أتحدث مع شخص لا أعرفه من كلا الجنسين، مهما كان نوع الحديث بيننا، حتى لو كان مجرد سؤال، أو أي شيء تافه، أشعر أنها بدأت تقف في طريقي.

أرجو منكم المساعدة، ولكم مني خالص الود والاحترام.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنا لا أرى أنه لديك مشكلة نفسية أساسية، فعدم الارتياح عند التحدث إلى الغرباء هي ظاهرة طبيعية إلى حد كبير، وفي مثل سنك هنالك متغيرات كثيرة نفسية واجتماعية وبيولوجية يمكن أن يكون القلق النفسي من هذا النوع الذي تعاني منه تطوراً طبيعياً في مثل هذه المرحلة.

لا أعتقد أنك تعاني من خوف اجتماعي حقيقي، لأنك تستطيع أن تتواصل وتتحدث بطلاقة وارتياح مع من تعرف وفي دائرة أصدقائك، فالرهبة التي تأتيك في المواقف التي تضطر فيها أن تتفاعل مع الغرباء هي رهبة محفزة، بمعنى أن الإنسان يحتاج للقلق ليزيد من درجة استعداده وتحفزه النفسي، وهذا ينتج عنه تسارع في ضربات القلب وزيادة في ضخ الدم، لأن هذا يساعد العضلات وخلايا الدماغ بعد أن ترتفع كمية الأكسجين من خلال زيادة تدفق الدم، وهذا تغير فسيولوجي طبيعي، بل هو مطلوب في مثل هذه المواقف، لكن في ذات الوقت يجب أن لا تنظر لهؤلاء الغرباء كشيء مخيف، هم بشر وأناس عاديون جدًّا، أنت لا تقلّ عنهم في أي شيء، هذا يعني المطلوب منك أن تحقر فكرة الخوف هذه.

أرجو أن لا تتجنب المواقف الاجتماعية، حاول دائمًا أن توسع دائرة معارفك وصداقاتك، اذهب مثلاً لحضور المحاضرات العامة، لا شك أنه سوف يكون فيها الكثير من الغرباء، حاول أن تصلي صلاة الجماعة في مساجد مختلفة، هنا أيضًا سوف يكون لك تواصل مع من لا تعرف بصورة مباشرة أو غير مباشرة، انخرط في الأنشطة الشبابية والثقافية وانضمامك للكشافة أيضًا سوف ينمي من مقدراتك التواصلية، ممارسة الرياضة الجماعية سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك.

التعامل مع الغرباء أيضًا سيكون من الجميل إذا انطلقت من الآية القرآنية: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} أريدك أن تتفكر وتتأمل في هذا السياق القرآني العظيم، اقرأ شرح هذه الآية بتمعن وتدبر، وهذا - إن شاء الله - يعطيك القناعة أن الإنسان كيان اجتماعي يجب أن يتواصل ويجب أن يتعارف، ليس هنالك ما يدعو للخوف والرهبة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1252 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2335 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3563 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1529 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ