أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : ليس لدي قدرة على مواجهة الناس والاختلاط بهم...فهل من دواء يخلصني؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أحب أشكركم على جهودكم الطيبة في هذا الموقع المبارك.
الحقيقة مشكلتي بدأت من أواخر فترة المراهقة، كان عندي نقص في الثقة بالنفس كنت أشعر بها، ولكن لم تكن تؤثر بعلاقاتي الاجتماعية كنت أخرج وأستمتع، ولي صداقاتي، ولكن بعد تخرجي من الثانوية تعرضت لموقف من أخي فيه نقد واستهزاء، مما جعلني أفكر فيه كثيرا وحاولت أن أتغير على أساس هذا النقد الخاطئ إلى أن ساءت حالتي واعتزلت الناس، ولم أعد أستمتع بشيء كما كنت سابقا، وبدأت أفقد ثقتي، وبدأت أحس أن الناس تعلم ما أصابني، مما جعلني أبتعد عنهم أصبحت لا أهتم بشيء تركت دراستي الجامعية، بعد ذلك راجعت الدكتور النفسي وصف لي ايفكسور، وشخص حالتي بأنه رهاب اجتماعي.
استمريت عليه 7 أشهر تحسنت كثيرا، لكن انقطعت عنه من تلقاء نفسي مما أدى إلى تدهور الحالة، بعد ذلك قال يجب أن تستمر عليه لفترة طويلة استمريت على ايفكسور لمدة سنتين، والحمد الله تحسنت حالتي رغم الأضرار الجانبية المتعبة مثل كثرة النوم والسمنة، بعد ذلك قال لي الدكتور أوقفه بالتدرج، وفعلا أوقفته بالتدريج على 3 أشهر، وساءت حالتي كثيرا وأصبحت لا أريد أن أخرج من الغرفة، ولا أذهب إلي أي مكان، وراجعت الدكتور، وقلت له إن الدواء أتعبني كثيرا ولا يمكن أن أعود له، فوصف لي سليباكس، واستمريت عليه 8 أشهر وأوقفته بالتدرج، ولكن لم يكن مفيدا لي بالمواقف الاجتماعية مثل الايفكسور، يعني لم أستفد من السليباكس، لأن أعراضه الإنسحابية لم تكن قوية.
حالياً أنا منقطع عن الأدوية تقريبا 7 أشهر، حاولت أن أتغلب على الرهاب الاجتماعي من خلال أعشاب طبيعية مثل سانت جونز ورت لكن لم أستطع،
قلت بعد الزواج سوف أتحسن وصار لي 3 أشهر من زواجي، ولكن حاليا ما أشعر به عدم الرغبة بالاختلاط بالناس، والخوف من المناسبات، والثقة معدومة، وعدم القدرة على المواجهة، ومشكلتي الكبرى في مواجهة ناس أعرفهم، بينما أرتاح أن أذهب إلى أماكن لا أعرف أحدا، ولا يمكن أن أصادف أحدا فيها أعرفه، بينما إذا رأيت أحدا أعرفه أحاول أتهرب منه، وأحس أني أقل منه، ولا أحترم ذاتي، وأقسو كثيرا عليها، وألوم نفسي على كل تصرف ويجب أن أظهر بكل المواقف بيرفكت وبشكل ممتاز، وأسعى إلى الكمال، مع علمي أن الكمال لله،
وحقيقة هنالك الكثير لكن ربما التعبير لم يساعدني.
فهل من دواء يخلصني من الرهاب الاجتماعي وأعود كما كنت ويكون غير سابقيه من الأدوية التي حقيقة كانت لي كالمهدئ فقط؛ لأن حالتي عادت كما كنت، وتكون أضراره الجانبية أقل خاصة في الخمول وكثرة النوم؟
وأريد أن أبين أنه الحمد الله خلال استعمالي الدواء استطعت إنهاء دراستي الجامعية، وهذا من المفترض يجعلني أشعر بالفخر، لكن للأسف لم ألتفت إلى إنجازاتي، فقط أحطم نفسي بنفسي، وتفكيري جدا سلبي، ولا أستطيع أن أفكر بايجابية، وعذرا على الإطالة، وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالمشكلة مع قلق الرهاب الاجتماعي حتى بعد أن ينتهي، تجد أن بعض الناس يعيشون هذه الاجترارات، وتجد أن الفكر المشوه يسيطر عليهم، ويطبق عليهم هذا الفكر السلبي للدرجة التي يتصور الواحد منهم أن هذا الخوف سوف يظل معه طول حياته أو سوف يأتيه في أي لحظة، وعليه أنا أدعوك لأن تغير مفاهيمك.
أولاً: لا تلصق بنفسك أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، وسؤال مهم جدًّا: ما هو الرهاب الاجتماعي؟ .. أعتقد أن هذه المسميات أطلقت لأسباب علمية، لكن بكل أسف التصقت بأفكار الناس، وبكيانهم ووجدانهم، وأضرت بهم جدًّا.
اسأل نفسك سؤالاً مباشرًا، وواضحًا (ما الذي يجعلني أخاف من الآخرين؟ هم بشر وأنا بشر، كلنا نشترك في البشرية، مصيرنا واحد، نعيش ونستمتع بحياتنا، ونعمر هذه الأرض ونعبد الله على حق، والإنسان يمرض ويموت، وهو إلى زوال، وإلى حياة البرزخ، ثم بعد ذلك حياة الآخرة).
فيا أخي الكريم: هذا التفكير المنطقي والصحيح هو الذي ينقلك إلى أن تقتحم فكرة المخاوف وتحقرها.
ثانيًا: أنت أنجزت الكثير، وهذا لا بد أن تستشعره، فالحمد لله أكملت دراستك وتزوجت وهذا أمر جيد.
ثالثًا: حقر فكرة الخوف.
رابعًا: عليك أن تقوم ببعض التواصل الاجتماعي الذي نستطيع أن نقول أنه تلقائي وإجباري في نفس الوقت، مثلاً الصلاة في المسجد في الأوقات الخمسة، وفي الصف الأمامي، هذا فيه تعريض ممتاز لعلاج الخوف. كذلك الانضمام لحلقات التلاوة، وممارسة الرياضة الجماعية، والانخراط في أي عمل ثقافي أو اجتماعي.
إذن هذه وسائل رصينة وجيدة وممتازة وتفيد الإنسان في أمور دينه ودنياه، وترفع من مهاراته، وفوق ذلك تعالج ما لديه من رهاب.
ممارسة تمارين الاسترخاء وجد أيضًا أنها ذات فائدة وقيمة كبيرة جدًّا، فكن حريصًا على هذه التمارين، ويمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيقها.
بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك اختلافات كثيرة في الرأي حول هذا الموضوع، لكن أعتقد أن الدواء يفيد، يفيد إذا أراد الإنسان أن يستفيد منه، ويجعله وسيلة لأن يدعم التطبيقات السلوكية، أي أن الدواء يؤدي إلى الاسترخاء، يؤدي إلى زوال القلق والتوتر، ويعطي الإنسان شيئاً من الدافعية، وهنا يجب أن يستفاد منه، لأن الذي لا يطبق التواصل الاجتماعي بإصرار وقوة وإقدام حين يتوقف عن الدواء سوف ينتكس، وهذه نتيجة طبيعية جدًّا.
إذن ابدأ في تناول الدواء، وأنا أرشح عقاراً يعرف تجاريًا باسم (لسترال)، ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت)، ويعرف علميًا باسم (سيرترالين)، أعتقد أنه جيد ومفيد، وحالتك ليست صعبة إن شاء الله تعالى، والجرعة التي تحتاجها هي جرعة صغيرة جدًّا، وهي أن تبدأ بجرعة نصف حبة، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
وللمزيد من الفائدة حول موضوعك راجع هذه الاستشارات:
(265851 - 259418 - 269678 - 254892)
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1323 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ | 1562 | الخميس 16-07-2020 06:08 صـ |