أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من القلق والخوف المستمرين؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
مشكلتي كالآتي: قبل شهرين شاهدت فيديو مزعجاً في جهاز كمبيوتر لصديق لي عن طريق الصدفة، مشاهد – ويا للأسف – دموية، عبارة عن قتل وذبح، في ذلك الوقت لم أتأثر بها، ولم يطرق ببالي البتة، بسبب انشغالي بالجامعة ( حسب تفسيري ) والآن منذ إجازتي لي شهر ونصف، وقبل شهر من اليوم لم أستطع نسيان هذه المشاهد، ويومياً وأنا أتذكرها، كلما حاولت نسيانها لا أستطيع، أثرت في الأسابيع الماضية على أكلي، ولكن الآن آكل بصورة طبيعية، النوم طبيعي، ولكن بعض المرات توجد أحلام مزعجة، دخلت حالة من الاكتئاب والخوف الشديد، مرات تأتيني لحظات استياء من الدنيا، ومرات أصبح بشكل عادي، والغريب أني عندما كنت صغيراً أثناء حرب العراق (2003) عندما يعرضون مشاهد القتل والذبح لم أتأثر بها أبداً، فما هي المشكلة؟ لم أفهم حالتي، أخبروني ماذا أفعل بحالتي؟ وبماذا تنصحونني؟
شكراً لكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن مشاهدة الإنسان لمنظر مفزع لابد أن يترك أثرًا، وهنالك اختلافات فردية بين الناس في طريقة ودرجة تفاعلهم مع مشاهدة الأشياء الفظة والمزعجة، بعض الناس يكون تفاعلهم فورياً، والبعض الآخر يكون تفاعلهم متأخراً، والتفاعل الفوري دائمًا يعتبر أحسن؛ لأن فيه نوعت من التفريغ النفسي، أما التفاعل المتأخر - فكما تفضلت - قد يؤدي إلى شعور بالكدر والفزع والأحلام المزعجة في وقت متأخر.
هذا النوع من التفاعل يُعرف بأنه طريقة أو حالة نفسية ناتجة من ارتدادات نفسية، أي أن التجربة كانت مسبقة، لكنها خزنت وشُفّرت في كيان الإنسان، وكخبرة سلبية ظهرت على السطح مرة أخرى، وبما أنك كنت في مرحلة الصغر في أثناء حرب العراق كنت لا تتأثر تأثيرًا فوريًا، أعتقد أن ذلك أيضًا هو نوع من التراكم الوجداني والذي له أثر تراكمي أثر عليك أيضًا حين ظهر إثر مشاهدتك للفيديو المزعج.
وفي بعض الأحيان قد تتحول هذه الحالات إلى ما يعرف بُعصاب ما بعد الصدمة أو الكارثة، ومما يميزه هو ظهور الأحلام المزعجة والقلق وربما ذكريات واجترارات لما شاهده الإنسان مسبقًا، هذه الحالات غالبًا تستمر شهرين أو ثلاثة، وقد تظهر بعد ستة أشهر أو عام من المرور بالتجربة الحقيقية.
عمومًا هذا هو التفسير للحالة، وهي لا تعتبر حالة مرضية حقيقية، أنصحك الآن بتجاهل هذا الموضوع، وممارسة بعض التمارين الرياضية، وكذلك تمارين الاسترخاء، ولتطبيق تمارين الاسترخاء يمكنك أن تتواصل مع أحد الأخصائيين النفسانيين، أو تتصفح أحد المواقع على الإنترنت للتدرب ومعرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بصورة صحيحة.
الجزء الرئيسي أيضًا في العلاج هو العلاج الدوائي، وبفضل من الله تعالى توجد أدوية ممتازة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (سيرترالين) وهذا هو اسمه العلمي، وله أسماء تجارية منها (لسترال) و(زولفت) وله في السودان مسميات تجارية أخرى، فقط اسأل عنه تحت مسماه العلمي وهو (سيرترالين)، الحبة تحتوي على خمسين مليجرامًا، ابدأ في تناول نصف حبة ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفعها إلى حبة كاملة، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بجانب السيرترالين يوجد دواء يسمى تجاريًا باسم (ديناكسيت) وهو أيضًا متوفر في السودان، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
هذه الأدوية - إن شاء الله - سوف تفيدك تمامًا في زوال هذه الحالة التي تعاني منها، مع ضرورة تطبيق الإرشادات السلوكية الأخرى، ولتجنب الأحلام المزعجة كن حريصًا على أذكار النوم، وكذلك الرياضة التي أوصيناك بها، وتجنب تناول طعام العشاء في وقت متأخر، وتجنب النوم النهاري أيضًا سوف يساعدك كثيرًا.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 )
العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ | 3899 | الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ |
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. | 2544 | الأحد 09-08-2020 03:58 صـ |
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ | 2256 | الأحد 26-07-2020 04:44 صـ |
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. | 4206 | الخميس 23-07-2020 05:25 صـ |
أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟ | 2391 | الأربعاء 22-07-2020 05:17 صـ |