أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أخاف من الموت كثيرا

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالبة بالصف الثالث الإعدادي، شاع أنه قد مات لي صديقة بالمدرسة، فخفت كثيرا، ولكني اكتشفت أن من ماتت هي ابنة عمها، ولكن شعور الموت ما زال يحاصرني، واستمر هذا الشعور لمدة أسبوع ثم عاد بطريقة أصعب لا أستطيع التغلب عليه.
يهيأ لي هذا الشعور أني قد أموت قبل الإجازة، أحاول تحليل هذا، ويقول لي من حولي شعور يأتي لكل الناس، وأقول في نفسي لكن أنا سأموت لأني لست متخيلة الإجازة أو الذي بعد الإجازة.
أنا أطلب منكم أنكم توضحوا لي الشعور هذا عادي أم لا؟
لأنه يؤثر على دراستي، وأقول في نفسي أنا سأموت فلماذا أذاكر؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذا التفاعل - أي الخوف من الموت - الذي يأتيك هو شعور إنساني مرتبط بحدث معين، وهو ما سمعته من خبر أن صديقتك قد توفيت إلى رحمة الله، واتضح بعد ذلك أن من ماتت هي ابنة عمها، نسأل الله لها الرحمة والمغفرة. والموت يجب أن يؤخذ كحقيقة لا شك فيها، والإنسان يتأثر بموت قريب أو بموت صديق، لكن الموت هو أمر على الرقاب كلها، فكل نفس ذائقة الموت. نسأل الله تعالى أن يرحم ويغفر لهذه الفتاة وأن لا يفتنا بعدها.

وعليك أن تعرفي أن الخوف من الموت يجب أن يكون دافعًا للإنسان من أجل أن يكون حريصًا في عباداته وأن يتقرب إلى الله تعالى، ومن خلال هذا التقرب وعمل الطاعات والدعاء يحس الإنسان بالطمأنينة، لأن الأقوال وحدها لا تقنع الناس، فكثيرًا ما نقول أن الأعمار بيد الله وأن الموت حق، لكن الإنسان الذي يتقرب ويتعبد بصورة صحيحة تكون قناعاته أكبر حول هذا المفهوم، وهذا نفسه يطمئن الإنسان، لكن حين نأخذ الأمور بصورة سطحية، نعم نتحدث عن القضاء، نتحدث عن القدر، دون أفعال حقيقية لأن الفعل دائمًا يتفوق على القول ويتفوق على الشعور، فأنصحك أيتها الفاضلة الكريمة بالدعاء والذكر والتقرب إلى الله تعالى، وفي نفس الوقت يجب أن تعرفي أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقصه أبدًا، وأسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في عمل الخير.

أنا أقول لك: هذا تفاعل عرضي وليس دليلاً مرضيًا، هذا دليله رحمة ورأفة في قلبك، وهذا قد يكون شيئًا جميلاً، لكن يجب أن تقنعي نفسك أن قضية الموت هي قضية أخرى تمامًا لا دخل للبشر فيها لا من قريب ولا من بعيد، فالأمر لله من قبل ومن بعد، وأؤكد لك أن هذا الأمر لن يؤثر على إجازتك ولا على دراستك، أسأل الله أن يحفظك وأن يوفقك، ولا توسوسي حول هذا الموضوع أبدًا.

اجتهدي في الدراسة، تواصلي اجتماعيًا مع صديقاتك، وكوني حريصة على معرفة الصالحات من الفتيات، فهنا الإنسان يجد المؤازرة والمساندة ويحس أن هذه الرفقة الطيبة داعم حقيقي له.

اسعي دائمًا لبر والديك؛ لأن بر الوالدين يطمئن الإنسان ويُشعره أنه قدم عملاً عظيمًا حيال والديه، ولا شك أن رضى الوالدين فيه مفاتيح للخير في الدنيا والآخرة.

أؤكد لك أن الأمر لن يؤثر على دراستك أبدًا، بل على العكس تمامًا كل طاقات القلق هذه التي لديك يمكن أن تكون محفزًا لك من أجل الدراسة والاجتهاد. الخوف هو نوع من القلق، والقلق مطلوب للإنسان حتى ينجح وحتى يثابر وحتى يكون مفيدًا لنفسه ولغيره.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2863 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2789 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1083 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2125 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1569 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ