أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من احمرار في الوجه عندما أقابل أحدا

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أنا فتاة نشأت بين أسرة متفككة ، أبي على قيد الحياة ولكن لا نراه إلا بالشهر مرة أو مرتين ، أمي عوضتني أنا وإخوتي نوعا ما ، ولكني أعاني من مشكلة لم أستطع أن أحلها بنفسي ألا وهي احمرار الوجه تعبت منه، فإذا قابلت أحدا يحمر وجهي، وإذا كان هناك اجتماع يحمر وجهي وأرتجف ويأتيني إحساس بأن الناس تنظر إلي وتضحك علي، وليس عندي ثقة أبدا، انعزلت عن أشياء كثيرة أحبها، والآن يرد بنفسي وسواس ألا وهو : عندما أقابل أحدا سيحمر وجهي، وحتى لو قابلت بالفعل أتذكر الاحمرار وماذا سيكون موقفي إذا احمر حتى وأنا أتكلم مع الشخص الذي أمامي وأكون نسيت أرجع أتذكر الاحمرار فيحمر وبعض الناس يسخرون مني؟ والبعض الأخر لا يعلق يكتفي بالذهول؟ تعبت تعبت ورب الكعبة تعبت علما بأني أعاني من مشاكل صحية فهل لها دخل في ذلك؟ أعاني من القولون وجرثومة والتهابات؟ فهل لها علاقة أرجوكم ردو أنا حائرة.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوادر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً : لا أريدك أختي الكريمة أبدًا أن تصفي نفسك بأنك نشأت في أسرة مفككة، هذا التعبير يردده بعض الناس ، وأعتقد أن في ذلك قسوة شديدة على الأسر ، مهما كانت هنالك صعوبات وخلافات ، فالأمر لا يصل لهذا التفكك ، أرجو أن تثقي في أسرتك وأن تسعي لأن تكون أسرتك فعالة ، واجعلي دائمًا أفكارك إيجابية حول أسرتك .

ثانيًا : هذه الحالة التي تعانين منها بسيطة ونسميها بالقلق الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي، والبعض يسميها بالرهاب الاجتماعي وهو من درجة بسيطة إن شاء الله تعالى.
أعراض القولون العصبي الذي تعانين منها هي جزء من حالة القلق التي تحدث لك، لأن الرهاب هو أيضًا نوع من القلق النفسي ، أما جرثومة المعدة فهي توجد لدى تسعين بالمائة من الناس ولا علاقة لها بحالة القلق التي تعانين منها وعلاجها بسيط جدًّا كما هو معروف .

ثالثا : احمرار الوجه الذي يحدث لك عند المواجهات الاجتماعية ناتج من تغيير فسيولوجي يحدث مع القلق ، من المعروف أن الوجه به شعيرات دموية سطحية جدًّا ، وحين يكون الإنسان قلقًا خاصة عند المواجهات الاجتماعية تفرز مادة تسمى بالأدرينالين ، وهذه تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب ، وهذا بالطبع يسبب ضخ للدم بكميات أكبر وأسرع ولذا يظهر هذا الاحمرار ، فهو عملية فسيولوجية بسيطة جدًّا .

لكن الإشكال يأتي في الوساوس التي تصاحب هذه الظاهرة ، والذين يتأثرون بهذا الأمر تجد أنه دائمًا لديه مبالغات في أفكاره، نعم يحدث لك الاحمرار في الوجه لكن ليس بالشدة والكمية التي تتصورينها . فالأمر عندك أصبح أمرًا وسواسيًا ، وشعورك بأن الآخرين ربما يحتقرونك أو يستهزئون بك أو ربما تفقدي السيطرة على الموقف أمامهم هو جزء من القلق ، وهذه حقيقة أفكار مبالغ فيها جدًّا ، فأرجو أن تطمئني أيتها الفاضلة الكريمة.

العلاج دائمًا يكون عن طريق المواجهات والإكثار من المواجهات دون الاهتمام بأمر الاحمرار هذا ، هذا هو الشيء المهم جدًّا .

والأمر الآخر هو أن تطوري من مهاراتك الاجتماعية ، حين تقابلين زميلاتك ، حاولي أن تنظري إليهنَّ في وجوههنَّ ، ابدئي أنت بالسلام ، يجب أن تكون هنالك نوع من الاستفاضة اللفظية حين تخاطبين الآخرين ، أي لا تكوني قليلة الكلمات محصورة الأفكار ، فالإنسان حين ينطلق يحس بأنه مسيطر على الموقف وبأنه قد أثبت وجوده أمام الطرف الآخر ، وهذا يعطي ثقة كبيرة جدًّا في النفس .
حاولي دائمًا أن تجلسي في الصفوف الأمامية في مقاعد الدراسة ، وحقري فكرة الخوف ، وحقري فكرة أنه يحدث لك احمرار في وجهك ، لا تهتمي بذلك أبدًا وتجاهليها التجاهل الكامل .

أنا أريد أيضًا أن أصف لك دواء إن شاء الله سوف يفيدك كثيرًا ، هذا الدواء يعرف عنه فعاليته الشديدة جدًّا في علاج الخوف والرهاب الاجتماعي . الدواء يعرف تجاريًا باسم (لسترال) ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين). الحصول عليه لا يتطلب وصفة طبية ، يمكنك أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام ، بعد ذلك ترفعي الجرعة إلى حبة كاملة وتستمري عليها لمدة ستة أشهر ، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
اللسترال هو دواء جيد ، دواء فاعل ، دواء سليم جدًّا ، غير إدماني ، لا يؤثر على الهرمونات النسوية ، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة جدًّا ، حيث إن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم ، لكن أنت لست في حاجة لهذه الجرعة.
بجانب اللسترال هنالك دواء بسيط أيضًا يعرف تجاريًا باسم (إندرال) يستعمل كدواء مدعم لهذه الحالة، فيمكنك الحصول عليه وتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين ، ثم اجعليها عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
إن شاء الله تعالى بتطبيقك للإرشادات السلوكية السابقة وتناول الدواء الموصوف سوف تختفي هذه الحالة تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1233 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2326 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1649 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3525 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1521 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ