أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : نفسيتي تعبانة بعد وفاة ابنتي ومرض ابني

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا متزوجة عن حب منذ 4 سنوات -والحمد لله-.
أنا وزوجي وصلنا للتفاهم, وهو -والحمد لله- رجل على خلق .
أول الزواج رزقنا الله بطفلة, لكن توفيت بعد 3 أيام من الولادة, بسبب تأخري في عملية الولادة الطبيعية, وشربها ماء العقي (تعددت الأسباب والموت واحد ), المهم بعدها -والحمد لله- مررت بمرحلة نفسية صعبة جدا لأن زوجي كان يتعامل بسوء- يعنى ليس متفهما حالتي أي حزني على وفاة ابنتي - ولكن حمدت الله وكانت طبيعة عمل زوجي السفر الدائم لمدة أسبوع ويأتي يومين ثم يذهب.

المهم الحمد لله ربي أكرمني وعرفت أني حامل, وولدت منذ أربعة أشهر لكن في ثاني يوم من الولادة أخبرني الأطباء بأن ابني عنده أعراض متلازمة داون ولا بد أن يعمل التحليل, فكان خبرا نزل علي كالصاعقة, وحزنت كثيرا, ولكن قلت: الحمد لله وكنت واثقة أن ربنا سيكرمني, ولن يموت الطفل, المهم أن ابني كان وزنه وطوله وحجم الرأس أحسن من الطبيعي, واستمررت في متابعته, أيضا النمو الحركي -والحمد لله- مثل الطبيعي لكن أنا عملت التحليل, وطلع عنده من ساعتها-أي متلازمة داون-, وأنا تعبانة جدا نفسيا, وأشعر أني أريد أن أنفصل عن زوجي لأنه ليس عندي رغبي في أي شيء, أشعر أني سأكون مقصرة في كل شيء معه, حتى عند حدوث الجماع سأكون كارهة نفسي ومسيطر علي التفكير أني أعمل, وأتحمل مسؤولية ابني من غير التزامات زوجية, هو حياته طبيعية, وكل قليل يريد مجامعتي وأنا أكره هذا ولا أريد أي شيء فيه متعة, لكن مع ابني أكون طبيعية جدا, وأنسى الدنيا, وأضحك معه, أنا لست أدري ماذا أعمل؟
وآسفة جدا على الإطالة.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالإنسان لابد أن يصبر عند الصدمة الأولى، وأنت الحمد لله تعالى صبرت عند وفاة الابنة - نسأل الله تعالى أن يجعلها ذخرًا لكم وقرة عين في الآخرة - والآن ولدت هذا الابن، والذي فهمته أنه طبيعي لدرجة كبيرة، ولكن التحاليل أثبتت أنه عنده متلازمة (داون).
فأيتها الفاضلة الكريمة: هذه ابتلاءات لكنها إن شاء الله ابتلاءات بسيطة جدًّا، والإنسان حين يصاب بشيء ويصبر عليه, ويكون هذا الصبر احتسابًا لوجه الله تعالى, لا شك أن الله تعالى سوف يأجره, ويعوضه, ويثيبه على صبره هذا، فجزاء الصابرين ليس له حد في الثواب، قال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} أي بغير حد من الثواب.
فأنت الحمد لله تعالى على وعي وإدراك بأهمية الصبر فعليك به. هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: التفكير في الانفصال عن زوجك لا أعتقد أنه قرار سليم، بالطبع يصعب علينا اتخاذ أي قرار لك في مثل هذه المواقف فأنت أدرى بذلك، ولكن الإنسان إذا كان لديه مشكلة يجب أن لا يحلها بمشكلة أخرى، فهذا الزوج أنت قبلت به, وذكرت أنه له مميزات، فعليك أن تغيري من مستوى تفكيرك حوله، فانظري إلى الأمور الإيجابية فيه، والسلبيات الموجودة يمكن معالجتها وذلك بشيء من الصبر والحوار والتفاهم والتسامح وتحمل الأذى.
أنا أعتقد أنك إذا تحينت اللحظات الطيبة, وشرحت لزوجك أنك تريدين مساندته, وأنك في حاجة إليه, والابن يتطلب رعاية خاصة, أعتقد أن ذلك سوف يكون أمرًا طيبًا.

أنا يأتيني شعور أن شيئا من الإحباط والاكتئاب الذي حدث لك ربما يكون هو الذي يحرك مشاعرك بهذه السلبية، أي يعطيك الاندفاع السلبي نحو الانفصال, وأن لا تستجيبي لمطالب زوجك، فأعتقد أنك في حاجة ماسة لإعادة التفكير، وإن شاء الله تعالى سوف تجدي منه المساندة.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنصحك أيضًا بأن تتواصلي اجتماعيًا مع أهلك وأرحامك وذويك، وإذا ثمنت الزمن اذهبي إلى أماكن تحفيظ القرآن، احضري الدروس العلمية, وحلقات العلم، هذه فيها خير كثير جدًّا، وحاولي أن تنظمي وقتك, وأن ترتبيه بشرط أن تأخذي قسطًا من الراحة. أنا حقيقة لا أدعوك أبدًا للانفصال، ومطالب الرجل إذا كانت فيما يخص الجماع أو غيره، فالمرأة الذكية تستطيع حقيقة أن توفق بين مشاعرها السلبية, وبين مطالب الرجل، لكن التفاهم ، الحوار، الصبر، والدعاء هي المبادئ التي أنصحك بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...