أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاج نوبة الاكتئاب الناتجة عن فشل مشروع زواج

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طبيب شاب حديث التخرج، تعلقت عاطفياً بفتاة زميلة، واستمر هذا الحب الأول النقي لمدة أكثر من (5) سنوات، ولكن والحمد لله على كل شيء لم يتم إلى النهاية وتمت خطبتها لشخص آخر.
مشكلتي أنني أعاني من نوبة اكتئاب قاسية جداً، لا أفكر في المستقبل، أتغيب عن عملي كثيراً جداً، بشكل يهدد مستقبلي، أتخلف عن كل من حولي في عدم الإقدام على أي خطوة تجاه المستقبل مثل التسجيل لدراسات عليا... إلخ.
نصحني أحد الأطباء الشباب من سني منذ حوالي (10) أشهر بتناول (مودابكس 50 مليجرام) حبة واحدة يومياً، شعرت بتحسن طفيف في بادئ الأمر، ولكن بعد ذلك رجعت نوبة الاكتئاب السيئة لي، زودت الجرعةالإنترنت(100 مليجرام ولكن بدون تحسن، استبدلته بعقار لسترال منذ أسبوع تقريباً، (أعلم أنه نفس المادة الفعالة، ولكن تخيلت أن العقار المستورد من الممكن أن يأتي بمفعول أقوى!)، ولكن لم يحدث شيء يذكر حتى الآن.
أريد علاجاً ينسيني مشكلتي، ويعطيني الدافع للحياة.
نوبة الاكتئاب التي أعاني منها عبارة عن الآتي:
الضيق الشديد، وفقدان الدافع لأي شيء، سواء كان عمل -مذاكرة، مأكل-! باستمرار أتذكرها لدرجة أني كثيراً أحلم بها في المنام!
عندي تاريخ مرضي بالاكتئاب لأتفه الأسباب، كما أني سمعت أن والدي رحمة الله عليه كان أيضاً سهل الاكتئاب.
شكراً جزيلاً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sameh nabil ayad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
قبل أن نتحدث عن الأدوية لعلاج مثل حالتك، أولاً أريدك أن تكون أكثر استبصاراً وارتباطاً بالواقع حيال ما حدث لك.
أنت ارتبطت بهذه الفتاة، وبعد ذلك تمت خطبتها لشخص آخر، وهذا أمر كثير الحدوث، ويا أخي الكريم! الإنسان يجب أن يقيس هذه الأمور بمقياس واحد، وهو إذا كان في هذا الأمر خير لقدّره الله لك.
ما دام هذا الأمر لم يتم فاعلم أن هذا هو الخير لك، يجب أن يكون هذا هو المرتكز الرئيسي في تفكيرك، والإنسان قد يحب أشياء، ويكون فيها شر، ويكره أشياء ويكون فيها خير، قال تعالى: ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ))[البقرة:216].
أيها الفاضل الكريم! يجب أن لا تكون هشّاً حيال مثل هذا الأمر، ومع احترامي الشديد لهذه الفتاة، لكن أنت الرجل وأنت الذي تستطيع أن تختار وتتخير من بين النساء، وهنَّ كثر، فلا تحزن، أرجوك أن لا تحزن وأن تعيد تفكيرك حول هذا الأمر.
أنا أقدر الأمور الوجدانية والعاطفية التي قد تواجه بعض الناس خاصة في مثل سنك، ولكن أعتقد أنك وصلت مرحلة الإدراك والنضوج الذي يجعلك أكثر واقعية.
الذي حدث ليس إنقاصاً لك إنما هو خير لك، وربما تكون أنت لا تعلم ذلك، خذ الأمر على هذا النسق وهذه حقيقة الأمر.
لابد أيضاً أن تفكر إيجابياً، فأنت رجل صاحب مقدرات، وقد تخرجت -الحمد لله- من كلية الطب، وأعجبني جدّاً أنك قد بدأت، وقلت (أنا طبيب شاب)، والشباب أخي الكريم هي مرحلة الطاقات النفسية والجسدية، عليك أن تدخل معترك الحياة المهنية بكل قوة وبكل إقدام، الطب مهنة تنافسية جدّاً، ومهنة جميلة جدّاً، إذا أدرك الإنسان هذه التنافسية وسعى إلى أن يطور نفسه.
أرجو أيها الفاضل الكريم! أن تضع نمطاً جديداً لحياتك يقوم على الفعالية والتفكير الإيجابي، وإدارة الوقت بصورة صحيحة، واختيار التخصص، وأنصحك دائماً بالمذاكرة في المكتبة، المذاكرة في المكتبة هي خير وسيلة؛ لأن يحسن الإنسان من دافعيته، ولابد أن تكون هنالك برامج ملتزمة بالنسبة لك.
أنصحك أيضاً بممارسة الرياضة فالرياضة فيها خير كثير جدّاً، تجدد الطاقات النفسية، بل تجعل الإنسان يتخلص من الطاقات النفسية السلبية، وتبني لديك إن شاء الله طاقات نفسية جديدة، وذلك بجانب الفائدة الجسدية التي تجنيها منها إن شاء الله تعالى.
بالنسبة للعلاج الدوائي: اللسترال من الأدوية الجيدة، ولكن يعرف تماماً أن الأدوية قد لا توافق بعض الناس، وذلك نسبة للتركيبة الجينية لديهم، أو أن الإنسان لم يملك الإرادة التي تتطلب التحسن، فالتحسن يتطلب إرادة، وبعض الناس يهزمون أنفسهم، وذلك من خلال التفكير السلبي التشاؤمي، ولكن الذي يتفاءل ويسأل الله تعالى أن يعافيه، ويأخذ بالأسباب بصورة كاملة، ومنها تناول الدواء بانتظام -إن شاء الله تعالى- في نهاية الأمر تتبدل أحواله إلى الخير.
أيها الفاضل الكريم! أعتقد من الأفضل استبدال السيرترالين، وهذا هو اسمه العلمي والذي يعرف باسم (مودابكس) ويعرف أيضاً باسم (لسترال) أو (زولفت)، وحقيقة أنا أفضل في مثل حالتك التي تتميز بما نسميه بالقلق الاكتئابي حسب ما ورد في وصفك في آخر الرسالة.
عقار فلوزاك، والذي يعرف باسم (بروزاك)، ويعرف علمياً باسم (فلوكستين).
أعتقد أنه سيكون دواء جيداً في حالتك، لكن يجب أن تصبر عليه، ابدأ في تناوله بكبسولة واحدة، تناولها يومياً بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعل الجرعة كبسولتين في اليوم -أي أربعون مليجراماً- وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك انتقل إلى الجرعة الوقائية، وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى.
بجانب الفلوزاك أريدك أن تتناول عقار فلوكستين، والذي يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول) هو دواء جيد جدّاً لعلاج الضيقة والقلق، كما أنه يدعم من فعالية الفلوزاك -إن شاء الله تعالى- والجرعة المطلوبة من الفلوكستين هي جرعة صغيرة جدّاً، أريدك أن تتناول حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي (نصف مليجرام) تناولها يومياً لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك توقف عن تناولها واستمر في تناول الفلوكستين كما وصفته لك مسبقاً.
ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).
التخلص من حب فتاة: (243370 - 520).
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تداويت للتخلص من الاكتئاب ولكن لم أشعر بالتحسن 1284 الأحد 09-08-2020 06:15 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2980 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3524 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية. 4409 الثلاثاء 21-07-2020 06:18 صـ
ما علاقة دواء فافرين بالحكة الجلدية؟ 1262 الاثنين 20-07-2020 04:07 صـ