أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الخوف من تحمل المسئولية والتردد في اتخاذ القرار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مشكلة قد تكون صغيرة، لكني أريد معرفة: هل هي حالة نفسية أم مشكلة طبيعية؟
مشكلتي هي أني أخاف كثيراً من المسئولية، ولا أحب أن يأتمنني أحد على شيء لمدة يوم أو أكثر، ولو كان هذا الشيء قلماً، أنا أفكر بالمستقبل بأن أكون مثلاً مديرة أو مسئولة لقسم أو ما شابه، ولكن هذا التناقض الذي أحمله في رأسي لا أعرف كيف أتصرف معه! لأني أيضاً أكره الاتصال مثلاً للبقالة لطلب عصير أو أي شيء، وأحس بشيء لا أعرف ما هو! وكأني أعمل شيئاً خاطئاً، وأيضاً لا أحب الاتصال للاستفسار عن دورات تقيمها بعض الأماكن، أو الاستفسار عن الوظيفة، ولا أعرف لماذا أنا هكذا؟! لدي تناقضات في أمور كثيرة، ولا أستطيع أن أقرر مصيري وأحس أن مصيري بيد الآخرين وليس بيدي.
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الظاهرة التي تعانين منها، والتي تتمثل في عدم أخذ المبادرات، والتردد في تحمل المسئولية، بل محاولة تجنبها تماماً، تعتبر فكرةً وسواسية غالباً تكون قد تأسست لديك بعد تجربة سلبية وجدت فيها صعوبات في أخذ مبادرة ما أو تحمل مسئولية ما، والفكر الوسواسي يأخذ عدة مسارات لدى بعض الناس، وله صور كثيرة، فيأتي في شكل تردد، أو نزعات، أو خواطر يتبعها الإنسان بشيء من التساهل، وبعد ذلك تصبح نمطاً لسلوكه وتسيطر على مشاعره، وهذا ينطبق عليك تماماً.
هذه الفكرة تحارب وتُعالج بأن تحقريها كفكرة، والإنسان حين يحقر شيئاً ويتعامل معه كأمر مرفوض وبغيض يستطيع بعد ذلك أن يبني قناعات جديدة تؤدي إلى تغيير إيجابي كبير.
على الصعيد العملي عليك بالقيام بتطبيقات يومية، مثلاً: حددي نشاطات معينة سوف تقومين بأدائها أثناء اليوم، اكتبي في ورقة المسئولية الأولى أو الأمر الأول الذي يجب أن تقومي به، بعد ذلك اكتبي الخطوات التي يجب اتباعها من أجل تنفيذ هذا الفعل الذي تودين القيام به، وعند التطبيق ابدئي ببسم الله الرحمن الرحيم، واسألي الله تعالى أن ييسر لك أمرك، وإذا أتتك أي فكرة للتردد حقري هذه الفكرة تماماً، وناقشي نفسك بصورةٍ منطقية وإيجابية، وابدئي في التطبيق فوراً..هذه الأنشطة يجب أن لا تقل عن ثلاثة إلى أربعة أنشطة في اليوم، وهي مجربة كطريقة علاجية فعالة.
الجانب الآخر والمهم تماماً: هو أن تكوني أكثر ثقة في نفسك وفي مقدراتك، وأن تفصلي ما بين مشاعرك وأفعالك، لا تجعلي المشاعر السلبية هي التي تقودك وتزودك بالنشاط والأفكار السلبية، صممي على عمل أشياء معينة وقومي بتنفيذها مباشرة، حتى وإن كان ذلك سوف يسبب لك القلق والتوتر وعدم الارتياح.
بعد أن تتعودي على إنجاز الأمور، سوف تجدين أن المشاعر قد بدأت في التغير، لكن إذا انقاد الإنسان فقط بمشاعره إذا كانت هذه المشاعر سلبية فبالطبع سوف تتعطل أفعاله وأعماله.
أنصحك أيضاً بأن تضعي لحياتك قُدوة ونموذجاً يجب اتباعه، تخيري أحد أفراد أسرتك الناجحين مثلاً، أو أي صديقة أو قريبة لها وجود وإثبات ذات مشهود، وحاولي أن تتقمصي شخصية هذا الشخص، فاتخاذ النموذج والقدوة دائماً هو أمر جيد للإنسان.
كوني دقيقة ومواظبة على إدارة وقتك بصورة جيدة وفاعلة؛ فهذا أيضاً يعطيك المزيد من الثقة.
الانخراط في الأنشطة الثقافية وأعمال البر والإحسان من خلال الجمعيات والمؤسسات الشبابية يعطي حافزاً أساسياً من أجل الفعالية والإنجاز الفعلي، والقضاء على التردد.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ | 1562 | الخميس 16-07-2020 06:08 صـ |
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. | 1904 | الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ |