أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : هل تؤثر الأدوية النفسية على المخ على المدى البعيد؟
تناولت مضادات كثيرة للاكتئاب بسبب الرهاب الاجتماعي، وأنا الآن أنقص الجرعة تدريجيا لوقفها بسبب الضعف الجنسي، والتبلد في الأحاسيس، فأنا أحس أني بلا مشاعر.
سؤالي: هل ستعود الوظيفة الجنسية مثل السابق بعد وقف الدواء، وكذلك المشاعر والأحاسيس؟ وهل تؤثر الأدوية النفسية على المخ على المدى البعيد؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأنا أريد أن أطمئنك وبصفة قاطعة، وعلى أسس علمية أن مضادات الاكتئاب أدوية سليمة وسليمة جدًّا، خاصة إذا تناولها الإنسان حسب الجرعة المحددة، وبالطريقة الموصوفة وللمدة المطلوبة، فأرجو أن تطمئن من هذه الناحية.
بالنسبة لتأثير هذه الأدوية على الأداء الجنسي: هذا التأثير موجود، لا أحد يستطيع أن ينكره، لكنه يصيب قلة من الناس، والشيء الطيب والجميل أن هذا التأثير تأثير عارض، يزول بزوال السبب، وهو التوقف عن تناول الدواء، والتوقف عن تناول الدواء يجب أن يكون حسب الإرشاد الطبي وبصورة متدرجة.
موضوع تبلد الأحاسيس: لا نراه نوعًا من التبلد في الأحاسيس، إنما عدم التطور في إدراك الذات، هذا يحدث لبعض الناس، بعد أن تتحسن أحوالهم يرى أن الأمور قد توقفت عند هذا الحد، وهذا يعطي الإنسان شعورًا سلبيًا بما وصفته أنت بالتبلد في الأحاسيس.
بالنسبة لسؤالك أظنني قد أجبت عليه: هل ستعود الوظيفة الجنسية كما كانت أولاً؟ .. نعم الوظيفة الجنسية سوف تعود كما كانت أولاً، ولا بد أن أشير أن هناك من تحسن أداؤهم الجنسي بعد أن تناولوا أدوية الاكتئاب، والإنصاف العلمي يتطلب أن أذكر لك هذه الحقيقة.
مشاعرك -إن شاء الله تعالى- سوف تعود وتكون أفضل، لكن يجب ألا يكون هنالك نوع من التأثير الإيحائي السلبي، يعني لا تراقب مشاعرك بكثرة، عش بصورة عادية، كن متفائلاً، كن متجاوبًا، كن دائمًا في جانب السعي أن تطور مهاراتك، لأن المشاعر والأحاسيس هي تفاعل إنساني اجتماعي وجداني، وهذا لا يتأتى إلا من خلال تطوير المفاهيم عن الذات والتفاعل مع الآخرين.
بالنسبة لسؤالك: هل الأدوية النفسية لها تأثير على المخ على المدى البعيد؟
معظم الأدوية النفسية إذا أُعطيت بصورة صحيحة، وتم تناولها بصورة راشدة، وكان الطبيب الذي وصفها ذا خلفية علمية مهارية ممتازة، قطعًا هذه الأدوية ذات تأثير إيجابي على المخ، هذا لا بد أن نذكره، ولا بد أن نؤكده، الكثير من الأدوية النفسية تؤدي إلى تحسن التواصل بين خلايا الدماغ، معظم الأدوية النفسية تؤدي إلى توازن في كيمياء الدماغ، وهذا لن يؤدي إلى أي نوع من الضرر على خلايا الدماغ على المدى البعيد، بل على العكس تمامًا أثرها إيجابي.
في حالات قليلة قد يكون أثر الأدوية على خلايا الدماغ سلبيًا، وذلك ناتج من تناول مركبات دوائية نفسية معينة، مثل المجموعة الدوائية التي تُعرف باسم (بنزوديزبينات benzodiazepines) وهذه معظمها أدوية قد تسبب الإدمان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أشكو من القلق والاكتئاب والأرق، فما الأدوية المناسبة لي؟ | 4113 | الأربعاء 01-07-2020 05:44 صـ |
زيادة الوزن هل هي بسبب الغدة أم الأدوية؟ | 2999 | الاثنين 08-06-2020 12:06 صـ |
هل السيروكسات يضعف فرص الإنجاب؟ | 2736 | الخميس 04-06-2020 04:44 صـ |
هل تناول جرعة كبيرة من الدواء النفسي تؤثر على المخ؟ | 3927 | الاثنين 11-05-2020 06:16 صـ |
ما مدى عودة الشخص لطبيعته بعد إيقاف علاج الفافرين؟ | 2449 | الأربعاء 06-05-2020 05:09 صـ |