أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : رهاب اجتماعي وضعف ذاكرة وتركيز

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 19 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ 10 سنين، ولكني اكتشفت ذلك مؤخراً، حيث ذهبت إلى طبيب نفساني، وأخبرني بأنه رهاب اجتماعي، وقد استعملت البوسبار 20 مجم يومياً، مع اسيتالوبرام 20 مجم يومياً لمدة 10 أشهر، ولكن حين تركت الدواء بدأت الحالة تعود تدريجياً، مع العلم بأن الحالة عادت بالتزامن مع حالة اكتئاب، بسبب زميلة كنت أحبها وتركتني، وأنا أمارس العادة بمعدل مرة يومياً، ومصاب بالقولون العصبي، ولا أتلقى أي علاج له، فهل لهذا تأثير على الصحة النفسية؟

أيضاً أشكو من ضعف شديد في التركيز والذاكرة، فبماذا تنصحني يا دكتور؟ لأنني أصبحت فاشلاً في دراستي بسبب قلة التركيز.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرهاب الاجتماعي، وضعف الذاكرة والتركيز، وأعراض القولون العصبي، والشعور بالاكتئاب الانفعالي، كلها تأتي تحت مسمى القلق النفسي، وليس أكثر من ذلك، فكل أعراضك هذه نضعها في هذا الحيز، فإذن لا تنزعج، أي لا تعتقد أنه لديك تشخيصات متعددة، إنما هو تشخيص واحد، هذا هو الذي نبدأ به، أي تأكيد التشخيص ونوع العلة؛ لأن الإنسان حين يعرف ما به، هذا يساعده كثيراً في التخلص من أعراضه.

أخي الكريم! لاشك أن العادة السرية عادة سيئة جدّا، أنا أعرف أن الشهوات قد تسيطر على الإنسان في كثير من الأحيان، لكن الإنسان بإرادته وبتذكر الضرر الذي تجلبه هذه العادة السرية للإنسان في دينه ودنياه، لاشك أنه سوف يضع الكوابح، ويكون صارماً مع نفسه ويتوقف عنها، وأعتقد أن العادة السرية ساهمت بدرجة كبيرة في أعراضك النفسوجسدية، خاصة أعراض القولون العصبي وما تابعه من قلق.

أيها الفاضل الكريم! حاول.. بل أجبر نفسك على أن تتخلص من هذه العادة القبيحة، وأكثر من الرياضة، وتجنب تناول السكريات قدر المستطاع، وأسأل الله تعالى أن يسهل لك أمر الزواج، وعليك بالدعاء.

الانتكاسة التي حدثت لك لاشك أنها مرتبطة بأنه بعد التوقف من الأدوية لم يكن هنالك تدعيم مسبق لعلاج الرهاب، وأعني بذلك أنك لم تطبق المبادئ السلوكية، والتي تقوم في الأصل على المواجهة وتجاهل الخوف، فابدأ الآن بالمواجهة، هنالك مواجهات جماعية طيبة، منها ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، ومنها التفاعل مع مجموعة من الأصدقاء، وكذلك الانخراط في الأعمال الثقافية والنشاطات الشبابية، هذا كله إن شاء الله فيه خير كثير، وعليك أيضاً بحسن إدارة وقتك، وبممارسة تمارين الاسترخاء، هذا فيه فائدة كبيرة جدّا لك.

أعتقد أنه لا مانع أبداً في أن تبدأ في تناول الدواء مرة أخرى، وفي هذه الحالة يمكن أن تنتقل إلى دواء آخر، السيتالوبرام دواء ممتاز، ولكن بما أن الرهاب الاجتماعي هو المسيطر فربما يكون المودابكس والذي يعرف باسم (سيرترالين) هو الدواء الأنسب، خاصة أن تكلفته أقل كثيراً من السيتالوبرام، وجرعة المودابكس هي أن تبدأ بحبة واحدة يومياً، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى حبتين يومياً، استمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

لاشك أن تناول هذا الدواء، وممارسة الرياضة بكثافة، والتفكير الإيجابي، كلها إن شاء الله سوف تؤدي إلى تحسن كبير جدّاً في التركيز والذاكرة لديك، كما أن أعراض القولون العصبي هي في الأصل أعراض ثانوية لهذا القلق الذي تعاني منه، والرهاب الاجتماعي يواجه ويعالج بالمواجهة، وهذا هو الأساس، وأنا أود أن أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، وأنك لن تفشل أبداً أمامهم، وددت أن أذكر ذلك لأن الشعور سيطر كثيراً على الإخوة والأخوات الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، فهم دائماً تحت الاعتقاد بأنهم سيكونون محط السخرية والاستهزاء من قبل الآخرين، أو أنهم تحت مراقبتهم، هذا ليس صحيحاً، فأرجو أن تصحح المفهوم أخي (رامي) وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2388 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1562 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1904 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ