أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : التوتر عند مقابلة الناس كيف أتخلص منه؟
الأستاذ الدكتور: محمد عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة أتميز بشخصية مرحة للغاية، وأنا اجتماعي من الدرجة الأولى، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهي ولم أعرف الخجل يوماً من الأيام، ولكني إنسان حساس جداً قليل الثقة بالنفس أنظر لنفسي نظرة سلبية.
حصل لي قبل ثلاث سنوات قصة غريبة أثرت على حياتي، فمرة كنت أحكي لرفاقي نكتة وأثناء تكلمي للنكتة أحسست بشيء غريب في وجهي حيث بدأ وجهي يرجف لدرجة أنني لم أستطع أن أكمل النكتة ولم يلاحظ أحد من رفاقي هذا الرجفان، ولكن شعروا بحصول شيء لي وسألوني: ماذا حصل لك؟ فقلت لهم: أنني أحسست بدوخة بسيطة فطلب مني أحد الشباب أن أكمل النكتة، فكي لا أحرج نفسي كثيراً بدأت أكمل النكتة مع أن وجهي ما زال يرجف وأحسست أن وجهي تشنج فجأة تشنجاً شديداً، ومنذ ذلك اليوم صار وجهي متشنجاً ومتوتراً دائماً، وكثيراً ما يحمر بدون سبب ولكن لم يلحظ الناس هذا التوتر على وجهي ولكن كانوا يشعرون أنني تغيرت ويلحظون علي بعض الخجل؛ مما سبب لي الكثير من الإحراج أمام الناس خاصة أنهم يعرفون قوة شخصيتي في السابق مما سبب لي توتراً داخلياً.
وظلت هذه الأعراض على وجهي قرابة سنة ثم بدأت تخف تدريجياً وبدأت أعراض التوتر تخف أيضاً مع الوقت والحمد لله.
أنا الآن موظف ناجح في عملي وأتكلم بطلاقة أمام الناس وأبدي برأيي في أي موضوع يطرح أمامي، ولكن مشاكلي الأساسية تتمثل في أنني أحس بتوتر ورعشة في الأطراف وقلق عند الدخول على مجموعة من الأشخاص، وأحب أن أكون برفقة أحد ما عند مواجهتهم ولكن سرعان ما يزول هذا التوتر عند التحدث معهم، والمشكلة الثانية هي أنني إذا توترت أمام شخص ما أشعر بقلق من مواجهته خوفاً من أن أتوتر أمامه مرة أخرى، فما الحل؟ وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زاهر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً على سؤالك.
أود أن أطمئنك يا أخي أنك تعاني من أعراض بسيطة لما يعرف بالهرع، أو الرهاب الاجتماعي وهو نوع من القلق النفسي الذي أصبح منتشراً في زماننا هذا، وأؤكد لك أن ما تعاني منه ليس جبناً، ولا يدل على ضعف في شخصيتك، أو قلة في إيمانك بإذن الله، ويعتقد الكثير من العلماء النفسيين أن مرده تجارب أو مواقف سلبية اتسمت بالمخاوف يكون الإنسان قد تعرض لها في مراحل الطفولة أو المراحل اللاحقة، ويعتقد أيضاً أنه ربما يكون هنالك اضطراب كيميائي بسيط في كيمياء الدماغ نتج عنه ضعف في إفراز مادة تعرف بالسروتنين.
والعلاج بسيط جداً يا أخي ويتمثل في مواجهة مصدر المخاوف وعدم تجنبها، وتكون هذه المواجهة في الخيال أولاً، ثم في الواقع، فعليك أن تتأمل مثلاً أنك دعيت لمخاطبة اجتماع جماهيري كبير يحضره عِلية القوم، وتسترسل في هذا التأمل لمدة نصف ساعة على الأقل يومياً، ويجب أن تصحب ذلك بالتطبيق العملي كالجلوس في مقدمة المجالس، والصلاة في الصف الأول خلف الإمام، ولا بأس أن تؤم الناس في الصلاة متى ما أتيحت لك الفرصة لذلك، وعليك الإكثار من حضور المناسبات الاجتماعية والمشاركة فيها بصورة إيجابية.
وأنصحك أيضاً بممارسة تمارين الاسترخاء النفسي، وتوجد عدة أشرطة لذلك في المكتبات، وقد تم عرضها في العديد من استشارات الموقع، وعليك أيضاً بتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف وأفضلها العقار المعروف باسم ( زيروكسات) وجرعته هي 20 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر وهو دواء ممتاز وفعال وإن كان غالي الثمن نسبياً، والدواء الآخر والأقل تكلفة يعرف باسم ( طفرانيل) وجرعته هي 25 مليجرام ليلاً يمكن أن ترفع لـ50 مليجرام بعد شهر لمدة ثلاثة أشهر، ولا شك أن العلاج السلوكي السابق الذكر مع الاسترخاء والدواء تؤدي مجتمعة إلى نتائج أفضل بإذن الله .. وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ | 1562 | الخميس 16-07-2020 06:08 صـ |
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. | 1904 | الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ |