أرشيف المقالات

الفوائد والأحكام في سورة البقرة من (139-141)

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
الفوائد والأحكام في سورة البقرة من (139-141)
 
1- الإنكار الشديد على اليهود والنصارى الذين يحاجون في الله وتوحيده والإخلاص له مع إقرارهم بأنه ربهم ورب غيرهم؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ﴾ [البقرة: 139].
 
2- إثبات ربوبية الله عز وجل العامة لجميع الخلق.
 
3- أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية والعبادة.
 
4- وجوب البراءة من أعمال الكفار وما هم عليه من الكفر والشرك، وعدم التشبه بهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ﴾ [البقرة: 139].
 
5- ينبغي للمسلم أن يتميز عن غيره بما هو عليه من الدين الحق والعمل الصالح؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ﴾ [البقرة: 139].
 
6- وجوب الإخلاص لله عز وجل والاعتزاز بذلك، وإعلانه لمن حآج في وحدانية الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴾ [البقرة: 139].
 
7- الإرشاد لطريق المحاجة لبيان الحق ودحض الباطل، وأنها مبنية على الجمع بين المتماثلين والفرق بين المختلفين؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴾ [البقرة: 139].
 
أي: فإذا كان ربنا واحداً نحن وإياكم، ولكل منا ومنكم عمله، فلا فرق بيننا وبينكم في ذلك، ولا تفضيل لأحد إلا بالإخلاص لله تعالى، فمن كان لله أخلص فهو منه أقرب وعلى دينه وتوحيده أصوب، وهذه صفة المؤمنين دون غيرهم.
 
8- الإنكار على اليهود والنصارى وإبطال دعواهم أن إبراهيم وإسماعيل، وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى، وأنهم أولى بهم من المسلمين؛ لقوله تعالى: ﴿ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 140] أي: قل بل الله أعلم، وقد بين عز وجل أن إبراهيم وهؤلاء الأنبياء مسلمون، كما قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 67].
 
9- إثبات العلم التام الواسع المطلق المحيط بكل شيء لله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ﴾ أي: بل الله أعلم.
 
10- جهل أهل الكتاب بتاريخ وأصول شرائعهم، حيث زعموا أن إبراهيم وأولاده وأحفاده كانوا على اليهودية والنصرانية.
 
11- إبطال كل ما خالف شرع الله من أقوال وقوانين البشر، ووجوب رد العلم في ذلك إلى الله العليم الخبير؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 140].
 
12- لا أحد أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 140] أي: كتم العلم الذي عنده من الله، فلم يبينه.
 
كما فعل أهل الكتاب عندهم الشهادة في التوراة والإنجيل بصدق محمد صلى الله عليه وسلم، وأن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط لم يكونوا هوداً أو نصارى، بل كانوا مسلمين فكتموا ذلك، بل ادعوا أن إبراهيم وهؤلاء الأنبياء كانوا هوداً أو نصارى، فكتموا الحق وأظهروا الباطل، ودعوا إليه وهذا أعظم الظلم، فمرتكبه متوعد بأشد العذاب.
 
13- عظم مسؤولية العلماء أمام الله عز وجل في بيان ما عندهم من العلم، وإرشاد الناس وتعليمهم شرع الله.
 
14- كمال علم الله عز وجل ومراقبته لأعمال عباده؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 140] وهذه من الصفات المنفية الدالة على كمال ضدها، وهو كمال علمه عز وجل ورقابته على العباد وأعمالهم، ومحاسبتهم ومجازاتهم عليها.
وفي هذا وعد ووعيد وترغيب وترهيب.
 
15- في تكرار هذه الآية: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 141]، تأكيد وتقرير أن لكل عمله وجزاءه، لا يسأل عن عمل غيره، ولا يؤخذ بجريرة من سواه.
 
كما قال تعالى: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ﴾ [الإسراء: 13]، وقال تعالى: ﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ [البقرة: 286]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164].
 
وفي هذا كله تأكيد على إطراح ما كان متأصلاً في نفوس الكفار من الافتخار بالآباء، والتقليد الأعمى لهم، كما قال تعالى: ﴿ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 23].
 
المصدر: «عون الرحمن في تفسير القرآن»

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير