أرشيف المقالات

تفسير سورة النمل للناشئين (الآيات 1 - 35)

مدة قراءة المادة : 11 دقائق .
2تفسير سورة النمل للناشئين (الآيات 1 - 35)
معاني المفردات من الآيات الكريمة من (1) إلى (13) من سورة «النمل»: ﴿ طس ﴾: حرفان للتنبيه على المادة الأولية التي تتألف منها السورة والقرآن كله، ومع هذا عجزوا عن الإتيان بمثله. ﴿ يوقنون ﴾: يؤمنون إيمانًا قويًّا راسخًا يصل إلى حد اليقين. ﴿ يعمهون ﴾: يتجبَّرون أو يعمون عن الرشد. ﴿ من لدن حكيم ﴾: من عند الله الحكيم في تدبير خلقه. ﴿ آنست نارًا ﴾: رأيتها. ﴿ بشهابٍ قبس ﴾: بشعلة نار من أصلها. ﴿ تصطلون ﴾: تستدفئون بها من البرد. ﴿ بورك ﴾: قدس وطهر وزيد خيرًا. ﴿ كأنَّها جان ﴾: مثل الحيَّة. ﴿ ولَّى مدبرًا ﴾: جرى خوفًا وفزعًا. ﴿ ولم يعقب ﴾: ولم يلتفت. ﴿ في جيبك ﴾: في فتحة الثوب التي يدخل منها الإنسان رأسه. ﴿ من غير سوء ﴾: من غير مرض كالبَرَصِ ونحوه. ﴿ فاسقين ﴾: خارجين عن طاعة الله. ﴿ آياتنا ﴾: المعجزات الباهرة. ﴿ مبصرة ﴾: واضحة ظاهرة.   مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (13) من سورة «النمل»: 1 - تبدأ هذه الآيات بالإشارة إلى عظمة القرآن الكريم وأثره في هداية المؤمنين، وتبشيرهم بالخير، وتتحدث عن صفاتهم، أما غير المؤمنين بالآخرة عُمي عن الحق، وسوف يذوقون أشد أنواع العذاب، وسيكونون أشد الناس خسارة وندمًا في الآخرة.   2 - ثم تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه يتلقى هذا القرآن العظيم من الله الحكيم العليم.   3 - وتطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يذكر موسى عليه السلام حين تلقَّى تكليف ربه أيضًا، وناداه الله ليحمل رسالته إلى فرعون وقومه، وكما أن أهل مكة استقبلوا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإعراض والتكذيب، فكذلك فعل قوم موسى، الذين جحدوا آيات الله ظلمًا وعلوًّا، مع أن نفوسهم قد استيقنت بأنها من الله سبحانه وتعالى فكانت عاقبتهم الإغراق في الدنيا، والعذاب في الآخرة، وهكذا سوف يصيب كل من كذَّب برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ما أصاب قوم موسى وغيرهم ممن كذَّبوا الرسل - عليهم السلام.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (13) من سورة «النمل»: 1 - الله سبحانه وتعالى يدبِّر كل أمرٍ بعلمٍ وحكمة، ويظهر علمه وحكمته في هذا القرآن الكريم في منهجه وتكاليفه، وفي تنزيله في وقته، وفي تتابع آياته وأجزائه، وتناسق موضوعاته وعظمة معانيه...إلخ. 2 - طور سيناء موطن مقدَّس، نادى فيه الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام وكلَّفه بالرسالة. 3 - المرسلون آمنون من عذاب الله؛ لأن الله اختارهم من بين البشر، وعصمهم من المعاصي والذنوب.   معاني المفردات من الآيات الكريمة من (14) إلى (22) من سورة «النمل»: ﴿ ظلمًا وعلوًّا ﴾: أنكروها ظلمًا من أنفسهم، وترفعًا. ﴿ وورث سليمان داود ﴾: في النبوَّة والعلم والملك. ﴿ منطق الطير ﴾: لغة جميع الحيوانات والطيور. ﴿ حشر ﴾: جمع. ﴿ فهم يوزعون ﴾: فهم يوقف أوائلهم لتلحقهم أواخرهم، أي: يمنعون عن التقدم بين يديه. ﴿ أتوا على وادي النمل ﴾: وصلوا إلى وادٍ بالشام كثير النمل. ﴿ مساكنكم ﴾: بيوتكم. ﴿ لا يحطمنَّكم ﴾: لا يهلكنَّكم. ﴿ أوزعني ﴾: ألهمني ووفقني. ﴿ تفقَّدَ الطَّير ﴾: بحث سليمان عن جماعة الطير، وفتَّش عنهم. ﴿ أم كان من الغائبين ﴾: بل هو غائب. ﴿ بسلطانٍ مبين ﴾: بحجة واضحة تبيِّن عذره في غيبته. ﴿ أحطَّت ﴾: اطَّلعت وعرفت. ﴿ وجئتك من سبأ ﴾: وأتيتك من حي «سبأ» باليمن. ﴿ بنبأٍ يقين ﴾: بخبرٍ عظيمٍ صادق.   مضمون الآيات الكريمة من (15) إلى (22) من سورة «النمل»: 1 - تُبرز هذه الآيات صفة العلم، فوضَّحت أن الله سبحانه وتعالى أعطى داود وسليمان علمًا عظيمًا، ثم فصَّلت ما علمه سليمان من منطق الطير وما تفضَّل الله به عليه من نعم كثيرة، وقد جمع له من الجنِّ والإنس والطير لتكون طوع أمره من موكب عظيم، وحشدٌ كبير يجمع أوله على آخره؛ حتى لا يتفرقوا وتشيع فيهم الفوضى، وسار هذا الموكب المنتظم حتى إذا وصلوا إلى وادٍ كثير النمل، قالت نملة مسؤولة عن الإشراف والتنظيم لمجتمع النمل بالطريقة التي تتفاهم بها أمة النمل: ﴿ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ﴾؛ كي لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون بكم، فانشرح صدر سليمان لما عرف وأدرك من خوف النملة على بقية النمل، وتوجه إلى ربه يطلب منه أن يوفقه لشكر نعمه عليه وعلى والديه وأن يوفقه للعمل الصالح الذي يقربه إليه.   2 - ثم تسوق الآيات قصة سليمان مع الهدهد حيث اتجه إلى الطير يتفقد أحواله باحثًا عن الهدهد ليدله على الماء الذي تعب في البحث عنه، فلم يصل إليه، فوجد الهدهد من الغائبين، فحلف أن يعاقبه عقابًا شديدًا أو يذبحه إلا إذا جاء بعذرٍ مقبول، وعاد الهدهد بعد غيبة قصيرة، يخفض رأسه وذيله متواضعًا لسيده، معتذرًا عن تأخيره قائلاً: لقد اطلعت على شيء لم يمتد إليه علمك، فهدأت نفس سليمان عليه السلام وتشوَّق إلى معرفة هذا الخبر الهام الذي جاء به الهدهد، وأخذ يطلب منه الحديث عمَّا جاء به.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (14) إلى (22) من سورة «النمل»: 1 - نعمة العلم، وأن نوجهه لخير البشرية، وأن يكون سبيلاً على زيادة الإيمان بالله. 2 - للطيور والحيوان والحشرات وسائل للتفاهم - هي لغاتها ومنطقها - فيما بينها. 3 - مسؤولية كل راع عن رعيته وخوفه عليهم. 4 - أهمية الاستفادة من خبرات الآخرين، وعدم احتقار أي عمل أو عامل مهما كان صغيرًا.   معاني المفردات من الآيات الكريمة من (23) إلى (33) من سورة «النمل»: ﴿ امرأة ﴾: هي بلقيس. ﴿ وأوتيت ﴾: وأعطيت. ﴿ زيَّن ﴾: حسَّن وحبب إليهم. ﴿ صدَّهم ﴾: منعهم. ﴿ السبيل ﴾: الطريق الحق والصواب. ﴿ ألا يسجدوا ﴾: لئلا يسجدوا، أو لماذا لا يسجدون لله؟! ﴿ يخرج الخبء في السموات والأرض ﴾: يظهر المخبوء المستور من الأرزاق والأسرار. ﴿ فألقه إليهم ﴾: فأوصله إلى مملكة سبأ وجندها. ﴿ تولَّ عنهم ﴾: تنحَّ عنهم قليلاً مستترًا. ﴿ الملأ ﴾: أشراف قومها. ﴿ أفتوني في أمري ﴾: أشيروا عليَّ في هذا الأمر. ﴿ قاطعة أمرًا ﴾: قاضية في أمر. ﴿ تشهدون ﴾: تحضروني، أو تشهدوا أنه صواب. ﴿ أولو قوة ﴾: أصحاب كثرة وشدة وعتاد. ﴿ وأولو بأس شديد ﴾: أصحاب نجدة وبلاء في الحرب.   مضمون الآيات الكريمة من (23) إلى (35) من سورة «النمل»: تواصل الآيات قصة سليمان عليه السلام مع الهدهد فتذكر أن الهدهد قال: وجدت في أرض سبأ امرأة تحكمهم، وقد أُعطيت من كل شيء من أمور الدنيا يقوي ملكها وسلطانها، ولها عرش عظيم، إلا أن الشيطان قد استولى عليهم فصرفهم عن طريق الحق والهداية؛ ودهش سليمان لهذا الأمر العجيب، وقال للهدهد: سوف ننظر في هذا الخبر ونتحقق منه، فخذ هذا الكتاب واذهب به وألقه إليهم ثم انتظر في مكان قريب منهم مستترًا عن أعينهم لتعرف رأيهم.   فحمل الهدهد الرسالة وذهب إلى «بلقيس» ملكة سبأ وألقى بالرسالة أمامها، فأخذتها وقرأتها على حاشيتها وأعوانها وفيها دعوة من سليمان لهم إلى الإسلام وعدم التعالي والاستكبار عن الحق، فجمعت الملكة وزراءها ورجال دولتها لتستشيرهم في هذا الأمر الخطير، وأخبرتهم بمضمون الرسالة، فقالوا: نحن أبناء حرب وأهل قوَّة، لا أهل رأي ومشورة، وقد تركنا أمورنا لتدبيرك أيتها الملكة.   فأظهرت لهم أن الصلح خير وقالت: إن الملوك إذا غلبوا قرية، ودخلوها قهرًا خرَّبوها وأزالوا حضارتها وأذلُّوا أهلها الأعزَّاء وإنِّي سأرسل إلى سليمان بهدية عظيمة؛ حتى يظهر لي أمره على حقيقته، فإن كان يريد الملك والسلطان قبل الهدية، وعندئذٍ فسوف نقاتله، وإن كان على حق وهداية من الله ولا يريد الدنيا فلن يقبل هديتنا، وعندئذٍ فلا فائدة من قتاله، بل لابد من الاستجابة لدعوته.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (23) إلى (33) من سورة «النمل»: الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتحريم الرشوة لما تؤدي إليه من إفساد لحياة الأفراد والمجتمعات.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣