أرشيف المقالات

نصائح تربوية للعاملين في ساح التربية والنهضة والدعوة (1)

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
نصائح تربوية للعاملين في ساح التربية والنهضة والدعوة (1)
 
رأيتَ صديقًا لكَ من أبناءِ المسجد يُدخن فجاءك هاجسٌ من الداخل أنَّ فلانًا انتكسَ وتغير ولا خيرَ فيه، فكانت النتيجة تهميشه وعدم الاهتمام به أو التواصل معه، واليأس من رفقته، فكانَ الخسران كبيرًا، تركتَ شابًا كادت كلمةٌ منكَ أو نصيحةٌ ترجعه الطريق.
 
لكنَّك استعجلتَ الحُكمَ وأخذتَ الظاهر، ولم تغفر الزَّلَّة، ونظرت للعيبِ بدقةٍ، ونشرتَ بين الصحبِ اليأس منه.
 
حتَّى غدا هذا الشابُّ بعيدًا بعيدًا عن بيئةِ المسجد وصحبةِ القرآن التي ألِفته وترعرعَ فيها، ليكون أحد الشباب الذين خسرتهم ميادين الدعوةِ والدين.
 
هذا نموذجٌ بسيط ومثالٌ يسير لكثيرٍ من شبابِ الدعوةِ الذين يستعجلون إصدار الأحكامِ، ولا يغفرون الزلات، وينظرون لعيوبِ إخوانهم على أنَّها مصائبُ جمَّةٍ لا تُغفَر وليس لها من توبةٍ، ويُسقطون من حساباتهم ذلك الشاب لهفوةٍ ابتدرها أو افتعلها.
 
ولو أحسنَ هؤلاء تربيةَ ذواتهم وتنقية دواخلهم لتيقنوا أنَّ نفوسهم مليئةٌ بالعيوبِ التي يستوجبُ الحال تغييرها والتوبةَ منها والمسارعة للخلاصِ منها.
 
وأنَّه مهما بلغ في العبدِ الرشاد، فلا بدَّ من ذنبٍ أو هفوةٍ ملازمةٍ تدعو العبدَ للتوبةِ مرةً بعد الأخرى، ثمَّ مهما كان العبدُ فيه من خصالِ الشر، فإنَّ فيه بذرةَ خيرٍ ونماءٍ تحتاجُ إلى سقاءٍ، تحتاجُ لمن يلفت لها النَّظر، ويسقيها بماءِ العطاء، يكون ذلك واضحًا وجليًّا في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لحُسين بن خزاعة رضي الله عنه قبل أن يُسلم: كم من إلهٍ تعبد! ليغدو هذا السؤال بمثابةِ منارةٍ تنير لحُسينٍ الطريق وترشده سواء السبيل.
 
هدانا الله وإياكم إلى سواء الطريق.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١