لتكن حياتنا كإكليل ورد
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
الحياةُ الزوجيةُ رِباطٌ مُقدس؛ عَلاقةٌ بين رجل وامرأة، كتب الله أن يكونَ كلٌّ منهما للآخر! يبدآن العيشَ كعصفورين في قفص، يغرِّدُ كل منهما للآخر، يبنيان حياتَهما بأريج الحب ، وعبق الود، يبادلُ كل منهما الآخرَ الاحترامَ والوفاء!
تدورُ الأيام بسرعة؛ ويُرزقان أحلى هدية من إله السموات والأرض، طفل يتغنى البيت بضحكاته، وترانيم بكائه! يملأ عليهما حياتَهما، ويزيد شهدها شهدًا!
ومع فرحتهما بهذا الطفل، ينسى كلٌّ منهما الآخرَ، تُلهى الزوجة عن زوجها دون أن تشعر، وهو بدوره يكثر الخروج هَرَباً أو تجاهلاً بسبب هذا الوضع، فيذبل حينَها وردُ الحب، ويشيخ جمال الوُد.
تغرق الزوجة في الاهتمام بطفلها وفِلْذة كبدها، وتلهى عن زوجها، فينقلب قفصُ الحب إلى ساحة عراك، يضيع فيها كلاهما، لا سيما وأن السنة الأولى من الزواج يصعب فيها التفاهمُ بين الزوجين -أحياناً-.
فيا غاليتي؛ قبل أن تصلي إلى هذه المرحلة، ويتحوّل إكليلُ ورد حياتكِ إلى شعلة من نار؛ إليكِ بعضَ الهمسات:
- لا تدَعي اهتمامكِ بطفلكِ يُنسيكِ اهتمامَكِ بوالده؛ حتى لا تتحوّلَ علاقتُهما إلى نوع من الغيرة.
- نَمِّي صداقتَكِ وحبكِ لزوجكِ، وأعطيه فرصةً للشعور بذلك.
- لا بد أن تقتنعي أن ابنَكِ هو ابنه أيضاً، وله الحق في تربيته بأسلوبه الخاص.
- عند دخول زوجكِ إلى المنزل لا تبادريه بمشاكل الطفل، بل اختاري الوقت َ المناسب الذي يكون مستعداً فيه للحديث والمناقشة.
- مارسي بعض الألعاب بمشاركة زوجكِ وطفلكِ، فذلك يضفي جواً من المتعة والألفة، ويزيل توتر الأب من مسؤولياته الجديدة، ويعلم أنكِ لم تُهمِليه.
- كوني نظيفة دائماً ومرتبة، ولا تنشغلي بطفلكِ عن نفسكِ.
- اسألي نفسكِ وأجيبي بصراحة: هل تشعرين بأن الطفل ابنكما معاً أو أنكِ أكثر ملكية له؟!
- عيشي وإياه بعض الوقت بعيداً عن شخصية الأم والأب، استعيدا أيام زواجكما وذكرياته.
- استودعي طفلَكِ الله، وضعيه عند أهلكِ أو أهله، وعيشا مع بعضكما بعض الوقت.
- وحذار حذار -مع زحمة الأيام وتصارع وتيرة الهموم- أن تجف المشاعرُ بينكما؛ فإن البيوت وإن كانت تُبنى على الحب فإن دمارها يبدأ من جفاف المشاعر.
حينها تصبح العلاقة الزوجية جسداً بلا روح؟ وهذا بلا شك سيؤثر سلباً على تربية أبنائكما، وعلى حياتهم المستقبلية أيضاً!
فالحب ينتج أسراً قوية لا تهدها الريحُ، ولا تشتتها العواصف!
فيا كل زوج وزوجة؛ لا تجعلا همومَ الأبناء تنسيكما، نعم! هم أمانة في أعناقنا، ولا بد أن نربيهم أحسنَ تربية، لكن حاولا قدرَ المستطاع أن تحافظا على مشاعر الحب بينكما، وتجديدها من حين لآخر، وإن تقدَّم بكما العمرُ، فليس عيباً أن يعيش الإنسان حبّاً مع من وهبها له الله لتكون سكناً له ويكون سكناً لها.
حين يتم ذلك سيحصلُ أبناؤكما على أحسن تربية.
أدام الله الحب!
وشعشع الود بكل بيت جعل هدفَه بناءَ أسرة سعيدة.
هيفاء الوتيد