أرشيف المقالات

الأدب والفن في أسبوع

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
8 للأستاذ عباس خضر معركة الإسلام والرأسمالية: هذا عنوان كتاب جديد للأستاذ سيد قطب، كتاب يعرض فيه سوء حالة المجتمع وما يشيع في نفوس أفراده من قلق بسبب الأوضاع الظالمة، ويعني خاصة - عند الكلام على هذه الأوضاع - بكشف الستار عن الجاذبية الشيوعية التي تسحر ألباب الكادحين إذ تعدهم بالخلاص مما يعانونه من بؤس وحرمان ذاهبا إلى أن الخلاص الحقيقي الذي يحفظ الإنسانية كرامتها وحريتها إنما هو في الإسلام: نظمه وتشريعه وحكمه.
وهو يهاجم الأوضاع القائمة هجوماً عنيفاً، يأتي عنفه من الصراحة والبصر بحقائق الأمور.
ومن هنا يبدو الكتاب (حريفا) يبلغ في غرضه ما لا تستطيع أن تبلغه الوسائل الأخرى من كتابة بريئة أو غير بريئة.

ذلك لأن المؤلف يلذع ثم (يزيت) موضع اللذع بدسم الإسلام هذا هو الكلام الجد.

نحن في أحوال سيئة ما في ذلك شك، أحوال يسودها الاستغلال وتتحكم فيها الرأسمالية، ولكنها لا تريد شيوعية.
ولماذا نلجأ إلى الشيوعية (إذا كان هناك نظام آخر يمنحنا الخير الذي تمنحه لنا الشيوعية، ويعفينا من بشاعة الثراء الفاحش وفوارق الطبقات، ويحقق لنا مجتمعاً متوازناً لا حرمان فيه ولا افتراء.
.
ثم يمنحنا في الوقت ذاته غذاء الروح، وحرية الفكر، والشعور الإنساني، الأرقى بالإنسان والحياة.
ما القول إذا كان هناك نظام، لا يدعنا ذيلا في القافلة، قافلة الشيوعية أو قافلة الرأسمالية.

إنما يمنحنا مع العدالة الاجتماعية المطلقة في الداخل، كرامة دولية عزيزة في الخارج، ويرد إلينا اعتبارنا في المجتمع الدولي؛ وقد يعفينا من ويلات الحرب، ويعفي الإنسانية معنا من هذا البلاء)
ويلخص الأستاذ سيد قطب مشكلاتنا الاجتماعية في: سوء توزيع الملكيات والثروات، ومشكلة العمل والأجور، وعدم تكافؤ الفرص، وفساد جهاز العمل وضعف الإنتاج؛ ويعرضها - واحدة واحدة - على الإسلام، ويشرح علاجه الحاسم لها، ثم يخلص إلى أن الإسلام يجب أن يحكم ليستطيع أن يطبق وينفذ مفنداً ما يوجه إلى حكم الإسلام من مطاعن وما يقف في سبيله من عدوات هي عداوات الصليبين، والمستعمرين، والمستغلين والطغاة، والمحترفين من رجال الدين، والمستهترين والمنحلين، والشيوعية والشيوعيين وقد كتب الأستاذ المؤلف هذا الكتاب على هدى الثقافة الإسلامية المستقاة من منابعها وأصولها، وفي ضوء الإلمام بالمذاهب الحديثة، واستعان بأداة الكاتب المبين وثقافة الناقد البصير.
وقد ألف قبله كتاب (العدالة الاجتماعية في الإسلام) والكتابان يرميان إلى هدف واحد، وإن كان كتاب العدالة يميل إلى الدراسة الجامعة للأصول، أما كتاب المعركة فهو أميل إلى التطبيق.
ويختلف الكتابان أيضا في الأسلوب من حيث هدوء العدالة وثورة المعركة وإنني لأغبط صديقي الأستاذ سيدعلى هذه الروح القوية المنبثة في كتابه (معركة الإسلام والرأسمالية) وأتمنى أن يكون لي تفاؤله.
.
ذلك أني أرى أكبر عدو لسيادة الإسلام وعدالته إنما هو في عقولنا.
.
حقا هناك العداوات التي ذكرها وبين أساليبها، وهي عداوات ضارية، ولكن العداوة الأشد هي في داخلنا، هي في فهمنا العامي للإسلام، وليس هذا الفهم مقصورا على العوام، بل هو أيضا في أذهان المتعلمين الذين يتعلمون - ولا يزالون - على الأسس التي وضعها المستعمرون وقصدوا فيها إلى المباعدة بيننا وبين الإسلام، بل هو أيضا في أذهان من يسمونهم (رجال الدين) الذين يجارون ذلك الفهم، من أثر العكوف على الجدل العقيم الذي تزخر به الشروح والحواشي وقد بين الأستاذ ذلك في هذا الكتاب، ولكنه متفائل قوي الأمل في النصر القريب، ولكني لا أرى محاربة العدد الكامن في العقول أمرا هينا، ولا ألمح لهذه المحاربة إلا طلائع قليلة العدو أغبطها ارجوا لها التوفيق العيد الألفي لابن سينا ذكرت في الأسبوع الماضي أنه تقرر تأجيل الاحتفال بالعيد الألفي للفيلسوف ابن سينا إلى ربيع سنة 1952 وكان مقررا إقامته في أكتوبر سنة 1951 ببغداد، ووعدت ببيان سبب لهذا التأجيل. تقوم بالنظر في هذا الاحتفال الإدارة الثقافية بالجامعة العربية وهي دائمة الاتصال بالحكومة الإيرانية للتنسيق بين الاحتفال العربي المعتزم إقامته في بغداد وبين الاحتفال الإيراني المعتزم إقامته في طهران.
ولما تقرر تحديدا أكتوبر سنة 1951 لاحتفال بغداد أبلغت الحكومة الإيرانية بذلك فردت بأن هذا الوقت يصادف شهر المحرم وهو شهر حداد عند الشيعة فلا تقام فيه حفلات.
وأن الحكومة الإيرانية تعمل في بناء ضريح لابن سينا في همدان ولم يتم بعد ولا ينتظر أن يتم قبل أكتوبر سنة 1951 ويحسن أن يكون الضريح مهيأ عند الاحتفال ليكون من تمام العناية بهذه الذكرى.
ولذلك قررت اللجنة المؤلفة لهذا الغرض بالإدارة الثقافية أن يقام الاحتفال ببغداد في النصف الثاني من شهر مارس سنة 1952 وتم الاتفاق مع إيران على هذا الموعد وعلى أن يقام احتفال طهران في النصف الأول من إبريل، إذ ينتقل المحتفلون ببغداد إلى طهران ويتم الاحتفال على هذه الصورة التعاونية واللجنة العامة المؤلفة في الإدارة الثقافية للاحتفال بالعيد الألفي لابن سينا مكونة برياسة الدكتور أحمد أمين بك وعضوية الدكاترة والأساتذة إبراهيم بيومي مدكور ومحمد البهي ومحمد يوسف موسى وأحمد فؤاد الأهواني ومحمود الخضيري والسيد محمد تقي القمي (من إيران) وشارل كونز مدير المعهد الفرنسي بالقاهرة والمستشرق ماسينيون عضو مجمع فؤاد الأول للغة العربية والأب جورج شحاتة قنواتي.
وقد ألفت لجنة فرعية لنشر مؤلفات ابن سينا من بعض هؤلاء الأعضاء.
وهناك لجان فرعية بالعراق وسوريا ولبنان، العراقية برياسة الدكتور ناحي الأصيل والسورية برياسة الدكتور جميل صليب واللبنانية برياسة الدكتور عمر فاروخ.
وكل منها تعمل في بلادها للتحضير للاحتفال العام ببغداد ويتمثل نشاط الإدارة الثقافية واللجنة المؤلفة بها فيما يأتي: 1 - جمع المخطوطات والوثائق المشتملة على مؤلفات الرئيس ابن سينا في المكتبات الشرقية والغربية والمكتبات الخاصة، وما عسى أن يكون لدى بعض الأفراد وقد أرسلت بعثات لتحقيق هذا الغرض إلى اسطنبول وسوريا وإيران وبريطانيا والفاتيكانوالأسكوريال، فصورت كثيراً من مؤلفات ابن سينا وأتت بما أمكن الإتيان به منها 2 - قررت اللجنة البدء بنشر قسم من كتاب (الشفاء) وهو الخاص بالمنطق بعد مراجعة نسخة المخطوطة المتعددة وهو الآن تحت الطبع ونشر المجموعة الفلكية والمجموعة الرياضية لابن سينا، وعهدت اللجنة إلى المختصين في كليتي العلوم والهندسة بجامعة فؤاد الأول لإنشاء لجنتين فرعيتين لمعالجة هذين الفرعين وكلفت اللجنة الأب جورج شحاتة قنواتي بالكتابة عن مؤلفات ابن سينا، فأنجز الأستاذ هذا العمل في مؤلف ظهر أخيراً بعنوان (مؤلفات ابن سينا) وكلفت اللجنة أيضا الأستاذ محمود الخضيري بكتابة ترجمة حياة ابن سينا وكانت اللجنة قد تلقت من عالم باكستاني في لندن، وهو الدكتور رحماني، أنه مهتم بنشر جزء النفس من كتاب الشفاء، فقررت نشر هذا الجزء أيضا على أن يتعاون فيه الدكتور رحماني والدكتور الأهواني، وقد يحضر الأول إلى مصر لهذا الغرض.
وذلك كله عدا ما قد تنشره اللجان الفرعية في العراق وسوريا ولبنان 3 - فيما يختص بالمهرجان الذي سيقام ببغداد، رؤى أن تتناول المحاضرات الشؤون الرئيسية والقضايا الكبرى في شخصية ابن سينا وإنتاجه.
أما الموضوعات التي تعالج نقطا خاصة لم يسبق علاجها فتعالج في بحوث فنية دقيقة، وكلفت اللجنة لفيفا من المستشرقين بالكتابة في موضوع من موضوعات عينتها ليلقى في المهرجان، وقد رد معظمهم بالقبول، ووصلت بالفعل أبحاث من بعضهم، ومن هؤلاء البروفسور جاردي الأستاذ بمدرسة اللاهوت في جامعة السربون عباس خضر

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢