زيد بن ابي اوفى
الكامل في ضعفاء الرجال
زيد بْن أبي أوفى له صحبة أخو عَبد اللَّه بْن أبي أوفى.
سمعتُ ابْن حماد يقول: قال البُخارِيّ زيد بْن أبي أوفى خرج علينا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآخى بين أصحابه لم يتابع في حديثه.
حَدَّثَنَا البغوي املاء، حَدَّثَنا حسين بن مُحَمد الذراع سنة إحدى وثلاثين ومِئَتَين قَدِمَ عَلَيْنَا مَعَ أَبِي الرَّبِيعِ الزهراني من البصرة، حَدَّثَنا عَبد الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ مَعْنٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَهُ فَقَالَ أَيْنَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ وَيَتَفَقَّدَهُمْ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِمُ حَتَّى تُوَافَوْا عِنْدَهُ فَلَمَّا تَوَافُوا عِنْدَهُ حَمَدَ اللَّهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنِّي مُحَدِّثِكُمْ بِحَدِيثٍ فَاحْفَظُوهُ وَعُوهُ وَحَدِّثُوا بِهِ مِنْ بَعْدِكُمْ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ خَلْقِهِ خَلْقًا ثُمَّ تَلا اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا ومن الناس خَلْقًا يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ وَإِنِّي أَصْطَفِي مِنْهُمْ مَنْ أُحِبُّ إِنْ أَصْطَفِيَ وَمُؤَاخِي بَيْنَكُمْ كَمَا آخَى اللَّهُ بَيْنَ الْمَلائِكَةِ فَقُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ فَاجْثُ بَيْنَ يَدَيَّ فَإِنَّ لَكَ عِنْدِي يَدًا اللَّهُ يَجْزِيكَ بها ولو
كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُكَ خَلِيلا فَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ قَمِيصِي مِنْ جَسَدِي ثُمَّ نَحَّى أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ ادْنُ يَا عُمَر فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ.
لَقَدْ كُنْتَ شَدِيدَ الشَّغْبِ عَلَيْنَا يَا أَبَا حَفْصٍ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعِزَّ الإِسْلامَ بِكَ أَوْ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَفَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بَلْ وَكُنْتَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ فَأَنْتَ مَعِي فِي الجنة ثالث ثلاث مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ثُمَّ تَنَحَّى عُمَر ثُمَّ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ فَقَالَ ادْنُ يَا أَبَا عَمْرو فَلَمْ يَزَلْ يَدْنُو مِنْهُ حَتَّى أُلْصِقَتْ رُكْبَتَاهُ بِرُكْبَتَيْهِ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماء وقال سحبان الله العظيم ثلاث مرار ثُمَّ نَظَرَ إِلَى عُثْمَانَ وَكَانَتْ إِزَارُهُ مَحْلُولَةً فَزَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ اجْمَعْ عَطْفَيْ رِدَاءَكَ عَلَى نَحْرِكَ ثُمَّ، قَال: إِنَّ لَكَ شَأْنًا فِي أَهْلِ السَّمَاءِ أَنْتَ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَي حَوْضِي وَأَوْدَاجُكَ تَشْخَبُ دَمًا إِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ أَلا إِنَّ عُثْمَانَ أَمِيرٌ عَلَى كُلِّ مَخْذُولٍ ثُمَّ تَنَحَّى عُثْمَانُ ثُمَّ دَعَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ، يَا أَمِينَ اللَّهِ أَنْتَ أَمِينُ اللَّهِ وَتُسَمَّى فِي السَّمَاءِ الأَمِينُ يُسَلِّطُكَ اللَّهُ عَلَى مَالِكَ بِالْحَقِّ أَمَّا إِنَّ لَكَ عِنْدِي الدَّعْوَةَ قَدْ دَعَوْتُ لَكَ بِهَا وَقَدِ اخْتَبَيْتُهَا لَكَ قَالَ خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ حَمَّلْتَنِي يَا أَبَا عَبد الرَّحْمَنِ أَمَانَةً أَكْثَرَ اللَّهُ مَالَكَ وَجَعَلَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا وَهَكَذَا يَحْثُو بِيَدِهِ ثُمَّ تَنَحَّى عَبد الرَّحْمَنِ فَآخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانُ ثُمَّ دَعَا طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ فَقَالَ لَهُمَا أُدْنُوَا مِنِّي فَدَنَوَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُمَا أَنْتُمَا حَوَارِيَّ كَحَوَارِيِّي عِيسَى بْنُ مَرْيَم ثُمَّ آخَى بَيْنَهُمَا ثُمَّ دَعَا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَسَعْدًا، فَقَالَ، يَا عَمَّارُ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ثُمَّ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدٍ ثُمَّ دَعَا عُوَيْمِرَ بْنَ زَيْدٍ أَبَا الدَّرْدَاءَ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ، فَقَالَ، يَا سَلْمَانُ أَنْتَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَقَدْ َآتَاكَ اللَّهُ الْعِلْمَ الأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الآخِرَ وَالْكِتَابَ الأَوَّلَ وَالْكِتَابَ الآخِرَ ثُمَّ قَالَ أَلا أُرْشِدُكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءَ قَالَ بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، قَال: إِنْ تَنْتَقِدْهُمْ يَنْقُدُوكَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لا يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ تَهْرَبْ مِنْهُمْ يُدْرِكُوكَ فَأَقْرِضْهُمْ عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ وَاعْلَمْ أَنَّ الْجَزَاءَ أَمَامَكَ ثُمَّ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَلْمَانَ ثُمَّ نَظَرَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَبْشِرُوا وَقَرُّوا عَيْنًا أَنْتُم أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَي حَوْضِي وَأَنْتُمْ فِي أَعْلَى الْغُرَفِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى عَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَهْدِي مِنَ الضَّلالَةِ وَيُلْبِسُ الضَّلالَةَ عَلَى مَنْ يُحِبُّ فَقَالَ عَلِيُّ لَهُ لَقَدْ ذَهَبَتْ رُوحِي وَانْقَطَعَ ظَهْرِي حِينَ رَأَيْتَكَ فَعَلْتَ بِأَصْحَابِكَ مَا فَعْلَتَ غَيْرِي فَإِنْ كَانَ هَذَا مِنْ سَخَطٍ عَلَيَّ فلك العتبي والكرامة فقال
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أَخَّرْتُكَ إِلا لِنَفْسِي وَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزَلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي فَأَنْتَ أَخِي وَوَارِثِي قَالَ وَمَا أَرِثُ مِنْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَال: مَا وَرِثَهُ الأَنْبِيَاءُ قَبْلِي قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ كِتَابُ رَبِّهِمْ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِمْ وَأَنْتَ مَعِي فِي قَصْرِي فِي الْجَنَّةِ مَعَ فَاطِمَةَ ابْنَتِي وَأَنْتَ أَخِي وَرَفِيقِي ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ متقابلين المتحابين في الله ينظر بعضم إِلَى بَعْضٍ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا قَدْ رَوَاهُ عَنْ عَبد الْمُؤْمِنِ بْنِ عَبَّادٍ أَيضًا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ بِطُولِهِ وَأَظُنُّ هَذَا قَالَ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أوفى.
حَدَّثَنَا حاجب بن مالك بن أركين، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنا أبو سليمان الجوزجاني، حَدَّثَنا القاسم بن معن القيسي، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أوفى أخو عَبد اللَّه بْن أبي أَوْفَى قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ فِيهِ فَدَعَا عَمَّارٌ فَقَالَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
قَالَ ابنُ عَدِي هَكَذَا حَدَّثْنَاهُ حَاجِبُ مُخْتَصَرًا وَأَظُنُّ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ هَذَا الْحَدِيثُ بِطُولِهِ، وأَبُو سُلَيْمَانُ الْجَوْزَجَانِيُّ إِنَّمَا هُوَ الْجَوْزَجَانِيُّ مُوسَى بْنُ سُلَيْمَانَ صَاحِبُ مُحَمد بْنِ الْحَسَنِ.
وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أَوْفَى يُعْرَفُ بِهَذَا الْحَدِيثِ حديث المؤاخاة بهذا الإسناد وكل من له صحبة ممن ذكرناه في هذا الكتاب فإنما تكلم البُخارِيّ في ذلك الإسناد الذي انتهى فيه إلى الصحابي أن ذلك الإسناد ليس بمحفوظ وفيه نظر لا إنه يتكلم في الصحابة فإن أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحق صحبتهم وتقادم قدمهم في الإسلام لكل واحد منهم في نفسه حق وحرمة للصحبة فهم أجل من أن يتكلم أحد فيهم.