عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي الأصل الدمشقي شرف الإسلام أبو القاسم وأبو البركات ابن أبي الفرج الحنبلي

ذيل لسان الميزان: رواة ضعفاء أو تكلم فيهم
عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي الأصل، الدمشقي، شرف الإسلام أبو القاسم وأبو البركات، ابن أبي الفرج، الحنبلي:
سمع من والده، وروى بالإجازة عن أبي طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر اليوسفي.
وحدَّث عنه: المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، ويوسف ابن محمد بن مُقَلِّد التنوخي الدمشقي، وخلق.
توفي سنة (536 هـ).
قال ابن النجّار في ترجمته في التاريج المجدّد لمدينة الإسلام (1/ 349 - 350 رقم 216): "حدّث عن والده بحديث منكر.
(ثم قال): أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، عن أبيه، قال: أنبأنا عبد الوهاب بن أبي الفرج عبد الواحد ابن محمد بن علي الشيرازي الحنبلي، بقراءتي عليه، في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، قال: سمعت والدي يقول: حدثنا أبو العباس أحمد بن قُبَيْس المالكي (هو أحمد بن منصور بن محمد الغساني من الأئمة الثقات: ت 468 هـ): أنبأنا علي بن أبي الحسن الصوفي: حدثني أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ: حدثني هَنْبل بن محمد السُّلَيْحي: حدثني أبو بكر رؤبة بن عياش:
حدثني أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي حكيم الشامي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم من حفظ كتاب الله فعمل به، وعلّمه الناس، وهو. كلام الله منزَّلٌ غير مخلوق، منه بدأ وإليه بعود، فمن قال مخلوق فهو كافر".
قلت: الحديث موضوع لا شك فيه، ولذلك أورده السيوطي في اللآليء المصنوعة (1/ 6)، نقلًا عن ابن النجّار.
لكنّ ذِكْرَ هذا الحديث في ترجمة هذا الرجل، وتقديمَ ابن النجّار له بقوله: "حدّث عن والده بحديث منكر" = عدمُ إنصاف، ومحاولةٌ في النيل من هذا الإمام الجليل السُّنِّيّ العقيدة. وأحسب الداعي لها، مع إخلاء ابن النجّار ترجمتَه من الثناء فيه (وهو كثير، كما يأتي)؛ أحسبه بسبب اختلاف العقائد. فأبو القاسم ابن أبي الفرج الحنبلي هذا كان منافحًا عن عقيدة السلف، مناهضًا الأشعريّةَ وأئمتهم بدمشق.
أمّا الحديث: ففيه غير واحدٍ ممّن لم أقف له على ترجمةٍ، مثل رؤبة بن عياش وأبيه، فهما أولى بإلصاق تبعة الحديث بهما من هذا الإمام المعروف بالإمامة والعدالة.
أما هذا الإمام: فقال عنه أبو طاهر السِّلَفي: "كان فاضلًا، له لَسَنٌ، وكان كبيرًا في أعين الناس والسلطان، وكان متقدِّمًا، وكان ثقة".
وقال أبو يعلى ابن القلانسي في ذيل تاريخ دمشق: "كان على الطريقة المرضيّة، والخِلاَلِ الرضيّة، ووُفور العلم، وحُسْن الوعظ، وقوّة الدين، والتنزُّهِ عمّا يقدح في أفعال غيره من المتفقّهين. وكان يوم دفنه مشهودًا، من كثرة المشيّعين له، والباكين حوله، والمؤبّنين لأفعاله، والمتأسّفين عليه".
انظر هذا الثناء وغيره في الكتب التالية: سير أعلام النبلاء للذهبي (20/ 103 - 104)، وتاريخ الإسلام له (417 - 418)، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (1/ 198 - 201)، والمنهج الأحمد للعليمي (3/ 125 - 126 رقم 769).