بكر بن عبد الله ابن أخت عبد العزيز بن أبي رواد
ذيل لسان الميزان: رواة ضعفاء أو تكلم فيهم
بكر بن عبد الله، ابن أخت عبد العزيز بن أبي رواد:
روى عن: عطية بن عطية.
وروى عنه: داود بن المُحَبَّر.
أخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده -كما في بغية الباحث (رقم 748)، والمطالب العالية (المسندة رقم 2974) - قال: "حدثنا داود بن المُحَبَّر: حدثنا بكر بن عبد الله ابن أخت عبد العزيز ابن أبي روّاد، عن عطية بن عطية، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عَمرو بن شعيب، قال: إني لقاعدٌ عند سعيد بن المسيب، إذ قال بعض القوم: يا أبا محمَّد، إن رجالًا يقولون: قدر اللهُ كُلَّ شيءٍ إلا الشر؛ قال: فوالله ما رأيت سعيدًا (رحمه الله) غضب غضبًا قط مثل غضب يومئذ، حتى هَمَّ بالقيام. ثم قال: فعلوها؟! فعلوها؟! فعلوها؟! ويحهم لو يعلمون؛ أَمَا والله لقد سمعت حديثًا كفاهم به شرًّا.
قال: فقلت: وما ذاك يرحمك الله يا أبا محمَّد؟ قال: فنظر إليّ وقد سكن غضبه، فقال: حدثني رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يكون في أمتي أقوام يكفرون بالله وبالقدر وهم لا يشعرون، كما كفرت اليهود والنصارى. قال: فقلت: يا رسول الله، جعلت فداك، يقولون ماذا؟ قال: يؤمنون ببعض القدر، ويكفرون ببعض القدر. قلت: جُعلتُ فداك يا رسول الله، يقولون كيف؟ قال: يقولون الخير من الله، والشر من إبليس. (قال:) وهم
يقرؤون على ذلك كتابَ الله، يكفرون بالله وبالقرآن بعد الإيمان والمعرفة. فماذا تلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدل؟! أولئك زنادقة هذه الأمّة، وفي زمانهم يكون ظُلْمُ السلطان، فيا له من ظلمٍ وحَيْفٍ وأثَرةٍ. فيبعث الله طاعونًا، فيُفني عامتهم. ثم يكون المسخ والخسف، وقليلٌ من ينجو منه، المؤمن يومئذ قليلٌ فرحُه شديدٌ غمُّه. ثم يكون المسخ، يمسخ الله عامة أولئك قردة وخنازير.
ثم بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى بكيت لبكائه. فقيل: ما هذا البكاء يا رسول الله؟ قال: رحمةً لهم الأشقياء؛ لأن فيهم المجتهد، وفيهم المتعبِّد. مع أنهم ليسوا بأوَّل من سبق إلى هذا القول، وضاق به ذرعًا، وإن عامة من هلك من بني إسرائيل به هلك.
فقيل يا رسول الله، ما الإيمان بالقدر؟ قال: أن تؤمنَ بالله وحده، وتعلمَ أنه لا يملك معه أحد ضَرًّا ولا نفعًا، وتؤمنَ بالجنة والنار، وتعلمَ أن الله خلقهما قبل خَلْقِ الخَلْق، ثم خَلَقَ خَلْقه، فجعل من شاء منهم للجنة ومن شاء منهم للنار".
وأخرجه الخطيب في المتفق والمفترق، في ترجمة بكر بن عبد الله (1/ 558 - 559 رقم الخبر 306)، من طريق الحارث بن أبي أسامة، ثم قال عقبه: "في إسناد هذا الحديث من المجهولين غير واحد".
قلت: داود بن المحبر متروك الحديث، وإبراهيم بن إسماعيل
ابن أبي حبيبة ضعيف، وهما معروفان من رجال أصحاب الكتب الستة. (فغير واحدٍ من المجهولين) -كما في قول الخطيب- لا يتناول إلا عطية بن عطية وبكر بن عبد الله.
وأخرج العقيلي هذا الحديث في الضعفاء (3/ 358) من طريق داود بن المحبر، فسمَّى شيخه بكر بن عمر العبدي. في حين جاء في لسان الميزان في ترجمة عطية بن عطية تسميته ببكر بن محمَّد، نقلًا عن (الضعفاء) للعقيلي.
والحديث قال عنه الذهبي في الميزان (3/ 80): "خبرٌ موضوع".
وللحديث وجوه أخرى كلّها لا تثبت، فانظر: الضعفاء للعقيلي (3/ 358)، والشريعة للآجري (رقم 389، 390، 391)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (رقم 1099، 1100)، والمطالب العالية المسندة (رقم 2974/ 2).