Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
هو أبو جعفر محمد بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، صاحب التفسير الكبير, والتاريخ الشهير، كان إماما في فنون كثيرة، منها: التفسير والحديث، والفقه والتاريخ، وغير ذلك، وله مصنفات مليحة في فنون عديدة تدل على سعة علمه وغزارة فضله، وكان من الأئمة المجتهدين، لم يقلد أحدا من المجتهدين.
مولده سنة 224 بآمل طبرستان.
أكثر من الترحال، ولقي نبلاء الرجال، وكان من أفراد الدهر علما وذكاء وكثرة تصانيف، قل أن ترى العيون مثله.
قال الذهبي: "كان ثقة صادقا حافظا، رأسا في التفسير، إماما في الفقه والإجماع والاختلاف، علامة في التاريخ وأيام الناس، عارفا بالقراءات وباللغة، وغير ذلك" قال أبو بكر الخطيب: "كان أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه؛ لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها؛ صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفا بأقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم في الأحكام ومسائل الحلال والحرام، خبيرا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور في تاريخ الأمم والملوك، والكتاب الذي في التفسير لم يصنف مثله، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة، وأخبار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه"، كان من العبادة والزهادة والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم، وكان حسن الصوت بالقراءة مع المعرفة التامة بالقراءات على أحسن الصفات، وكان من كبار الصالحين، يتعفف عن قبول أموال السلاطين والوزراء، وكان صاحب همة عالية في الكتابة, قال الخطيب: "سمعت علي بن عبيد الله اللغوي يحكي أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة".
قال أبو محمد الفرغاني: " تم من كتب محمد بن جرير كتاب "التفسير" الذي لو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب، كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد مستقصى، لفعل".
وتم من كتبه كتاب "التاريخ" إلى عصره، وكتاب "تاريخ الرجال" من الصحابة والتابعين، وإلى شيوخه الذين لقيهم، وكتاب "لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام" وهو مذهبه الذي اختاره وجوده واحتج له، وهو ثلاثة وثمانون كتابا، وكتاب "القراءات والتنزيل والعدد"، وكتاب "اختلاف علماء الأمصار"، وكتاب "الخفيف في أحكام شرائع الإسلام" وهو مختصر لطيف، وكتاب "التبصير" وهو رسالة إلى أهل طبرستان، يشرح فيها ما تقلده من أصول الدين، وابتدأ بتصنيف كتاب "تهذيب الآثار" وهو من عجائب كتبه، ابتداء بما أسنده الصديق مما صح عنده سنده، وتكلم على كل حديث منه بعلله وطرقه، ثم فقهه، واختلاف العلماء وحججهم، وما فيه من المعاني والغريب، والرد على الملحدين، فتم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي، وبعض "مسند ابن عباس"، فمات قبل تمامه".
وهو أحد المحدثين الذي اجتمعوا في مصر في أيام ابن طولون، وهم محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن جرير الطبري هذا.
توفي ببغداد ودفن ليلا بداره؛ لأن العامة اجتمعت ومنعت من دفنه نهارا، وادعوا عليه الرفض، ثم ادعوا عليه الإلحاد، وكان علي بن عيسى يقول: والله لو سئل هؤلاء عن معنى الرفض والإلحاد ما عرفوه، ولا فهموه"، وحوشي ذلك الإمام عن مثل هذه الأشياء، وأما ما ذكره عن تعصب العامة، فليس الأمر كذلك، وإنما بعض الحنابلة تعصبوا عليه، ووقعوا فيه، فتبعهم غيرهم؛ ولذلك سبب، وهو أن الطبري جمع كتابا ذكر فيه اختلاف الفقهاء، لم يصنف مثله، ولم يذكر فيه أحمد بن حنبل، فقيل له في ذلك، فقال: لم يكن فقيها، وإنما كان محدثا، فاشتد ذلك على الحنابلة، وكانوا لا يحصون كثرة ببغداد، فشغبوا عليه- رحمه الله رحمة واسعة.
هو الإمام الحافظ البارع أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم الأنصاري الدولابي الرازي، مولى الأنصار، ويعرف بالوراق، ولد سنة 224 من قرى الري.
أحد الأئمة، ومن حفاظ الحديث، وله تصانيف حسنة في التاريخ وغير ذلك، وروى عن جماعة كثيرة، وتوفي وهو قاصد الحج بين مكة والمدينة بالعرج.
دخل أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي أمير القرامطة في ألف وسبعمائة فارس إلى البصرة ليلا، فنصب السلالم الشعر في سورها فدخلها قهرا، وفتحوا أبوابها وقتلوا من لقوه من أهلها، وهرب أكثر الناس فألقوا أنفسهم في الماء فغرق كثير منهم، ومكث بها سبعة عشر يوما يقتل ويأسر من نسائها وذراريها، ويأخذ ما يختار من أموالها، ثم عاد إلى بلده هجر، وكلما بعث إليه الخليفة جندا من قبله فر هاربا وترك البلد خاويا.
هو الأستاذ الفيلسوف محمد بن زكريا الرازي، من أهل الري، فيها تعلم ونشأ، ثم سافر إلى بغداد, أشهر أطباء الإسلام وأكثرهم ابتكارا، صاحب التصانيف، من أذكياء أهل زمانه، كان كثير الأسفار، واسع المعرفة، مليح التأليف، وكان في بصره رطوبة؛ لكثرة أكله الباقلى، عمي آخر عمره.
قال عنه الذهبي: "أخذ عن البلخي الفيلسوف، فبلغ الغاية في علوم الأوائل.
نسأل الله العافية".
كان في شبيبته يضرب بالعود، فلما التحى قال: "كل غناء يخرج من بين شارب ولحية لا يستحسن، فتركه وأقبل على دراسة الطب والفلسفة بعد الأربعين، وعمر وبلغ في علومه الغاية حتى أشير إليه في الطب"، اشتغل على الطبيب أبي الحسن علي بن ربن الطبري الذي كان مسيحيا، فأسلم، تولى تدبير مارستان الري ثم رئاسة الأطباء في بيمارستان بغداد زمن المكتفي، كان واسع الاطلاع وله مشاركات في الحساب والكيمياء والفلسفة والفلك، وله تصانيف كثيرة أكثرها في الطب، ترجم أكثرها إلى اللاتينية، منها كتاب الأسرار في الكيمياء، والطب المنصوري، والفصول في الطب، ومقالة في الحصى والكلى والمثانة، وتقسيم العلل، والمدخل إلى الطب، وأشهرها الحاوي في الطب، وكتاب الجدري والحصبة، وغيرها كثير.
كان يجلس في مجلسه للتعليم ودونه التلاميذ ودونهم تلاميذهم ودونهم تلاميذ أخر, فكان يجيء الرجل فيصف ما يجد من المرض لأول من يلقاه من تلاميذه، فإن كان عندهم علم وإلا تعداهم إلى غيرهم، فإن أصابوا وإلا تكلم الرازي في ذلك.
كان وافر الحرمة، صاحب مروءة وإيثار، كريما متفضلا بارا بالناس، حسن الرأفة بالفقراء والأعلاء، حتى كان يجري عليهم الجرايات الواسعة ويمرضهم.
وللرازي أخبار كثيرة وفوائد متفرقة فيما حصل له من التمهر في صناعة الطب وفيما تفرد به في مداواة المرضى، وفي الاستدلال على أحوالهم، وفيما خبره من الصفات والأدوية التي لم يصل إلى عملها كثير من الأطباء.
فكان إمام وقته في علم الطب، متقنا لهذه الصناعة حاذقا فيها عارفا بأوضاعها وقوانينها، والمشار إليه في ذلك العصر، فتشد إليه الرحال في أخذها عنه، ومن كلامه في الطب: "مهما قدرت أن تعالج بالأغذية، فلا تعالج بالأدوية"، "مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد فلا تعالج بدواء مركب"؛ "إذا كان الطبيب عالما والمريض مطيعا، فما أقل لبث العلة"؛ "عالج في أول العلة بما لا تسقط به القوة".
توفي في بغداد، وقد اختلف كثيرا في سنة وفاته مع شهرته، فقيل: توفي سنة 313، وقيل 317، وقيل 320، وقيل 360.
غزا مؤنس المظفر بلاد الروم، فغنم وفتح حصونا، وغزا ثمل الخادم أيضا في البحر، فغنم من السبي ألف رأس، ومن الدواب ثمانية آلاف رأس، ومن الغنم مائتي ألف رأس، ومن الذهب والفضة شيئا كثيرا.
هو الإمام العلامة الحافظ الفقيه، شيخ الحنابلة وعالمهم، أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد البغدادي المعروف بالخلال.
ولد سنة 234، أو في التي تليها، ويجوز أن يكون رأى الإمام أحمد، ولكنه أخذ الفقه عن خلق كثير من أصحابه، رحل إلى فارس وإلى الشام والجزيرة يتطلب فقه الإمام أحمد وفتاويه وأجوبته، وكتب عن الكبار والصغار، حتى كتب عن تلامذته، ثم إنه صنف كتاب "الجامع في الفقه" من كلام الإمام.
قال الخطيب: "جمع الخلال علوم أحمد وتطلبها، وسافر لأجلها، وكتبها، وصنفها كتبا، لم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أحد أجمع لذلك منه".
له التصانيف الدائرة والكتب السائرة، من ذلك الجامع، والعلل، والسنة، والعلم، والطبقات، وتفسير الغريب، والأدب، وأخلاق أحمد، وغير ذلك.
سمع من الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عوف الحمصي وطبقته، وصحب أبا بكر المروذي إلى أن مات، وسمع جماعة من أصحاب الإمام أحمد، منهم صالح وعبدالله ابناه، وإبراهيم الحربي، والميموني، وبدر المغازلي، وأبو يحيى الناقد، وحنبل، والقاضي البرني، وحرب الكرماني، وأبو زرعة، وخلق سواهم سمع منهم مسائل أحمد، ورحل إلى أقاصي البلاد في جمعها وسماعها ممن سمعها من الإمام أحمد وممن سمعها ممن سمعها منه، وشهد له شيوخ المذهب بالفضل والتقدم، حدث عنه جماعة منهم أبو بكر عبدالعزيز، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن يوسف الصيرفي، وكانت له حلقة بجامع المهدي، ومات يوم الجمعة لليلتين خلتا من شهر ربيع الآخر.
هو الإمام الفاضل، نحوي زمانه، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل الزجاج، مصنف كتاب "معاني القرآن" و"الاشتقاق" و"القوافي" و"العروض" و"فعلت وأفعلت" ومختصرا في النحو وغير ذلك، وقد كان أول أمره يخرط الزجاج فأحب علم النحو، فذهب إلى المبرد، وكان يعطي المبرد كل يوم درهما، ثم استغنى الزجاج وكثر ماله ولم يقطع عن المبرد ذلك الدرهم حتى مات، وقد كان الزجاج مؤدبا للقاسم بن عبيد الله الوزير، توفي عن 75 عاما.
أصدرت فرنسا قانونا جديدا في تونس يمنح الجنسية الفرنسية لكل من يطلبها، أو يظهر عواطف نحو فرنسا، وبالتالي يصبح حاملها من رعايا فرنسا، ويستحق حمايتها ودعمها، فرد المسلمون على هذا القانون اجتماعيا وعقديا، فقاطعوا كل مسلم طلب الجنسية الفرنسية، وعدوه خارجا عن الإسلام، لا يصح دفنه في مقابر المسلمين! وهذه القوة في مواجهة القانون جعلت كثيرا ممن أقدم على التجنس يتخلى عن الجنسية الفرنسية ويعود لأصله، واغتاظ الفرنسيون بشدة من ذلك، وقام المستوطنون الفرنسيون بأعمال استفزازية ضد مسلمي تونس.
عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى قامت الثورة المصرية في عام 1919 مطالبة بالحرية والاستقلال لمصر، وإقامة حياة نيابية وديمقراطية كاملة.
وأدت هذه الثورة إلى صدور تصريح في 28 فبراير 1922، والذي اعترف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة (مع وجود تحفظات أربعة)، كما تضمن إنهاء الحماية البريطانية على مصر.
واستنادا إلى هذا الواقع الجديد تم وضع دستور جديد للبلاد صدر في إبريل عام 1923، ووضعته لجنة مكونة من ثلاثين عضوا، ضمت ممثلين للأحزاب السياسية، والزعامات الشعبية، وقادة الحركة الوطنية.
وقد أخذ هذا الدستور بالنظام النيابي البرلماني القائم على أساس الفصل والتعاون بين السلطات.
ونظمت العلاقة بين السلطتين: التشريعية والتنفيذية على أساس مبدأ الرقابة والتوازن.
كما أخذ الدستور الجديد بنظام المجلسين، وهما: مجلس الشيوخ، ومجلس النواب.
وبالنسبة لمجلس النواب نص الدستور على أن جميع أعضائه منتخبون، ومدة عضوية المجلس خمس سنوات.
أما مجلس الشيوخ فكان ثلاثة أخماس أعضائه منتخبين، والبقية معينين.
وأخذ الدستور بمبدأ المساواة في الاختصاص بين المجلسين كأصل عام، مع بعض الاستثناءات.
وقد تزايد عدد أعضاء المجلسين من فترة لأخرى؛ حيث كان الدستور يأخذ بمبدأ تحديد عدد أعضاء المجلسين بنسبة معينة من عدد السكان.
اعترفت إنجلترا باستقلال شرق الأردن، واحتفظت لنفسها بالإشراف العسكري، وبعض الإشراف المالي عليه، والمعروف أن هذا القسم كان تحت حكم الأمير عبد الله بن حسين بن شريف مكة، وفي 15 أيار أقيم حفل رسمي بمناسبة اعتراف بريطانيا باستقلال شرق الأردن، شارك فيه رجالات الأردن وفلسطين، وأيضا المندوب السامي البريطاني في فلسطين الصهيوني هربرت صموئيل، ومعه الجنرال كلايتون الذي يعمل في المكتب العربي في القاهرة، وكان له دور كبير في عمليات الثورة العربية، وقد ألقى الأمير عبد الله خطبة طويلة استهلها بمقدمة تاريخية عن مجد الأمة العربية، وما أصاب هذه الأمة بعد الدولة العباسية، ثم تحدث عن مفاوضاته مع جلالة ملك بريطانيا مثمنا اعتراف جلالته باستقلال هذا القسم من المملكة العربية، وأن الحكومة ستشرع بتعديل قانون الانتخابات، ووضع القانون الأساسي لشرق الأردن، ثم شكر الأمير عبد الله كل الذين ساهموا في إنجاز المعاهدة أو في خطوات الاستقلال، وإرساء قواعد الدولة، وخص بالشكر المندوب السامي في فلسطين الصهيوني هربرت صموئيل، وتناول فرنسا في حديثه؛ حيث قال: "إني لآمل أن يكون موقف الدولة الفرنسية تجاه قضيتنا العربية المقدسة وتجاه القسم الشمالي الباقي من وطننا المحبوب آخذا بها إلى عهد جديد كاف للدلالة على احترام أبناء الثورة الفرنسية لحرية الأقوام واستقلالها"
قررت بريطانيا أن يكون شرق الأردن دولة متمتعة بالحكم الذاتي، يحكمها الأمير عبد الله بن حسين بن شريف مكة، بعد مقابلته لوزير المستعمرات البريطاني وينستون تشرشل، تم الاتفاق بأن تقوم في شرقي الأردن إمارة ذات حكومة تتمتع بالاستقلال الإداري وتسترشد برأي المفوض السامي الإنجليزي في القدس، وتتقاضى من إنجلترا معونة سنوية، فوقع الأمير عبد الله بن الحسين على صك الانتداب البريطاني على شرق الأردن، فأعلن عن تأسيس إمارة شرق الأردن تحت حكم الأمير عبد الله بن الحسين، ثم تم إنشاء حكومة دستورية في 11/4/1921م، وكان أول رئيس لها رشيد طليع، وبذلك اختفت الحكومات المحلية واندمجت في حكومة واحدة هي حكومة إمارة شرقي الأردن، وماطلت بريطانيا في الاعتراف بحكومة شرق الأردن حتى 25 أيار 1923 بعد الاعتراف الرسمي من قبل المندوب السامي البريطاني بالحكومة الأردنية، وتم تحديد حدود إمارة شرق الأردن التي كانت مبهمة وقت إعلان قيام الإمارة سنة 1921م.
بعد زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي عبد المحسن السعدون منطقة السليمانية قرر مجلس الوزراء في جلسة المجلس يوم 28 ذي القعدة 1431ه الموافق 11يوليو 1923م: 1/ أن الحكومة لا تنوي تعيين أي موظف في الأقضية الكردية عدا الموظفين الفنيين.
2/ أن الحكومة لا تجبر سكان المناطق الكردية على استعمال اللغة العربية في مراجعاتهم.
فكان هذا القرار خاطئا؛ فإن المناطق الكردية جزء من أرض العراق يعين فيها الموظف الكفء سواء أكان كرديا أم عربيا، وكذلك يعين الكردي في أي منطقة من العراق حسب ما تقتضيه المصلحة، كان أكثر سكان العراق من العرب، ولغتهم الرسمية العربية، والأكراد مسلمون والعربية أساسية في عباداتهم وتلاوتهم للقرآن، فعليهم أن يحافظوا عليها.
إن اتخاذ هذا القرار وأمثاله هو الذي أوجد الفكرة الانفصالية ورسخها مع الزمن وجعل العصبية القومية تحل محل العقيدة الإسلامية، فعانت البلاد الويلات منها خاصة عندما نشأت العصبية القومية عند العرب، والذي كان المستعمر ينفخ فيها ويؤججها في نفوس المسلمين.
مصطفى كمال من سلانيك أو سالونيك مدينة يونانية، وهي مهبط اليهود ومقرهم، ومنها خرج وفيها نشأ، لذلك عده كثير من الكتاب من يهود الدونمة؛ ثم إن أدواره التي لعبها توحي بالعمالة الغربية؛ فقد صنعه الغرب ليظهر في صورة البطل؛ وليكون مقبولا عند الأتراك، ويكفي أن أعماله تدل على باطنه؛ فقد منع الخليفة من الخروج للصلاة، ثم خفض مخصصاته للنصف، وحكم مصطفى كمال البلاد بالحديد والنار، وضمن تأييد الدول العظمى لسياسته التعسفية، وقد نفذ مصطفى كمال المخطط كاملا، وابتعد عن الخطوط الإسلامية، ودخلت تركيا لعمليات التغريب البشعة؛ فألغى الخلافة الإسلامية سنة 1342ه، ثم ألغى وزارة الأوقاف سنة 1343هـ/1924م، وعهد بشؤونها إلى وزارة المعارف.
وفي عام 1344هـ أغلق المساجد، وقضت حكومته في قسوة بالغة على كل تيار ديني، وواجهت كل نقد ديني لتدبيرها بالعنف.
أما الشريعة الإسلامية فقد استبدلت وحل محلها قانون مدني أخذته حكومة تركيا من القانون السويسري عام 1345هـ/1926م، وغير التقويم الهجري واستخدم التقويم الجريغوري الغربي، فأصبح عام 1342هـ ملغى في كل أنحاء تركيا وحل محله عام 1926م! وفي دستور عام 1347هـ أغفل النص على أن تركيا دولة إسلامية، وغير نص القسم الذي يقسمه رجال الدولة عند توليهم لمناصبهم، فأصبحوا يقسمون بشرفهم على تأدية الواجب بدلا من أن يحلفوا بالله كما كان عليه الأمر من قبل!! وفي عام 1348ه بدأت الحكومة تفرض إجباريا استخدام الأحرف اللاتينية في كتابة اللغة التركية بدلا من الأحرف العربية.
وبدأت الصحف والكتب تصدر بالأحرف اللاتينية، وحذف من الكليات التعليم باللغة العربية واللغة الفارسية، وحرم استعمال الحرف العربي لطبع المؤلفات التركية، وأما الكتب التي سبق لمطابع استانبول أن طبعتها في العهود السالفة فقد صدرت إلى مصر، وفارس، والهند، وهكذا قطعت حكومة تركيا ما بين تركيا وماضيها الإسلامي من ناحية، وما بينها وبين المسلمين في سائر البلدان العربية والإسلامية من ناحية أخرى!! وفي عام (1350-1351هـ/1931-1932م) حددت عدد المساجد، ولم تسمح بغير مسجد واحد في كل دائرة من الأرض يبلغ محيطها 500 متر مربع، وأعلن أن الروح الإسلامية تعوق التقدم.
وتمادى مصطفى كمال في تهجمه على المساجد، فخفض عدد الواعظين الذين تدفع لهم الدولة أجورهم إلى ثلاثمائة واعظ، وأمرهم أن يفسحوا في خطبة الجمعة مجالا واسعا للتحدث على الشؤون الزراعية والصناعية وسياسة الدولة، وكيل المديح له.
وأغلق أشهر جامعين في استانبول، وحول أولهما وهو مسجد آيا صوفيا إلى متحف، وحول ثانيهما وهو مسجد الفاتح إلى مستودع، وأهملت الحكومة التعليم الديني كلية في المدارس الخاصة، ثم تم إلغاؤه.
بل إن كلية الشريعة في جامعة استانبول بدأت تقلل من أعداد طلابها حتى أغلقت عام 1352هـ/1933م.
وأمعنت حكومة مصطفى كمال في حركة التغريب، فأصدرت قرارا بإلغاء لبس الطربوش، وأمرت بلبس القبعة تشبها بالدول الأوروبية، وفي عام 1935م غيرت الحكومة العطلة الرسمية فلم يعد الجمعة، بل أصبحت العطلة الرسمية للدولة يوم الأحد، وأصبحت عطلة نهاية الأسبوع تبدأ منذ ظهر يوم السبت وتستمر حتى صباح يوم الاثنين، وأخذ أتاتورك ينفخ في الشعب التركي روح القومية، واستغل ما نادى به بعض المؤرخين من أن لغة السومريين أصحاب الحضارة القديمة في بلاد ما بين النهرين كانت ذات صلة باللغة التركية، فقال: إن الأتراك هم أصحاب أقدم حضارة في العالم؛ ليعوضهم عما أفقدهم إياه من قيم، بعد أن حارب كل نشاط إسلامي، وخلع مصطفى كمال على نفسه لقب (أتاتورك) ومعناه أبو الأتراك، وعملت حكومته على إلغاء حجاب المرأة وأمرت بالسفور، وألغيت قوامة الرجل على المرأة، وأطلق لها العنان باسم الحرية والمساواة، وشجع الحفلات الراقصة والمسارح المختلطة والرقص.
وأمر بترجمة القرآن إلى اللغة التركية، ففقد كل معانيه ومدلولاته، وأمر أن يكون الأذان باللغة التركية، ثم عمل على تغيير المناهج الدراسية، وأعيد كتابة التاريخ من أجل إبراز الماضي التركي القومي، وجرى تنقية اللغة التركية من الكلمات العربية والفارسية، واستبدل بها كلمات أوروبية أو حثية قديمة.
في أعقاب الحرب العالمية الأولى التي انتهت سنة 1337هـ/ 1918م والتي خرجت إيطاليا منها منهكة، رأت إيطاليا مهادنة الليبيين، وتم عقد اتفاق "سوني" بين الطرفين، اعترفت إيطاليا بموجبه بقيام الجمهورية، ونص على إنهاء حالة القتال بينهما، مع الاعتراف بالاستقلال الداخلي لطرابلس تحت سيادة ملك إيطاليا، وإنشاء مجلس نواب محلي، ومجلس آخر حكومي يشتركان في حكم البلاد.
إلا أنه لم يقدر لتلك الجمهورية الوليدة أن تدوم طويلا؛ إذ لم تكن إيطاليا جادة في اعترافها بها، وإنما كانت تسعى من وراء ذلك إلى مهادنة الليبيين وكسب مزيد من الوقت؛ نتيجة الضعف الذي ألم بها.
دعت الحكومة البريطانية كلا من نجد والعراق وشرق الأردن والحجاز إلى تسوية القضايا الحدودية في مؤتمر عقد في الكويت برئاسة الكولونيل نوكس، اشترط الملك عبدالعزيز على نوكس أن يتم تعيين الحدود بين نجد والحجاز وشرق الأردن من جهة، وعدم اشتراك مندوب العراق مع حكومتي الحجاز وشرق الأردن في المباحثات المشتركة، وأن يتم تناول المشكلات بين نجد وتلك الحكومات بصورة منفردة، فأبلغ نوكس الملك عبدالعزيز موافقة الحكومة البريطانية على الشروط التي عرضها.
مثل جانب نجد في المؤتمر حمزة غوت وأحمد الثنيان وعبد الله الدملوجي، وشرق الأردن مثله علي خلقي، والعراق مثله صبيح نشأت، وبدأت جلسات المؤتمر دون حضور من يمثل الحجاز، ولم يتوصل الأطراف الثلاثة إلى اتفاق محدد بينهم.