Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
لما فعل زكرويه بالحجاج ما فعل، عظم ذلك على الخليفة خاصة، وعلى جميع المسلمين عامة، فجهز المكتفي الجيوش، فلما كان أول ربيع الأول سير وصيف بن صوارتكين مع جماعة من القواد والعساكر إلى القرامطة، فساروا على طريق حفان فلقيهم زكرويه، ومن معه من القرامطة، فاقتتلوا يومهم، ثم حجز الليل، وباتوا يتحارسون، ثم بكروا إلى القتال، فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل من القرامطة مقتلة عظيمة، ووصل عسكر الخليفة إلى عدو الله زكرويه، فضربه بعض الجند بالسيف على رأسه، فبلغت الضربة دماغه، وأخذه أسيرا وأخذ خليفته وجماعة من خواصه وأقربائه، وفيهم ابنه وكاتبه، وزوجته، واحتوى الجند على ما في العسكر، وعاش زكرويه خمسة أيام ومات، فسيرت جيفته والأسرى إلى بغداد، وانهزم جماعة من أصحابه إلى الشام، فأوقع بهم الحسين بن حمدان، فقتلوهم جميعا، وأخذوا جماعة من النساء والصبيان، وحمل رأس زكرويه- لعنه الله- إلى خراسان، لئلا ينقطع الحجاج، وأخذ الأعراب رجلين من أصحاب زكرويه يعرف أحدهما بالحداد، والآخر بالمنتقم، وهو أخو امرأة زكرويه، كانا قد سارا إليهم يدعوانهم إلى الخروج معهم، فلما أخذوهما سيروهما إلى بغداد، وتتبع الخليفة القرامطة بالعراق، فقتل بعضهم، وحبس بعضهم، ومات بعضهم في الحبس.
هو أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد الساماني أمير خراسان وما وراء النهر، شهد عهده ظهور السامانيين كقوة في المنطقة.
وهو ابن أحمد بن أسد، ويرجع نسبه إلى سامان خدا الذي أسس سلالة السامانيين والذي ترك المجوسية واعتنق الإسلام، ويعتبر إسماعيل أبا روحيا للقومية الطاجيكية، كان عاقلا عادلا، حسن السيرة في رعيته، حليما كريما، يلقب بعد موته بالماضي، وهو الذي كان يحسن إلى إمام أهل الحديث في عصره محمد بن نصر المروزي ويعظمه ويكرمه ويحترمه ويقوم له في مجلس ملكه، فلما مات تولى بعده ولده أحمد بن إسماعيل بن أحمد الساماني, وأرسل إليه المكتفي بالله عهده بالولاية وعقد لواءه بيده.
ظهر الأمير محمد عبد الكريم الخطابي عام 1921 م في منطقة الريف، واستطاع أن يفجر الثورة فيها ضد الأسبان وأن يحقق العديد من الانتصارات على الأسبان، وأصبح وجود الأسبان قاصرا على مدينة تطوان وبعض الموانئ والحصون في الجبال، وأسس الأمير إدارة منظمة للمناطق المحررة وحكمها حكما شبيها بالحكم الجمهوري الرئاسي، وألف مجلسا لرؤساء القبائل، وجعل الوزراء مسؤولين أمام هذا المجلس، وأعلن الخطابي أن أهداف حكومته هي طرد الأسبان والفرنسيين من المغرب، وتحرير باقي بلاد المغرب العربي.
ولم يقتصر جهاد الأمير على القتال ضد الأسبان، بل إنه استخدم جمهورية الريف التي شكلها في الضغط على القوات الفرنسية، وتحريض القبائل على التمرد والعصيان في منطقة النفوذ الفرنسي، بدءا من عام 1925م، وبدأت الصدمات المتوالية تقع بين الأمير والقوات الفرنسية، وأوقع بالفرنسيين خسائر فادحة.
وكان من الطبيعي إزاء تلك القوة الصاعدة التي تمتلك قائدا كفئا ومقاتلين شجعان: أن تتجمع القوى الاستعمارية ضدها، فتم عقد مؤتمر بين أسبانيا وفرنسا في مدريد عام 1925م لتنسيق الأعمال الحربية بينهما ضد الأمير عبد الكريم الخطابي، وتدفقت القوات الفرنسية والأسبانية على المغرب، بل وأيضا تم استخدام بعض المرتزقة من الطيارين الأمريكان في تلك المعركة، وحشدت فرنسا وأسبانيا قواتها البحرية والبرية والجوية كمحاولة للقضاء على الأمير، واستطاع الأمير أن يصمد من مايو 1925م إلى مايو 1926م أي: عاما كاملا، أمام جحافل دولتين أوربيتين، هما فرنسا وأسبانيا، وأخيرا تم القضاء على قوات الأمير، وسقط في الأسر.
عمل السلطان عبد الحميد على كسب الشعوب الإسلامية عن طريق الاهتمام بكل مؤسساتها الشرعية والعلمية، والتبرع لها بالأموال والمنح، ورصد المبالغ الطائلة لإصلاح الحرمين، وترميم المساجد وزخرفتها، وأخذ السلطان يستميل إليه مسلمي العرب بكل الوسائل، فكون له من العرب حرسا خاصا، وعين بعض الموالين له منهم في وظائف كبرى، وأبدى السلطان عبد الحميد اهتماما بالغا بإنشاء الخطوط الحديدية في مختلف أنحاء الدولة العثمانية، مستهدفا من ورائها تحقيق ثلاثة أغراض: 1- ربط أجزاء الدولة المتباعدة مع بعض؛ مما يساعد على نجاح فكرة الوحدة العثمانية، والجامعة الإسلامية، والسيطرة الكاملة على الولايات التي تتطلب تقوية قبضة الدولة عليها.
2- إجبار تلك الولايات على الاندماج في الدولة والخضوع للقوانين العسكرية التي تنص على وجوب الاشتراك في الدفاع عن الخلافة بتقديم المال والرجال.
3- تسهيل مهمة الدفاع عن الدولة في أية جبهة من الجبهات التي تتعرض للعدوان؛ لأن مد الخطوط الحديدية سيساعد على سرعة توزيع القوات العثمانية وإيصالها إلى الجبهات.
وكانت سكة حديد الحجاز من أهم الخطوط الحديدية التي أنشئت في عهد السلطان عبد الحميد؛ ففي سنة 1900م بدأ بتشييد خط حديدي من دمشق إلى المدينة؛ للاستعاضة به عن طريق القوافل الذي كان يستغرق من المسافرين حوالي أربعين يوما، وطريق البحر الذي يستغرق حوالي اثنى عشر يوما من ساحل الشام إلى الحجاز، وكان يستغرق من المسافرين أربعة أو خمسة أيام على الأكثر، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا الخط مجرد خدمة حجاج بيت الله الحرام وتسهيل وصولهم إلى مكة والمدينة، وإنما كان السلطان عبد الحميد يرمي من ورائه أيضا إلى أهداف سياسية وعسكرية؛ فمن الناحية السياسية خلق المشروع في أنحاء العالم الإسلامي حماسة دينية كبيرة؛ إذ نشر السلطان على المسلمين في كافة أنحاء الأرض بيانا يناشدهم فيه المساهمة بالتبرع لإنشاء هذا الخط، وقد افتتح السلطان عبد الحميد قائمة التبرعات بمبلغ (خمسين ألفا ذهبا عثمانيا من جيبه الخاص) وتقرر دفع (مائة ألف) ذهب عثماني من صندوق المنافع، وأسست الجمعيات الخيرية، وتسابق المسلمون من كل جهة للإعانة على إنشائها بالأنفس والأموال، ورغم احتياج المشروع لبعض الفنيين الأجانب في إقامة الجسور والأنفاق، فإنهم لم يستخدموا إلا إذا اشتدت الحاجة إليهم، مع العلم بأن الأجانب لم يشتركوا إطلاقا في المشروع، ابتداء من محطة الأخضر -على بعد 760 كليو مترا جنوب دمشق- وحتى نهاية المشروع؛ ذلك لأن لجنة المشروع استغنت عنهم واستبدلت بهم فنيين مصريين.
وبلغ عدد العمال غير المهرة عام 1907م (7500) عاملا.
وبلغ إجمالي تكاليف المشروع (4.
283.
000) ليرة عثمانية.
وتم إنشاء المشروع في زمن وتكاليف أقل مما لو تعمله الشركات الأجنبية في أراضي الدولة العثمانية، وفي أغسطس سنة 1908م وصل الخط الحديدي إلى المدينة المنورة، وكان مفروضا أن يتم مده بعد ذلك إلى مكة، لكن حدث أن توقف العمل فيه؛ لأن شريف مكة -وهو الحسين بن علي- خشي على سلطاته في الحجاز من بطش الدولة العثمانية، فنهض لعرقلة مد المشروع إلى مكة، وكانت مقر إمارته وقوته.
فبقيت نهاية الخط عند المدينة المنورة، حتى إذا قامت الحرب العالمية الأولى عمل الإنجليز بالتحالف مع القوات العربية التي انضمت إليهم بقيادة فيصل ابن الشريف حسين بن علي على تخريب سكة حديد الحجاز، وكان أول قطار قد وصل إلى محطة سكة الحديد في المدينة المنورة من دمشق الشام يوم 22 (أغسطس) 1908م، وكان بمثابة تحقيق حلم من الأحلام بالنسبة لمئات الملايين من المسلمين في أنحاء العالم كافة؛ فقد اختصر القطار في رحلته التي استغرقت ثلاثة أيام، وقطع فيها 814 ميلا مشقات رحلة كانت تستغرق في السابق أكثر من خمسة أسابيع، ويسرت على المسلمين القيام بأداء فريضة الحج.
تمرد بعض رؤساء عشائر قبيلة مطير على الملك عبدالعزيز، وتحالفوا مع أمير بريدة محمد بن عبد الله أبا الخيل، على أن يكونوا من أنصار ابن رشيد ضد الملك عبدالعزيز الذي تحالف مع قبيلة عتيبة خصوم مطير وشمر، فنشبت قرب مدينة المجمعة في سدير معركة بين قبيلة مطير بقيادة فيصل الدويش وقوات الملك عبدالعزيز المكونة بالأساس من قبيلة عتيبة.
وهزمت مطير، وأصيب فيصل الدويش بجراح في هذه المعركة، فطلب الصلح وأعرب عن خضوعه للملك عبدالعزيز.
ساءت أحوال المحاكم الشرعية في مصر، بعد أن بدأ محمد علي باشا وخلفاؤه في تغيير الوضع القضائي المستقر في البلاد منذ مئات السنين، بإيجاد كيان جديد لا يعتمد على القضاء الشرعي، بل يتجه إلى التقنين الأوربي الحديث، وانحصر دور المحاكم الشرعية في نظر قضايا الأحوال الشخصية والمواريث والوقف، وتسلل إليها الفساد بعد أن أدارت لها الدولة ظهرها ولم تقدم إليها يد العون.
وظل الأمر على هذا النحو من الإهمال إلى أن قامت نظارة الحقانية (العدل) بانتداب محمد عبده لتفقد أحوال المحاكم الشرعية، ومعرفة أدوائها، ووضع أفضل السبل لعلاجها.
فقدم تقريرا لما وصلت إليه أحوال تلك المحاكم من سوء الحال في الأماكن والمباني والأثاث، وضعف في مستوى القضاة والكتبة، وقصور المرافعات فيها.
وفي الوقت نفسه كشف التقرير عن تقصير الحكومة تجاه هذه المحاكم، وإهمالها لشأنها حتى وصلت إلى ما هي عليه من ضعف وفساد.
وتضمن التقرير وسائل النهوض بتلك المحاكم من توسيع اختصاصاتها، وعدم تقييدها في إصدار الأحكام بالمذهب الحنفي، والنهوض بمستوى القضاة وتحسين مرتباتهم، وانتقاء العناصر الجيدة للعمل في هذا الميدان، وتسهيل إجراءات التقاضي، وختم التقرير بطلب إنشاء معهد خاص يختار طلبته ممن يدرسون في الأزهر، ويعدون إعدادا خاصا لتولي منصب القضاء.
ثم تشكلت لجنة برئاسة ناظر الحقانية (وزير العدل) وعضوية قاضي البلاد، وشيخ الجامع الأزهر، والمفتي، وأحد أعضاء محكمة مصر العليا؛ للنظر في التقرير, فصدر منشور في 16 صفر بإنشاء مدرسة القضاء الشرعي، وانقسمت المدرسة إلى قسمين: الأول: لتخريج الكتبة، والثاني: لتخريج القضاة والمحامين.
وظلت المدرسة قائمة حتى ألغيت في سنة (1347هـ / 1928م) وألحقت بالجامعة الأزهرية الناشئة.
نكث أمير بريدة محمد بن عبد الله أبا الخيل عهده مع الملك عبد العزيز بن سعود، واتفق مع أمير حائل سلطان الحمود بن رشيد على أن يكونا يدا واحدة عليه.
كذلك ازداد أبا الخيل قوة بقدوم فيصل الدويش زعيم قبيلة مطير إليه، الذي عاهده على الوقوف معه.
وسارع الملك عبد العزيز في التحرك إلى القصيم، ووصل عنيزة التي هب أهلها إليه، وخرج لمهاجمة سلطان ابن رشيد في بريدة، وحصلت مناوشات لم تسفر عن دخول الملك عبد العزيز البلدة.
وأقبل فيصل الدويش يناصر ابن رشيد وأبا الخيل.
فتصدى له الملك عبد العزيز وهزمه وطارد فلوله حتى بلدة الطرفية، التي كان يخيم بها، واستولى على معسكره.
وسار ابن رشيد وأبا الخيل مع فلول فيصل الدويش إلى مهاجمة الملك عبدالعزيز في الطرفية، فهزمهم، وعادوا منهزمين إلى بريدة، وتشتت شملهم.
وبعد ذلك عاد سلطان الحمود بن رشيد إلى حائل، ورجع الملك عبدالعزيز إلى الرياض.
كان الناس في مصر على تيارات ثلاثة، تيار "الحركة الوطنية"، وكانت ضد الاحتلال الإنجليزي وتيار "جماعة الاحتلال" التي تتلقى الدعم الإنجليزي وتعيش عليه، وتيار "جماعة قصر عابدين" التي تؤيد الخديوي الذي يكره الاحتلال لكنه راضخ له، وبدأت وسائل إعلام كل تيار بالصراع، وبناء على هذه التيارات نشأت الأحزاب السياسية، فأعلن في 16 رمضان عن تأسيس "الحزب الوطني"، رغم قيامه فعليا قبل هذا التاريخ، ويتزعمه مصطفى كامل، ويرى العمل على الاستقلال ضمن دولة الخلافة العثمانية، ومن الضروري وجود حزب واحد تنضوي تحت لوائه كل العناصر الوطنية لمقاومة المحتلين، وظهر "حزب الأمة" في 11 شعبان بعد أن تحولت شركة الجريدة إلى حزب، و "حزب الملاك" ورئيسه محمود سليمان ويرى الاستقلال الكامل وضرورة الاشتراك في الحكم، وكان تأثير محمد عبده واضحا على هذا الحزب، الذي كان لينا معتدلا مع الاحتلال ومعاديا للخديوي، وبرز "حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية" ورئيسه علي يوسف، ويعد هذا الحزب حزب الخديوي عباس حلمي، أو حزب القصر، ومن مهمته السرية تفتيت حزب الأمة، وهذه الأحزاب الثلاثة في مصر قبيل الحرب العالمية الأولى، وربما كان أكبرها وأهمها هو الحزب الوطني.