Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
كان سبب ذلك أن بني سليم كانت تفسد حول المدينة بالشر، ويأخذون ما أرادوا من الأسواق بالحجاز بأي سعر أرادوا، وزاد الأمر بهم إلى أن وقعوا بناس من بني كنانة وباهلة، فأصابوهم، وقتلوا بعضهم، فوجه محمد بن صالح- عامل المدينة- إليهم حماد بن جرير الطبري، وكان مسلحة لأهل المدينة، في مائتي فارس، وأضاف إليهم جندا غيرهم، وتبعهم متطوعة، فسار إليهم حماد، فلقيهم بالرويثة، فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت سودان المدينة بالناس، وثبت حماد وأصحابه، وقريش والأنصار، وقاتلوا قتالا عظيما، فقتل حماد وعامة أصحابه وعدد صالح من قريش والأنصار، وأخذ بنو سليم الكراع والسلاح، والثياب، فطمعوا ونهبوا القرى والمناهل ما بين مكة والمدينة، وانقطع الطريق.
فوجه إليهم الواثق بغا الكبير أبا موسى في جمع من الجند، فقدم المدينة في شعبان، فلقيهم ببعض مياه الحرة من رواء السورقية قريتهم التي يأوون إليها وبها حصون، فقتل بغا منهم نحوا من خمسين رجلا وأسر مثلهم، وانهزم الباقون، وأقام بغا بالسورقية، ودعاهم إلى الأمان على حكم الواثق، فأتوه متفرقين فجمعهم، وترك من يعرف بالفساد، وهم زهاء ألف رجل، وخلى سبيل الباقين، وعاد بالأسرى إلى المدينة، فحبسهم ثم سار إلى مكة.
فلما قضى حجه سار إلى ذات عرق بعد انقضاء الموسم، وعرض على بني هلال مثل الذي عرض على بني سليم، فأقبلوا وأخذ من المفسدين نحوا من ثلاثمائة رجل، وأطلق الباقين، ورجع إلى المدينة فحبسهم.
لم تزل هذه الفتنة سارية من أيام المأمون إلى أيام المعتصم ثم إلى أيام الواثق، فبقي على نفس منوال صاحبيه السابقين، يمتحن العلماء بمسألة خلق القرآن ومسألة رؤية الله تعالى يوم القيامة، وسجن من سجن وقتل من قتل بسبب هذا، حتى ورد كتاب الخليفة هارون الواثق إلى الأعمال بامتحان العلماء بخلق القرآن، وكان قد منع أبوه المعتصم ذلك، فامتحن الناس ثانيا بخلق القرآن.
ودام هذا البلاء بالناس إلى أن مات الواثق وبويع المتوكل جعفر بالخلافة، في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، فرفع المتوكل المحنة ونشر السنة، بل إن الأمر استفحل بالواثق أكثر من ذلك؛ فإنه أمر أيضا بامتحان الأسارى الذين وفدوا من أسر الفرنج بالقول بخلق القرآن وأن الله لا يرى في الآخرة، فمن أجاب إلى القول بخلق القرآن وأن الله لا يرى في الآخرة فودي، وإلا ترك في أيدي الكفار، وهذه بدعة صلعاء شنعاء، عمياء صماء، لا مستند لها من كتاب ولا سنة ولا عقل صحيح، بل الكتاب والسنة والعقل الصحيح بخلافها.
غزا بالصائفة جليقية محمد بن الأمير عبد الرحمن بن الحكم، فحصرها، وحصر مدينة ليون، ورماها بالمجانيق.
فلما أيقن أهلها بالهلاك خرجوا ليلا، ولجؤوا إلى الجبال والغياض، فأحرق محمد ما فيها، وأراد هدم سورها، فوجد سعته ثماني عشرة ذراعا فتركه، وأمعن في بلاد الشرك قتلا وسبيا.
وقعت مفاداة الأسارى بين المسلمين والروم، واجتمع المسلمون على نهر اللامس، على مسيرة يوم من طرسوس، واشترى الواثق من بغداد وغيرها من الروم، وعقد الواثق لأحمد بن سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي على الثغور والعواصم، وأمره بحضور الفداء هو وخاقان الخادم، وأمرهما أن يمتحنا أسرى المسلمين، فمن قال: القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة، فودي به، وأعطي دينارا، ومن لم يقل ذلك ترك في أيدي الروم.
فاجتمع المسلمون ومن معهم من الأسرى على النهر، وأتت الروم ومن معهم من الأسرى، وكان النهر بين الطائفتين، فكان المسلمون يطلقون الأسير فيطلق الروم من المسلمين، فيلتقيان في وسط النهر، ويأتي هذا أصحابه، فإذا وصل الأسير إلى المسلمين كبروا، وإذا وصل الأسير إلى الروم صاحوا حتى فرغوا، وكان عدة أسرى المسلمين أربعة آلاف وأربعمائة وستين نفسا، والنساء والصبيان ثمانيمائة، وأهل ذمة المسلمين مائة نفس، وكان النهر مخاضة تعبره الأسرى، وقيل، بل كان عليه جسر.
لم يعجب الدروز أن يكون الموارنة في الجبل تحت سلطة غيرهم -وهو الرأي الذي أخذ به الخليفة العثماني في حل المشكلة بين الدروز والموارنة في الجبل- فقام الدروز باعتداءاتهم الثانية في هذا العام بعد الاعتداء الأول عام 1258هـ، فأرسلت الدولة العثمانية بعد ذلك جيوشها واحتلت المنطقة كلها، وأعلنت فيها الأحكام العرفية، ثم اتفقت الدول الأوربية مع الخليفة على تشكيل مجلس يضم أعضاء من المجموعتين ومن غيرهم، ولم تنته القضية إلا بمذابح عام 1277هـ.
أقدمت القوات الاستعمارية بقيادة الجنرال بليسي السفاح على جريمة خطيرة ظلت طي الكتمان، وهي محارق في كل من النقمارية وأولاد رباح، وحسبما تداول عن هذه المعارك أن القوات الاستعمارية كانت وراء كل أنواع التعذيب التي حدثت في المنطقة، ومنها ثلاث محارق في النقمارية وأولاد رباح، حيث تم حشد مئات المواطنين في شهر أوت من سنة 1845م داخل مغارات وكهوف تحت الأرض وبعد الغلق عليهم بالإسمنت المسلح، تم إبادة أكثر من 1000 مواطن (رجال ونساء وشيوخ وأطفال) عن طريق المحارق! وكل هذه الإبادة الجماعية هي رد فعل على انطلاق مقاومة شعبية من طرف السكان الذين لم يتقبلوا وجود قوات الاستعمار بمنطقتهم.
في رمضان من هذه السنة كانت وقعة ابن رشيد رئيس الجبل على أهل عنيزة، وذلك أن عبد الله بن سليم بن زامل أمير عنيزة أخذ إبلا لابن رشيد، فطلب منه الأداء، فأبى عليه وحذره وأنذره، فجهز ابن رشيد إليهم أخاه عبيد في 250 مطية وخمسين من الخيل، فأغار على غنم عنيزة قريبا من البلد، ففزع أهل عنيزة، وكان ابن رشيد قد جعل لهم كمينا، فلما نشب القتال خرج عليهم الكمين فولوا منهزمين، واستولى عبيد وقومه على أكثر الفزع، فقتلوا في المعركة كثيرا من رجالهم، منهم الأمير عبد الله بن سليم وإخوته وبنو عمه، قتلهم صبرا، وأمسك منهم رجالا وربطهم وأنفذهم إلى أخيه عبد الله في الجبل، فركب إليه عبد العزيز بن الشيخ العالم عبد الله أبا بطين، فألفى عليه في الجبل فأطلق له رجالا وكساهم.
في آخر هذه السنة أقبل حاج الأحساء والقطيف والبحرين وسيف البحر ومعه عجم كثير، فرصد لهم في الطريق فلاح بن حثلين رئيس العجمان ومعه أناس من أعراب سبيع، فشنوا عليهم الغارة، فتفرق من الحاج نحوا من نصفه، وانهزم أكثر الحاج، فمنهم السالم والمأخوذ، فلما بلغ الإمام فيصل خبرهم استنفر المسلمين فركب من الرياض آخر ذي القعدة ومعه الشيخ العالم القاضي عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونزل حريملاء حتى اجتمع عليه غزوانه من جميع النواحي، فلما سمع ابن حثلين بمغزى الإمام انهزم إلى ديرة بني خالد، فقصده الإمام في ديار بني خالد فأقبل عليه رؤساء العجمان وسبيع، وسألوه بالله ألا يأخذ البريء المطيع بالغوي المضيع، وهذا الجاني ابن حثلين ومن تبعه دونك, فعفا عنهم وأمرهم أن يخرجوا من ديرة بني خالد هم وأتباعهم من سبيع ولا يمكثوا فيها ولا يوما واحدا، فرحلوا عنها وقصدوا السر فشن عليهم عربان مطير وغيرهم، فأخذوا كثيرا من أدباشهم وأوباشهم، فمزقهم الله كل ممزق, ثم إن رؤساء العجمان طلبوا من فيصل الأمان وأنهم يدفعون ما أخذوا للمسلمين والنكال، فأخذ فيصل منهم خمسة وعشرين فرسا، ثم أرسل الإمام فيصل قافلة إلى أهل الأحساء فيها زهاب وغيره، أما ابن حثلين فانسلخ العجمان عنه وتبرأوا منه، فهرب إلى محمد بن هادي بن قرملة، فلما علم الإمام بذلك قصد ابن حثلين فهرب من عند ابن قرملة فرجع الإمام فيصل إلى الرياض.
تمكن الإمام فيصل خلال هذا العام من القبض على فلاح بن حثلين وقطع رأسه في الأحساء على إثر قطعه الطريق على حاج الأحساء والقطيف والبحرين، وكذلك تمكن من مشعان بن هذال لما أخذ الحدرة ولم يمتنع بعدها إلا خمسين يوما حتى اقتص منه، وكذلك هادي بن مذود لما أخذها لم يحل عليه الحول، وقطع الله أصله ونسله على يد الإمام، وكذلك ما جرى على الدبادية -وهم فرع من مطير- قتلهم مرة واحدة لما فعلوا بأهل سدير ما فعلوا بحفر الباطن، وما جرى على عربان السويلمات من القتل والأخذ لما قطعوا طرق المسلمين.
كانت كشمير تحت حكم المغول المسلمين، ثم سيطر الأفغان عليها بعد المغول، ثم بعد التدخل الإنجليزي استطاع السيخ أن يتحكموا بالإقليم الكشميري، وكانت أيامهم فيها من أسوأ الأيام على المسلمين من إراقة الدماء وهدم المساجد، ثم أخذها الإنجليز من السيخ عام 1262هـ / 1846م ثم قاموا ببيعها بموجب اتفاقية أمريتسار (وهي المدينة التي تعد قاعدة السيخ) بمبلغ سبعة ملايين ونصف مليون روبية إلى أسرة الدوغرا الشيخية لمدة مائة عام من 1846 إلى 1946م، ولم ينس الإنجليز (لتمر هذه الصفقة على المسلمين) أن يجعلوا أسرة الدوغرا تتعهد بأن تحكم رعيتها المسلمة بالعدل، وكان -كما هو مشهور- حبرا على ورق، وإلا فالواقع خير شاهد على ما قام به الدوغرا تجاه المسلمين الذين ظلوا طيلة قرن من الزمن مكبلين بأغلال العبودية والاضطهاد والتنكيل، رغم أنهم الأكثرية؛ فهم يشكلون ثمانين بالمائة من السكان!
هو فلاح بن مانع بن حثلين العجمي أمير قبيلة العجمان، قام في السنة الماضية ومعه بعض العجمان وعربان من سبيع بالغارة على حاج الأحساء والقطيف والبحرين وسيف البحر، فطلبه الإمام فيصل بن تركي ففر إلى ديرة بن خالد، فأجلى الإمام فيصل العجمان من ديرة بني خالد، ففر ابن حثلين إلى محمد بن هاد بن قرملة بعد أن انسلخ منه العجمان وتبرؤوا منه، ثم إن فلاح بن حثلين قام يدير الرأي في الحيلة للرجوع إلى ديرة بني خالد، ووقع في نفسه أنه لا يقدر على ذلك إلا بمصافاة الدويش وأتباعه، فرحل من مكانه وقصدهم في ديرة بني خالد، ومعه قطعة قليلة من العجمان، فنزل على منديل بن غنيمان رئيس من الملاعبة من مطير، وطلبه أن يجيره ويجمع بينه وبين الدويش، فأبى ابن غنيمان وقال: لا نقدر على ذلك، ونحن بيد الإمام فيصل، ولا يجسر يجير عليه أحد، وأرسل منديل إلى الحميدي الدويش وأخبره بالأمر، فركب من ساعته بعدده وعدته وألفى عند ابن غنيمان ورحل معه بابن حثلين ومن تبعه وأدخلهم مع عربانه، وأرسل إلى فيصل يخبره، وركب وافدا عليه ومعه رؤساء قومه فلما دخلوا على الإمام ذكر لهم ما فعل ابن حثلين بالمسلمين، وقال: لا بد من إمساكه وأخذه من عندكم وأخذ الثأر منه للمسلمين، وألزمه بذلك فلم يجد بدا من طاعته، فأمر الإمام على رجال من خدامه يركبون معهم ويأخذون ابن حثلين من عند الدويش، وقصدوا به الأحساء وأدخلوه قصر الكوت عند أحمد السديري، فقطعوا رأسه، وعندما قتل فلاح بن حثلين خلفه أخوه العجمان الشيخ حزام بن حثلين عم راكان بن فلاح حوالي خمسة عشرة عاما في زعامة قبيلة العجمان، ثم تنازل عن زعامته لابن أخيه الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين، عام 1276هـ.