Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
وقع عصيان أهل طليطلة على عبد الرحمن بن الحكم بن هشام، صاحب الأندلس، وتم إنفاذ الجيوش لمحاصرتها مرة بعد مرة، فلما كانت هذه السنة خرج جماعة من أهلها إلى قلعة رباح، وبها عسكر لعبد الرحمن، فاجتمعوا كلهم على حصر طليطلة، وضيقوا عليها وعلى أهلها وقطعوا عنهم باقي مرافقهم واشتدوا في محاصرتهم، فبقوا كذلك إلى أن سير عبد الرحمن أخاه الوليد بن الحكم إليها أيضا، فرأى أهلها وقد بلغ بهم الجهد كل مبلغ، واشتد عليهم طول الحصار، وضعفوا عن القتال والدفع، فافتتحها قهرا وعنوة، وأمر بتجديد القصر على باب الحصن الذي كان هدم أيام الحكم، وأقام بها إلى آخر شعبان من سنة ثلاث وعشرين ومائتين، حتى استقرت قواعد أهلها وسكنوا.
خرج توفيل بن ميخائيل ملك الروم إلى بلاد الإسلام، وأوقع بأهل زبطرة وغيرها، وكان سبب ذلك أن بابك لما ضيق الأفشين عليه، وأشرف على الهلاك، كتب إلى ملك الروم توفيل يعلمه أن المعتصم قد وجه عساكره ومقاتليه إليه، ولم يبق على بابه أحد، فإن أردت الخروج إليه فليس في وجهك أحد يمنعك؛ ظنا أن ذلك يخفف عنه، فخرج توفيل في مائة ألف، وقيل أكثر، منهم من الجند نيف وسبعون ألفا وبقيتهم أتباع، ومعهم من المحمرة الذين كانوا خرجوا بالجبال فلحقوا بالروم حين قاتلهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، فبلغ زبطرة، فقتل من بها من الرجال، وسبى الذرية والنساء، وأغار على أهل ملطية وغيرها من حصون المسلمين، وسبى المسلمات، ومثل بمن صار في يده من المسلمين وسمل أعينهم، وقطع أنوفهم وآذانهم، فخرج إليهم أهل الثغور من الشام والجزيرة، إلا من لم يكن له دابة ولا سلاح.
كان العباس بن المأمون مع عمه المعتصم في غزوة عمورية، وكان عجيف بن عنبسة قد ندمه إذ لم يأخذ الخلافة بعد أبيه المأمون بطرسوس حين مات بها، ولامه على مبايعته عمه المعتصم ولم يزل به حتى أجابه إلى الفتك بعمه وأخذ البيعة من الأمراء له، وجهز رجلا يقال له الحارث السمرقندي وكان نديما للعباس، فأخذ له البيعة من جماعة من الأمراء في الباطن، واستوثق منهم وتقدم إليهم أنه يلي الفتك بعمه، فلما فتحوا عمورية واشتغل الناس بالمغانم، أشار عليه أن يقتله، فوعده مضيق الدرب إذا رجعوا، فلما رجعوا فطن المعتصم بالخبر، فأمر بالاحتفاظ وقوة الحرس وأخذ بالحزم، واجتهد بالعزم، واستدعى بالحارث السمرقندي فاستقره فأقر له بجملة الأمر، وأخذ البيعة للعباس بن المأمون من جماعة من الأمراء أسماهم له، فاستكثرهم المعتصم واستدعى بابن أخيه العباس فقيده وغضب عليه وأهانه، ثم أظهر له أنه قد رضي عنه وعفا عنه، فأرسله من القيد وأطلق سراحه، فلما كان من الليل استدعاه واستحكاه عن الذي كان قد دبره من الأمر، فشرح له القضية، وذكر له القصة، فإذا الأمر كما ذكر الحارث السمرقندي.
فلما أصبح استدعى بالحارث فأخلاه وسأله عن القضية ثانيا فذكرها له كما ذكرها أول مرة، فقال: ويحك، إني كنت حريصا على ذلك، فلم أجد إلى ذلك سبيلا بصدقك إياي في هذه القصة.
ثم أمر المعتصم حينئذ بابن أخيه العباس فقيد وسلم إلى الأفشين، وأمر بعجيف وبقية الأمراء الذين ذكرهم فاحتفظ عليهم، ثم أخذهم بأنواع النقمات التي اقترحها لهم، فقتل كل واحد منهم بنوع لم يقتل به الآخر، ومات العباس بن المأمون بمنبج، فدفن هناك، وكان سبب موته أنه أجاعه جوعا شديدا، ثم جيء بأكل كثير، فأكل منه وطلب الماء فمنع حتى مات، وأمر المعتصم بلعنه على المنبر وسماه اللعين.
حاول الإمام فيصل أن يتفادى الصدام مع القوة المصرية الموجهة إليه؛ إذ لا قبل له بها.
فأرسل الهدايا مع مبعوث منه إلى قائديها خالد بن سعود وإسماعيل بك، إظهارا لحسن نيته.
ولما عاد المبعوث أطلع الإمام على نيات محمد علي باشا في مهاجمة البلاد.
وواصلت الحملة تقدمها من المدينة النبوية إلى الحناكية، وكان الإمام فيصل لما بلغه مسير العساكر المصرية بقيادة إسماعيل بك وخالد بن سعود، استشار رؤساء رعيته الذين عنده، في المسير إليهم أو عدمه، فأشار عليه عبد الله بن علي رئيس جبل شمر بالنفير والمسير وأن يقصد القصيم ويقيم فيه وينزل قبل أن يقدم العساكر، فيجيبونه ويتابعونه، فيكون نزوله عندهم فيه ثبات لهم وردة عن عدوه، فاستنفر الإمام فيصل قواته في الأحساء، وجنوب نجد وسدير، وتقدم من الرياض إلى القصيم؛ لملاقاة القوات المصرية والدفاع عن المنطقة.
تم إنشاء أول وزارة للمعارف في مصر والعالم العربي، باسم ديوان المدارس، وقد تولى رئاستها مصطفى مختار باشا، الذي كان أحد أعضاء البعثة العلمية الأولى التي أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا.
نزل الإمام فيصل بجنوده على ماء الصريف من أرض القصيم، فأقام عليها أكثر من شهر حتى بلغه أن خالد بن سعود وإسماعيل بك وعساكرهم نزلوا الرس، فرحل الإمام ونزل عنيزة، واستنفر أهلها، فركب معه أميرها يحيى بن سليمان، ورئيس بريدة عبد العزيز بن محمد، ونزل في رياض بلد الخبرا بين الرس والخبرا، فأقام فيها عشرين يوما، وهو ملازم عسكر الترك في الرس ومحارب لهم، ولكن لم يحصل بينه وبينهم قتال، ولا طلع عليه أحد منهم، حاول أن يدخل بعض جنوده بلد الشنانة عند الرس، لكنهم لم يتمكنوا، فاستشار الرؤساء في الرحيل أو المقام، فأشاروا عليه أن يأمر بالرحيل إلى عنيزة، ثم يشن الغارة بمن معه على الذين تابعوا عساكر الترك فلما شدت رحايلهم وحمل عليها، ظن أناس من أطراف الغزو أن القوم راحلون ومنهزمون فشالوا على رواحلهم ووقع الفشل في جنده، فأمر فيصل رجاله بتسكينهم، وضرب من رحل وانهزم منهم، فقاموا وأدبوا فيهم فسكنوا وباتوا في مكانهم، فلما أصبح فيصل ركب بجنوده قاصدا عنيزة فوقع فشل وخفة في جيشه، فلما نزل عنيزة شاور رؤساء قومه المقام أو الرحيل، فاقتضى رأيه أن يرحل ويقصد بلده، وأذن لأهل النواحي يقصدون بلدانهم.
لما دخل الإمام فيصل الرياض بعد عودته من القصيم، رأى من بعض أهلها ريبة، وجاهر بعضهم بالعداوة، فعمل فيصل على جمع أمواله وأهله وخيله والنجايب، وخرج بهم من الرياض إلى الخرج، فأقام بها عشرة أيام حتى استلحق باقي أهله وشيء من متاعه وعدد من رجاله وعبيده، ثم قصد الأحساء، فلما وصلها استقبلها أميرها من قبله عمر بن عفيصان ورؤساؤها وبايعوه على النصرة والقيام معه، ونزل قصر الكوت بعياله وأثقاله، وأقام في الأحساء آخر عاشوراء وصفر وربيع من سنة 1253هـ ووفد عليه رؤساء العربان من مطير والعجمان والسهول وسبيع وغيرهم.
أرسل محمد علي باشا حملة عسكرية بقيادة واحد من أمهر قادته العسكريين، وهو خورشيد باشا.
وكان أول ما فعله خورشيد وهو في طريقه إلى نجد أن أرسل رسالة وهدايا إلى الإمام فيصل بن تركي مع الشريف عبد الله، صاحب ينبع، وأذن للإمام أن يأخذ ما أراد أخذه من ممتلكاته الموجودة في الرياض، ووعده بالتقرير في ملكه، ولا عليه منازع، وربما كان قصد خورشيد باشا من هذا الوعد هو أن يبقي الإمام فيصلا حاكما على جنوبي نجد والأحساء، وهما المنطقتان اللتان لا تزالان مواليتين له.
وربما سعى إلى كسب الوقت حتى يصل إلى العارض قبل أن ينال الإمام فيصل من خالد بن سعود.
أقبل عبد الله بن علي بن رشيد رئيس جبل شمر ومعه من أعوانه وعشيرته رجال؛ لمحاربة عيسى بن علي، ونزل عند بني تميم في بلد قفار المعروفة في حائل، وأقام عندهم، ثم سطا على عيسى بن علي وأخرجه من قصره ومن البلد، وقتل رجالا ونهب أموالا.
رحل خالد بن سعود وإسماعيل بك وعساكر الترك من القصيم إلى الرياض ودخلوها يوم السبت 7 صفر، ودخل خالد وإسماعيل القصر واستوطنوه ونزل العسكر خارج الرياض، وقدم عليهم رؤساء البلدان وتابعوهم، وأرسلوا إلى الهزاني ورؤساء أهل الحوطة يطلبون منهم المتابعة والقدوم إليهم، فأبوا عليهم، وكتبوا لخالد إن كان الأمر لك ولا يأتينا في ناحيتنا عسكر من الترك فنحن رعية لكم، وإن كان الأمر للترك فنحن لهم محاربون، فغضب إسماعيل وأتباعه وقالوا: لا نرضى إلا بقتل أهل هذه الناحية ونهب أموالهم.
نجح الأمير عبد القادر الجزائري في إحراز نصر على القائد الفرنسي الجنرال "بيجو" في منطقة "وادي تفنة (أو تافنة) "، الأمر الذي أجبر القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عرفت باسم "معاهدة تافنة"، وعاد الأمير عبد القادر بعدها لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع، وتنظيم شؤون البلاد، لكن الفرنسيين نقضوها عام 1839م.
أصدرت فرنسا قانونا أخضعت به أراضي القبائل الجزائرية لإجراءات القوانين الفرنسية، وهو ما سهل للفرنسيين الاستيلاء على تلك الأراضي.
بعد سير القوات المصرية نحو الرياض وجدت التشجيع من سكانها الذين قدم منهم وفد؛ ليعلن ولاءهم للجيش المصري، وفر منها المعارضون من آل الشيخ إلى جهات الحلوة والحريق وحوطة بني تميم في جنوبي نجد.
فأراد خالد بن سعود أن يخضع المناطق الجنوبية من نجد بالقوة، بعد أن رفضت طاعته، فكتب خالد إلى أمراء سدير والمحمل والوشم وبلدان العارض بالنفير معه لقتال مناطق الجنوب، فخرجوا جميعا إلا أمير سدير أحمد بن محمد السديري، تخلف بسبب القحط، واستنفر خالد أهل الرياض، فلما وصل الخرج استنفر أهلها، فركب معهم فهد بن عفيصان، فاجتمع لخالد وإسماعيل 7000 مقاتل من الترك والعربان وأهل البلدان المتابعين لهم، فقصدوا بلدة الحلوة.
كان أهل الحلوة قد أخرجوا نساءهم وأبناءهم وأدخلوهم الحوطة، وكان الشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ علي بن حسين، وعبد الملك بن حسين، وحسين بن حمد بن حسين -أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب- بعد أن أقبل عساكر خالد وإسماعيل على الرياض؛ هربوا منه وسكنوا بلد الحوطة، وبعضهم نزل على تركي الهزاني في الحريق، فلما صارت هذه الحادثة جعل الله بسببهم ثباتا لهم ويقينا يشجعونهم ويأتمرون بأمرهم ولا يقطعون أمرا دون مشورتهم، فلما دخل عسكر الترك حرة قرب بلدة الحلوة، صعد أهل الحلوة الجبل لقتالهم، فوقع القتال من أول النهار إلى بعد الظهر، وهم في قتال وإقبال وإدبار، فأتى المدد من أهل الحوطة والحريق وغيرهم، وحصلت مقتلة عظيمة على عسكر الترك وأتباعهم، فنزلت بهم هزيمة ساحقة.
يقول ابن بشر: وأول من انهزم الأعراب الذين مع العسكر، ثم وقعت الهزيمة العظيمة التي ما وقع لها نظير في القرون السالفة ولا في الخلوف الخالفة، على عساكر الترك وأعوانهم، وهلكت تلك الجنود ما بين قتل وظمأ، وذكر لي أن الرجل من القرابة الذين ليس لهم خيل لا ينهزم أكثر من رمية بندق، ولم ينج واحد منهم، وتفرقت الخيالة في الشعاب فهلكوا فيها ليس لهم دليل، ولا يهتدون إلى السبيل، ونجا خالد بنفسه ومن معه من أهل نجد، لما رأوا الهزيمة انهزموا وحدهم، وتركوا عسكرهم وجندهم، وتزبن إسماعيل والمعاون وشرذمة معهم من الخيالة هزيمة خالد، فاجتمعوا به وساروا معه، وهربت الأعراب على رحايل العسكر، وتركوا جميع محلتهم وأمتعتهم، فغنم أهل الحوطة وأهل الحريق وأتباعهم جميع ما معهم من الأموال والسلاح والخيام، وفيها من الذهب والفضة ما ليس له نظير، وذلك يوم الأربعاء منتصف ربيع الآخر، وكان معهم فهد بن عفيصان بغزو أهل الدلم، فهرب عنهم في الليل، فلما وصل بلده أخبرهم بالأمر، وأمرهم يخرجون ويأخذون ما وجدوا منهم، فتلقاهم غزوان أهل نجد وهزموهم إلى بلدهم ونزلوا عندها، وحصل بينهم وبين أهلها مناوشة رمي بالبنادق، ووافاهم أحمد السديري بغزو أهل سدير فيها، ثم إن خالدا وإسماعيل وأتباعهم رحلوا من الدلم وقصدوا الرياض ودخلوها.
قيل: إن الذي نجا من الخيالة مع إسماعيل قريب من مائتين دخلوا معه الرياض، وكان قد أبقى في الرياض لما خرج إلى الحوطة أكثر من مائتين من المغاربة والترك في القصر".
لما هزم خالد بن سعود في بلدة الحلوة، سارع الإمام فيصل بن تركي من الأحساء إلى الخرج، وانضم إليه أهل الخرج والحوطة والحريق والفرع الذين هزموا خالدا.
وانطلق بهم نحو الرياض، وحاصرها.
ولكنه اضطر إلى فك الحصار والتراجع نحو منفوحة في شعبان من هذه السنة أيضا، وذلك بعد أن زحفت حشود من قبيلة سبيع بقيادة فهيد الصييفي، ومن قبيلة قحطان بقيادة قاسي بن عضيب؛ لنجدة خالد بن سعود.
فشنوا الغارة على الإمام فيصل وجنوده.
وهناك جرت لأول مرة محادثات للصلح بين الإمام فيصل بن تركي وخالد بن سعود، في شعبان من هذا العام أيضا، لكنها انتهت بالفشل، ودارت الحرب مجددا بين الفريقين مع وصول قوات جديدة من مصر.
سار علي باشا والي العراق من بغداد بعساكر عظيمة، قيل إنهم 70 ألفا من عقيل وغيرهم، وقصد بلد المحمرة المعروفة عند البصرة، واستلحق أهل الزبير وساروا معه، فنزل المحمرة وحاصرها وأخذها عنوة، ونهبها وأخذوا منها من الأموال ما لا يعد ولا يحصى.