Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
هو العالم الفقيه الشيخ عثمان بن عبد الجبار بن حمد بن شبانة الوهبي التميمي، بقية العلماء الزهاد، ورث العلم كابرا عن كابر من آبائه وأجداده وأعمامه وإخوانه، وممن تعلم منهم ابن عمه الشيخ حمد بن عثمان بن عبد الله، والشيخ حمد التويجري، والشيخ عبد المحسن بن نشوان بن شارخ، القاضي في الكويت والزبير، والشيخ عبد العزيز بن عيد الإحسائي نزيل الدرعية، وكان الشيخ عثمان فقيها له قدرة على استحضار أقوال العلماء، وله معرفة في التفسير والفرائض والحساب، وهو عالم زمانه في المذهب، لا يدانيه فيه أحد، تخرج على يديه وانتفع به خلق كثير، منهم: ابنه القاضي الشيخ عبد العزيز، والشيخ عبد الرحمن بن أحمد الثميري قاضي سدير، والشيخ عثمان بن علي بن عيسى قاضي الغاط والزلفي، وغيرهم.
وكان في الغاية من الورع والعبادة والعفاف، عينه الإمام عبد العزيز بن محمد قاضيا لعسير، وألمع عند عبد الوهاب أبو نقطة المتحمي، وأقام هناك مدة ثم رجع، وأرسله الإمام عبد العزيز بن محمد أيضا قاضيا لعسير عند ابن حرملة وعشيرته، ثم أرسله الإمام سعود قاضيا في عمان، وأقام في رأس الخيمة يقضي بين الناس ويدرس لطلاب العلم، ثم رجع، ولما توفي عمه محمد قاضي بلدان سدير، عينه الإمام سعود مكانه قاضيا لبلدان سدير، واستمر في القضاء زمن الإمام سعود وزمن ابنه الإمام عبد الله وما بعدهما، إلى أن توفي في السابع والعشرين من هذا الشهر.
بعد أن أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في شوال من هذا العام، اجتازت نهر بروت الفاصل بين الدولتين والذي يرفد نهر الدانوب قرب مصبه، واحتلت عاصمة إقليم البغدان ياش الواقعة على النهر، ثم دخلت بخارست عاصمة الأفلاق، وجعلت على الإقليمين حكاما من قبلها، ثم اجتازت نهر الدانوب واتجهت جيوشها لحصار مدينة فارنا الواقعة في بلغاريا على ساحل البحر الأسود، وحاصرتها برا وبحرا، وجاءت إليها الإمدادات برا وبحرا، ولكن سلمت في النهاية عن طريق الخيانة بعدما يئس الروس من دخولها، وكان تسليمها في أول ربيع الثاني عام 1244هـ على يد يوسف باشا أحد القادة العثمانيين الذي التجأ أيضا إلى بلاد الروس، وكذلك احتلت روسيا مدينة قارص في شرق الأناضول، ثم تقدمت من جهة الغرب واحتلت مدينة أدرنة، وخافت فرنسا وإنكلترا من أن تحتل روسيا استانبول فسارعتا للوقوف في وجه روسيا، وبجهود مملكة بروسيا عقدت معاهدة أدرنة عام 1245هـ.
وفد عيسى بن علي رئيس جبل شمر على الإمام تركي بن عبد الله ومعه رؤساء قومه، فبايعوه على دين الله ورسوله والسمع والطاعة، وجعل في بيت مال الجبل حمد الشويعر الذي كان على بيت مال الجبل منذ أيام الإمامين سعود وعبد الله.
هو الإمام العلامة الأوحد الشيخ عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، الثقة الثبت, التقي الورع المجاهد المحتسب, ذو الهمة العالية والشجاعة المتناهية, الذي خلف والده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في مؤازرة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، وخلفه في بث العلم والقيام بدعوة التوحيد ونشرها، والدفاع عنها بالقلم واللسان، والحجة والبيان، وهو عالم نجد بعد أبيه ومفتيها، ومن له الفتاوى السديدة والأجوبة العديدة، والردود العظيمة، ومن ضربت إليه أكباد الإبل من سائر بلدان نجد، وتوالت عليه الأسئلة من جميع قرى نجد ومدنها.
ولد في الدرعية سنة 1165هـ ونشأ بها في كنف والده، وقرأ القرآن حتى حفظه ثم شرع في القراءة على والده، فتفقه في المذاهب الإسلامية، ومهر في علمي الفروع والأصول، وكان مع هذا عالما بارزا في علم التفسير والعقائد وأصول الدين، عارفا بالحديث ومعانيه، وبالفقه وأصوله، وعلم النحو واللغة، وله اليد الطولي في جميع العلوم والفنون، كرس جهده وأوقف حياته على تحصيل العلم وتعليمه ونشره تدريسا وتأليفا، فأخذ عنه العلم خلق كثير من فطاحلة علماء نجد وجهابذتهم، وكان مرجع القضاة في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، وابنه الإمام سعود، وابنه الإمام عبد الله، وقد ألف مؤلفات كثيرة، منها: جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية، رد به على بعض علماء الزيدية الذين اعترضوا على دعوة التوحيد السلفية، وألف مختصر السيرة النبوية في مجلد ضخم، والكلمات النافعة في المكفرات الواقعة، وألف منسكا صغيرا للحج، وكتب رسائل وفتاوى كثيرة، وكان له دروس خاصة يحضرها الإمام سعود عبد العزيز، وابنه الإمام عبد الله بن سعود، في الدرعية، وقد صحب الأمير سعود بن عبد العزيز في دخوله مكة سنة 1218، وكتب حال دخوله مكة المكرمة مع الأمير سعود رسالة وإجابة منه لمن سأله عما يعتقدونه ويدينون لله به، وكان مع هذا شجاعا مقداما، وقف في باب البجيري المعروف -أثناء حصار إبراهيم باشا للدرعية- وشهر سيفه وقاتل قتال الأبطال قائلا كلمته المشهورة: "بطن الأرض على عز خير من ظهرها على ذل" وقاتل حتى رد العساكر وزحزحهم عن مواقفهم، وذلك في آخر حرب الباشا على الدرعية، ثم نقله باشا إلى مصر بعد ما استولى على الدرعية، وذلك سنة 1242هـ, ونقل معه ابنه عبد الرحمن، وبقي بمصر محدود الإقامة حتى توفي بمصر، وقد أنجب ثلاثة أبناء علماء، هم: الشيخ سليمان، الذي قتله إبراهيم باشا في الدرعية، وعلي قتل فيما بعد على يد بعض عساكر الترك بنجد، وعبد الرحمن نقل مع أبيه إلى مصر صغيرا وتعلم بها ودرس برواق الحنابلة.
وفيها أرخص الله الأسعار وكثرت الأمطار وفاضت الآبار، فأول ما نزل الغيث في الموسم زرع عليه الناس، فلما حصد الزرع ونقل في بيادره تتابع الغيث فأعطنت الزروع، فلم يكن للناس شغل إلا نشرها وجمعها، واسود التبن وتغير الحب، وأقام الناس على ذلك نحوا من عشرين يوما، كل يوم ينزل الحيا والسيل في آخر النهار، وأوله صحو لم ير عليها قزعة، فلما كبر البسر وصار كالبندق أصيب بدودة تضرب البسرة عند القمع فتسقط، وسقط ما في النخيل كله إلا أقل قليل، وذلك في بلدان سدير وغيرها، وقطعت أكثر عذوق النخل ولم يبق بها شيء، والثمرة قبل ذلك في غاية الكثرة، واستمر ذلك في السنة التي تلتها، لكنه أخف من التي قبلها، وظهرت أعراب الظفير على نجد، واكتالوا من بلدان سدير على عشرة أصواع بالريال.
طلبت إنكلترا من الدولة العثمانية في الثامن من رجب عام 1242هـ أن تتوسط الدول الأوربية النصرانية بين الدولة العثمانية وبين ما يتبعها، فرفضت الدولة العثمانية ذلك؛ لأن هذا تدخل صريح في شؤونها الداخلية، فكان هذا الرفض حجة تذرعت به لإعلان الحرب مرة أخرى بعد أن ضعفت الدولة سياسيا، فاتفقت روسيا وفرنسا وإنكلترا في الحادي عشر من ذي الحجة على إجبار الدولة العثمانية لإعطاء اليونان استقلالها على أن تدفع جزية سنوية يتفق عليها الطرفان، وأعطي الخليفة شهرا لإيقاف الأعمال ضد اليونان، وإذا عجز عن ذلك أو رفض فإن الدول النصرانية تتخذ ما تراه مناسبا، ولم يعمل الخليفة أي عمل، وبعد شهر أمرت الدول الثلاث روسيا وفرنسا وإنكلترا أساطيلها بالتوجه إلى سواحل اليونان وطلبت من إبراهيم باشا التوقف عن القتال، فكان جوابه أنه يتلقى أوامره من الخليفة أو من أبيه، ومع ذلك توقف عشرين يوما عن القتال ريثما تصل إليه التعليمات، واجتمعت أساطيل الدول الأوربية في ميناء نافارين (خليج نافارين فيلوس شرقي بيلوبونز جنوب اليونان الحالية) ودمرت الأسطول العثماني وأكثر الأسطول المصري، وقتل ما يزيد على ثلاثين ألف جندي مصري، واحتج الخليفة فلم ينفعه احتجاجه، فأعلن أن القتال ديني لا سياسي في منشور أصدره للمواطنين، ودعاهم فيه للدفاع عن عقيدتهم، وخص بذلك روسيا التي تأثرت من ذلك، وأعلنت الحرب على الدولة العثمانية في شوال من هذا العام، وأمر محمد علي ابنه بالانسحاب، وكانت القوات الفرنسية تحل محل المنسحبين، ثم عقدت الدول الثلاث مؤتمرا في لندن ودعيت إليه الدولة العثمانية فرفضت الحضور، فقرر المؤتمر إعلان استقلال اليونان وحكمها من قبل حاكم نصراني تنتخبه هذه الدول ويكون تحت حمايتها وتدفع جزية سنوية للدولة العثمانية مقدارها خمسمائة ألف قرش، ولكن الدولة العثمانية رفضت هذه القرارات التي تتعلق بالدولة ورعاياها، ولا يحق لأحد التدخل وإصدار القرارات بشأنها، وانصرفت إلى قتال الروس الذين أعلنوا الحرب.
أرسل الإمام تركي إلى رؤساء القصيم وأمراء بلدانه، وأمرهم بالقدوم إليه فأقبل جميع أمراء القصيم ورؤسائه، فقدموا عليه في الرياض وبايعوه كلهم على السمع والطاعة، وعزل محمد بن علي الشاعر عن إمارة بريدة وجعل مكانه عبد العزيز بن محمد بن عبد الله، ثم لما بلغ الإمام تركيا ما يريبه من محمد بن علي أرسل إليه وجعله عنده في الرياض ولم يأذن له بالعودة للقصيم حتى قوي عبد العزيز بن محمد وقويت شوكته.
أقبل فيصل بن تركي هاربا من مصر وقدم على أبيه في الرياض فاستبشر به والده، وصار فيصل الساعد الايمان لوالده في إدارة الدولة، وقد كان فيصل من ضمن المنقولين إلى مصر سنة 1234 ومعه أسرته، وهم إخوانه وعددهم أربعة، وأخواته اثنتان، ووالدته، وثمان من جواريه، وسبعة من عبيده وخدمه، وكان مجموع من نفى إبراهيم باشا إلى مصر من آل سعود وآل الشيخ 351 بموجب البيان الذي أرسله إبراهيم لوالده في مصر، والجبرتي ذكر أن الذين وصلوا إلى مصر 285 فردا؛ مما يعني تخلف عدد منهم، وهرب بعضهم.
وفد رؤساء العربان من سبيع ومطير والعجمان وقحطان وغيرهم على الإمام تركي يبايعونه على السمع والطاعة، فأرسل معهم عمالا يقبضون الزكاة.
وقع سباب بين سليمان بن عبد الله الصميط من سبيع، ومن أهل حرمة وبين عبد الرحمن بن مبارك بن راشد، رئيس أهل حرمة، فوثب رجل من آل راشد فقتل سليمان، فكمن رجل من الصميط لناصر بن راشد أمير الزبير فقتله، وحصل مجاولات بين الفريقين، انضم إلى آل راشد آل زهير، ثم وقع الصلح بينهم واجتمعوا له وحضره العلماء والرؤساء والمشايخ، وكتبوا بينهم سجلا أودعوا فيه شيئا عظيما من المواثيق، وشهد عليه 28 من المشايخ والعلماء والرؤساء، ثم إن آل زهير وآل رشيد نقضوا الصلح وتآمروا على قتل جاسر بن فوزان الصميط وهو يومئذ رئيس القوم، فتفرق قومه في الكويت وقدم إلى الزبير أميرا عليها علي بن يوسف بن زهير وصار له فيها قوة وشهرة، وتعاظم أمره إلى أن هلك في الوباء الذي أصاب الزبير ونواحيه، ثم صار هلاك آل زهير على يد أعوانهم آل راشد!
قام الأسطولان البريطاني والروسي بتحطيم الأسطول المصري في معركة نفارين؛ وذلك لخشية كلا الأسطولين من ازدياد نفوذ محمد علي باشا بعد استدعاء السلطان العثماني للجيش المصري؛ لإخماد الثورة التي اشتعلت في بلاد المورة ضد الدولة العثمانية.
وقعت الدولة العثمانية معاهدة أكرمان مع روسيا، وتم بموجب هذه المعاهدة توسيع الاستقلال الداخلي لرومانيا وصربيا، كما تقرر بموجبها عدم وجود أي مسلم محلي في قلاع صربيا عدا الجنود الأتراك.